وسط اتهامات متبادلة.. روسيا تنشر نصوص من اتفاقياتها مع أمريكا حول سوريا

الثلاثاء 27 سبتمبر 2016 06:09 ص

تصاعدت الخلافات الحادة بين موسكو وروسيا، اليوم الثلاثاء، وتمثلت أبرز مظاهره في قيام الخارجية الروسية بنسر نصوص باللغة الروسية على موقعها الإلكتروني من الاتفاق مع واشنطن في 9 سبتمبر/أيلول الجاري بشأن اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، وهو الاتفاق الذي لم يتمكن في الصمود لنحو 7 أيام.

وقالت الخارجية الروسية عبر بيان: «قبل بضعة أيام فقط - بعد المعلومات (التسريبات) في وسائل الإعلام الغربية - نشرت وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها الإلكتروني جزءا من نص الاتفاقية، ولم يكلفوا أنفسهم العناء ليتفقوا معنا على تاريخ النشر، ومن جانبنا، فإننا ننشر نصوص الاتفاقيات ذات الصلة باللغة الروسية».

وذكر البيان، حسب موقع «روسيا اليوم» (حكومي)، أن «روسيا دعت الولايات المتحدة مرارا إلى نشر كل وثيقة من الاتفاقيات الثنائية حول سوريا تدريجيا، بعد التنسيق حولها بين الجانبين، لكن الطرف الأمريكي كان يعترض على ذلك دوما، والملفت للنظر أكثر، هو رفض (الولايات المتحدة) تأكيد تعهدها علانية بفصل المعارضين المعتدلين عن (جبهة النصرة) التي هي فرع (القاعدة)، وبالتعاون مع روسيا في استهداف الإرهابيين وأعوانهم الذين يرفضون وقف إطلاق النار».

ولم تكشف الخارجية الروسية عبر بيانها عن مضامين إضافية للاتفاق باللغة العربية.

ومؤخرا، أعلنت «جبهة النصرة» انفصالها عن «القاعدة» وغيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام»، لكن روسيا ونظام «بشار الأسد» يصران على دفع المجتمع الدولي إلى قتال هذه الجبهة ووضعها في بوتقة واحدة مع تنظيم «الدولة الإسلامية».

ورغم إدعاء موسكو وقوات «الأسد» أنها يركزان على قتال ما يقولان إنها «جماعات إرهابية» لكن الواقع على الأرض يؤكد أن قواتهما تشن هجمات على كل منطقة تشهد معارضة ضد حكم «الأسد» ولا تتورع عن قصف المدنيين بأعتى أنواع الأسلحة وأكثر تدميرا كما حدث، مؤخرا، في مدينة حلب، شمالي سوريا.  

وخلال الفترة الأخيرة، شهدت المواقف الروسية الأمريكية على ما يبدو تقاربا ظاهريا فيما يتعلق بالأزمة السورية؛ الأمر الذي أسفر في 9 سبتمبر/أيلول الجاري عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا بدأ تنفيذه في الـ12 من الشهر ذاته، وقبلت به المعارضة السورية على مضض، وتحت ضغط الأمر الواقع.

لكن الخلافات بين البلدين تفاقمت قبل أيام، على خلفية خروقات قوات النظام السوري وحليفتها روسيا المتكررة للاتفاق وإعلانهما في 19 سبتمبر/أيلول عن وقف العمل به، والمجازر التي تم ارتكابها من قبلهما خلال الأيام الماضية، وأدت إلى مقتل العشرات من المدنيين في حلب، فضلا عن قصف قافلة إغاثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، شمالي سوريا.

وشهدت جلسة لمجلس الأمن حول حلب، الأحد الماضي، تراشقا دبلوماسيا يبن سفيري البلدين لدى المنظمة الدولية؛ حيث تبادل الطرفان الاتهامات بشأن الوضع المتردي للمدنيين في حلب.

وقال مندوب موسكو لدي الأمم المتحدة، السفير «فيتالي تشوركين»، إن بلاده لم يعد بوسعها التعامل مع الجانب الأمريكي بشأن الأزمة السورية؛ «لأنهم يغيرون كلامهم»، فيما قالت المندوبة الأمريكية، «سامنثا بارو»، إن «روسيا لم ولن تقول الحقيقة مطلقا بشأن ما يحدث في سوريا».

وأضافت «باور»: «روسيا لم ولن تقول الحقيقة مطلقا بشأن سوريا، وإن ما تقوم به حاليا في حلب هو البربرية بعينها فالقنابل الحارقة الي تستخدمها روسيا وقوات النظام ترقي إلي جرائم حرب».

يذكر أنه سبق أن اجتمع مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، في إطار مباحثات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أنه لم يصدر أي قرار ملموس بسبب تبادل الاتهامات بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة.

كما عقدت «مجموعة الدعم الدولية لسوريا» اجتماعين، خلال الأسبوع الحالي، وفشلت أيضًا في إصدار قرار بخصوص مواصلة وقف اتفاق إطلاق النار.

وتشن قوات النظام السوري والقوات الجوية الروسية حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة تسببت بمقتل وإصابة عشرات المدنيين منذ انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري (أبرمتها واشنطن وموسكو)، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام.

وتعاني أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي منذ أكثر من 20 يوماً وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية يهدد حياة حوالي 300 ألف مدني موجودين فيها.

المصدر | الخليج الجديد + روسيا اليوم

  كلمات مفتاحية

روسيا أمريكا حلب اتفاق وقف العدائيات جبهة النصرة