تواصل التصعيد الإيراني ضد السعودية بسبب الحج.. «سليماني» يلعن و«شمخاني» يتهم

الجمعة 23 سبتمبر 2016 04:09 ص

واصل مسؤولون إيرانيون، اليوم الجمعة، تصعيدهم ضد السلطات السعودية، والعائلة الحاكمة هناك، على خلفية أزمة الحج.

وبينما وجه أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، «علي شمخاني»،  اتهامات إلى العائلة الحاكمة في المملكة بالتورط في حادثة التدافع التي وقعت في مشعر منى خلال موسم الحج قبل الماضي، الأمر الذي أودى بحياة  المئات من الحجيج، وكثير منهم إيرانيون، وجه  قائد فيلق القدس، اللواء «قاسم سليماني»، سبابا تضمن «لعنا» لعائلة «آل سعود» على ما ادعى أنه «مصادرتهم لبيت الله الحرام بلا حق».

وقاطع الحجاج الإيرانيون موسم الحج الماضي، التي جرى في وقت سابق من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، وتبادلت كل من الرياض وطهران المسؤولية عن ذلك.

وفي هذا الصدد، شن سليماني هجوما حادا على العائلة الحاكمة في السعودية، حسب تصريحات نقلتها عنه وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء، اليوم، دون أن توضح مناسبتها.

واتهم المسؤول الإيراني عائلة «آل سعود» بـ«الصد عن سبيل الله، ومنع الحجاج الإيرانيين من الحج»، حسب ادعائه.

وقال: «لعن الله آل سعود الشجرة الخبيثة الملعونة الذين صادروا بيت الله الحرام بلا حق»، على حد تعبيره.

وتأتي مقاطعة الحجاج الإيرانيين لموسم الحج هذا العام بعد موسم سابق شهد حادثة تدافع في مشعر منى في 24 سبتمبر/أيلول 2015؛ الأمر الذي أدى إلى مقتل 769 شخصاً على الأقل وإصابة 694 آخرين حسب الرواية الرسمية السعودية، بينما وصل عدد القتلى إلى أكثر من 2121، حسب تعداد أجرته وكالة أنباء «أسوشييتدبرس» الأمريكية للأنباء، وهو أعنف حادث يحدث في الحج منذ التدافع الأخير عام 1990 الذى أدى إلى مقتل 1426 شخصا.

وكان عدد كبير من ضحايا حادثة التدافع في مني إيرانيين.

وفي هذا الصدد، ادعى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، «علي شمخاني»، أن «ممارسات آل سعود تقوي الشكوك حول ضلوع عناصر من هذا النظام في ارتكاب مجزرة منى العام الماضي»، على حد تعبيره.

وأضاف، في تصريح صحفي على هامش تكريم ذكرى أحد قتلى حادثة التدافع هذه اليوم، أن «هذه الكارثة واستشهاد مئات الحجاج في ارض الوحي وصمة عار على جبين آل سعود لا يمكن محوها»، حسب ما نقلت عنه وكالة فارس الإيرانية للأنباء.

وادعى أن «تصرفات النظام السعودي، وعدم اعتذاره من أسر وذوي الضحايا، وعدم اهتمامه بتحديد هوية المسؤولين عن وقوع هذه الكارثة تعزز الشكوك حول تدخل عناصر من هذه النظام في وقوعها»، دون أن يذكر أدلة على اتهامه.

وتتهم المملكة إيران باستخدام مسائل الحج، وبينها حادثة التدافع في منى، لتصفية حسابات سياسية معها؛ حيث يعد البلدان خصمين متنافسين في المنطقة، ويديران حربا بالوكالة في عدد من دول المنطقة، وفق مراقبين.

وحملت الرياض، طهران، مسؤولية منع مواطنيها (الإيرانيين) من أداء الحج هذا العام، وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إن وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية، غادر البلاد، دون التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين لهذا العام، مؤكدة «رفض المملكة القاطع لتسيس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين».

وتصر إيران على حق حجاجها في أداء إعلان «البراءة من المشركين»، بينما ترفض السلطات السعودية ذلك.

وإعلان «البراءة من المشركين» هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، «روح الله الخميني»، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ ممن يعتبرونهم مشركين، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما؛ احتجاجاً على إعدام «نمر باقر النمر» رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ«التنظيمات الإرهابية».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران الحج علي شمخاني قاسم سليماني