استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عن استباحة حلب .. وعن جريمة اغتيال ناهض حتر

الاثنين 26 سبتمبر 2016 05:09 ص

فيما بدأنا الكتابة عن الجريمة الكبرى في حلب، إذ فاجأنا خبر اغتيال الكاتب ناهض حتر، ما فرض علينا التوقف عند هذه الجريمة التي لم نتردد في إدانتها من دون أدنى تبرير، مع التذكير بأنها عمل فردي لا ينبغي أن يُحمّل من رفضوا ما صدر عنه من قبل أية مسؤولية عنها.

الكلمة تُواجه بالكلمة، وإذا تم التجاوز على نحو آخر، فالقضاء يأخذ مجراه، أما أخذ القانون باليد، فيمثل وصفة فوضى لا يقبل بها العقلاء، ولذلك كان طبيعيا أن نرى هذا الإجماع على رفض الجريمة بشكل لا لبس فيه.

نعود إلى حلب، تلك الجريمة الكبرى بحق الإنسانية التي تتم أمام سمع العالم وبصره، ويبدو أن بوتين قرر استعراض عضلاته وقدراته التدميرية أمام العالم بعد فشل الهدنة، ليقول إما أن تقبلوا بما أمليه، وإما أن أحرق حلب على رؤوس من فيها.

في هذا السياق ذكرت صحيفة صندي تايمز البريطانية أمس أن روسيا تستخدم سلاح “TOS-1A”، المسمى بـ”الشمس الحارقة”، وينطلق على شكل صواريخ من قاذفات تطلق 24 صاروخا في ذات اللحظة، مشيرة إلى أنه يتسبب بانفجارات كيميائية تمتص الأكسجين من المنطقة المستهدفة.

ونقلت عن دبلوماسي غربي قوله: "نحن نبحث في ما إذا كان الروس يستخدمون أسلحة لم نرها مسبقا، مثل  TOS-1A، التي تمثل قاذفة لهب كبيرة"، مشيرة إلى أن "روسيا على بعد خطوة واحدة من استخدام النووي"!!

من الواضح أن بوتين يريد الرد على الموقف الأمريكي الذي لا يريد إنهاء الحرب، وبالطبع لأن سوريا محرقة تستنزف الجميع، بمن فيهم الروس أنفسهم.. يريد الرد من خلال إعادة تشكيل الوضع الميداني على نحو يفرض الحل بالقوة، بل إن هناك من يتحدث عن احتمال مشاركة الروس في اجتياح بري للمدينة من أجل حسم الموقف.

ما ينساه بوتين، أو يتناساه هو أنه حتى لو سقطت حلب بالكامل، ولم يعد للثوار فيها مكان آمن، فإن ذلك لن يعني نهاية المعركة، فقد مضى وقت طويل على الثورة، وحلب بيد النظام، ولم يتغير المشهد. وما بين السيطرة على حلب وبين النهاية المفترضة شوط طويل جدا، بل لا وجود لنهاية أبدا دون تسوية ترضي السوريين ومن يؤيدونهم، ومن يقاتلون النظام لن يختفوا من على وجه الأرض، وهذه الثارات التي تشكلت بقتل مئات الآلاف لن تتبخر.

يدرك بوتين أنه لا وجود لحل عسكري في سوريا، لكن عقلية الطاغية تستحوذ عليه بين حين وآخر، فتنسيه ذلك، وهو بات يعتقد أن سوريا هي عنوان تأكيد نفوذه الدولي، لكنه ينسى أنها يمكن أن تغدو محطة لاستنزافه أيضا.

من جانب آخر يسقط أوباما أخلاقيا في حلب، تماما مثلما يسقط كثيرون في هذا العالم، ويبدو أن الرجل الراحل من البيت الأبيض لم يعد معنيا بدماء الأبرياء، قدر عنايته بمساعدة هيلاري كلينتون على الفوز بالرئاسة، بل إن المشكوك فيه أن بوسعه تغيير الموقف في ظل ميل اللوبي الصهيوني لاستمرار النزيف لصالح دولته الأم.

في المقابل يسجل الداعمون للثورة بهذا القدر أو ذاك قدرا واضحا من الارتباك، فيما تزيد الوضع بؤسا خلافات الثوار، وعدم قدرتهم على التوحد بشكل جيد، ومن ضمن ذلك تجاهل "فتح الشام" لحقيقة ميزان القوى الذي لا يسمح بتحقيق الرؤى الكبيرة، ومن ثم ضرورة القبول بما دون ذلك حقنا لدماء السوريين، وتجنبا للأسوأ بحق الجميع، ومن ضمنهم الجبهة ذاتها.

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

استباحة حلب اغتيال ناهض حتر حلب بوتين روسيا سوريا أوباما