أعلنت السلطات الأردنية الاثنين، حظر نشر الأخبار المتعلقة بالكاتب الصحفي المسيحي «ناهض حتر»، الذي اغتيل الأحد أمام قصر العدل وسط العاصمة عمان؛ بسبب نشره رسماً كاريكاتورياً على صفحته على «فيسبوك» اعتبر أنه «يمس الذات الالهية».

وقالت هيئة الإعلام في بيان نشرته وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) إن «محكمة أمن الدولة قررت حظر نشر أي أخبار أو معلومات فيما يخص قضية مقتل الصحفي ناهض حتر وبأي وسيلة كانت، سواء عن طريق المواقع الالكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي أوغيرها من وسائل الإعلام والنشر».

وأوضحت أن القرار اتخذ حفاظاً على سرية التحقيق، وتحقيقا للصالح العام.

ودعت الهيئة وسائل الإعلام إلى التقيد التام بالقرار لحين انتهاء التحقيقات في هذه القضية.

واستثنى البيان من قرار الحظر ما يصدر عن النائب العام لمحكمة أمن الدولة من بيانات ومعلومات.

ووجه مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى الأحد ثلاث تهم لقاتل «حتر»، وهي القتل العمد مع سبق الإصرار، وجناية القيام بعمل إرهابي أدى إلى موت إنسان، وحمل وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص، بحسب ما أفاد مصدر قضائي.

وبحسب قانون العقوبات الأردني تصل عقوبة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار إلى الإعدام شنقاً.

وقتل «حتر» بثلاث رصاصات صباح الأحد، عندما كان يهم بدخول مبنى قصر العدل في منطقة العبدلي وسط عمان من أجل حضور جلسة محاكمته وذلك بعد نحو أسبوعين على إطلاق سراحه بكفالة مالية.

وألقي القبض على مطلق النار البالغ من العمر 49 عاماً.

وكانت السلطات الأردنية أفرجت عن «حتر» في 8 سبتمبر/أيلول لقاء كفالة مالية بعد نحو شهر على توقيفه.

وأوقف «حتر» في 13 أغسطس/آب الماضي، عقب نشره رسماً كاريكاتوريا على صفحته على موقع فيسبوك اعتبر مسيئاً للذات الالهية.

ووجه مدعي عام عمان إلى الكاتب اليساري المسيحي، تهمتي إثارة النعرات المذهبية وإهانة المعتقد الديني، وأعلن حظر النشر في القضية. ونفى «حتر» حينها ما اتهم به مؤكدا أنه غير مذنب.

وكانت عقوبة أي من التهمتين المسندتين لحتر قد تصل، في حال إدانته، إلى الحبس ثلاث سنوات.

وكان «حتر» نشر رسما كاريكاتوريا، لم يرسمه، على صفحته على فيسبوك بعنوان (رب الدواعش) ما ثار جدلاً واستياء على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكنه حذف المنشور من صفحته بعد أن قال إن الرسم يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الالهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروجه الإرهابيون.

الأزهر يدين

وفي بيان له، قال الأزهر، أحد أبرز المرجعات الإسلامية السنية حول العالم: «إذ يدين الأزهر هذا الحادث الأثيم، فإنه يؤكد أهمية معالجة الفكر المعوج بالفكر الوسطي المستقيم الراشد، الذي يتبناه الأزهر الشريف عبر تاريخه الطويل، ويشدد على رفضه القاطع لكلِّ ما من شأنه الإساءة للإسلام ومقدساته؛ لما فيه من إثارة للفتن بين أفراد المجتمع».

وأكد البيان أن إقدام البعض على القتل وإزهاق النفس خارج إطار القضاء وحكم القانون مرفوض تمامًا وغير مُجاز في شريعة الإسلام التي تنص على أن الحاكم أو مَن يُنيبه هو المنوط بتطبيق الأحكام التي تصدر من المؤسسات القضائية.

وينظر إلى «حتر» باعتباره أحد أبرز الكتاب العلمانيين في الأردن، ولطالما تبنى مواقف موالية لنظام «بشار الأسد».