«ديلي بيست»: واشنطن تجاهلت معلومات استخباراتية حول الهجوم على مقرات الإغاثة في سوريا

الأربعاء 28 سبتمبر 2016 07:09 ص

كانت إدارة أوباما تحاول بيأس الحفاظ على وقف إطلاق النار المنهار في سوريا، وتجاهلت معلومات استخباراتية ملموسة حول حادث وحشي كان في الطريق.

قبل الهجمات الجوية المدمرة بيومين، كان «مايكل راتني»، مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا، قد تم إخباره حول تخطيط «نظام الأسد» لضرب منشآت حلب للدفاع المدني السوري، وهي مجموعة إنقاذ تطوعية.

وكان «رائد الصالح»، رئيس المنظمة المعروفة بـ «الخوذات البيضاء»، في منهاتن الأسبوع الماضي، وأخبر «راتني» ومعه مبعوثون من هولندا وبريطانيا وكندا أنهم قد علموا من خلال اعتراض اتصالات تجهيز جيش «الأسد» لضرب عدة مواقع للإنقاذ، وفق مصدرين كانوا معه بنفس الغرفة.

وخلال 48 ساعة، كانت تلك المعلومات قد تأكدت بضرب ثلاثة مراكز للمنظمة من أصل أربعة، شملت مركزًا لإطفاء الحرائق، ونقطتي إسعاف، في أكثر الأماكن كثافة سكانية.

ولم يرد «راتني» على طلب «ديلي بيست» للتعليق حول ما إذا كان هو والولايات المتحدة قد تعاملوا بجدية مع المعلومات المذكورة أو إن كانوا قد قاموا بأي إجراءات لمنع حدوث ذلك.

وأكد المصدر الأول أن النقاش في الغرفة كان «سخيفًا وغريبا. كانوا يقولون نعم هذا فظيع، لكننا لن نفعل شيئًا حيال ذلك».

وأكد المصدر الثاني أن رسالة «الصالح» لم تحرك أي رد فعل من المسؤولين الحاضرين.

ووفقًا لـ«عبد الرحمن الحسني»، ضابط الاتصال بالمنظمة التي تقع في حلب، فقد قال إنهم قد استمعوا لمكالمات للنظام عن طريق نظام اعتراض للمكالمات يستخدم في المعرفة المسبقة بأماكن المهاجمات الجوية أو الأرضية. وقال: «تحدثوا باللغة العربية، أنهم سيستهدفون مراكز الدفاع المدني، وإن لم يصيبوها في أول مرة، سيعدلون من الأهداف ويضربونها مرة أخرى. وأنهم سيستهدفون أي شخص يحاول انتشال الضحايا من بين الأنقاض أيضا».

لم يحدث شيء لمدة يومين، ثم في يوم الجمعة، 23 سبتمبر/ أيلول، الساعة 7 صباحًا، تعرضت مباني المنظمة للهجوم في ثلاث مواقع، اثنين منهما تم ضربهما بالطيران مباشرة، كما قال «الحسني».

وقال «الحسني» أنه لا يعلم إن كانت الطائرات سورية أم روسية، لكنهم استخدموا «نوعًا جديدًا من الصواريخ» أحدث دمارًا كبيرًا وسريعًا، وتم تدمير عربات الإسعاف.

وقال «الحسني» إن الموقع الثالث للمنظمة كان تحت الأرض، وتم ضربه بقنابل مضادة للتحصينات، وثقت مؤخرًا في حلب.

ولم يطل الدمار المنظمة فقط، بل إن المذبحة طالت أغلب مدينة حلب، فوفقًا للمنظمة في بيان لها نهاية الأسبوع، تم إلقاء القنابل الفراغية والعنقودية على المدنيين في أكثر من 140 طلعة جوية، خلفت 164 قتيلًا، وأكثر من 200 جريح.

وكان طبيب يدعى «أبو رجب»، قد أخبر «الجارديان» أن مستشفى واحد في حلب استقبل أكثر من 180 شخصا بين قتيل وجريح، متحدثًا حول جثث وجرحى متكدسين في ممرات المستشفى، والمذابح غير الإنسانية التي تتم في حلب بأسلحة غير اعتيادية لم يسمع عنها سابقًا، حيث أدت الضربات إلى حدوث اهتزازات أرضية.

وخرج «ماثيو رايكروفت»، سفير بريطانيا في الأمم المتحدة، من اجتماع أمني مع نظيريه الفرنسي والأمريكي، بعد توجيه الاتهام للأسد وروسيا بارتكاب جرائم حرب، ليقول: «بعد خمس سنوات من الصراع، ظننا أن النظام قد ارتكب كل ما بوسعه من وحشية ضد شعبه. لكن نهاية الأسبوع الماضي، أظهر النظام وروسيا وحشية أعمق وأطلقوا جحيمًا جديدًا في حلب».

وجاء استهداف المنظمة بعد استهداف سابق من روسيا لـ 32 مركبة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تحمل أدوية وغذاءً في طريقها لحلب المنكوبة. وقتل 20 شخصا من بينهم «عمر بركات»، مدير الهلال الأحمر العربي السوري. وجاء هذا الحادث بعد وقت قصير فيما يبدو كانتقام من غارة جوية قتلت 60 جنديًا سوريًا كانوا على الخطوط الأولى يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور.

وكانت قوات التحالف قد أكدت أن ذلك كان حادثًا، وأكدت الولايات المتحدة التزامها بعدم التعرض للقوات السورية النظامية. لكن روسيا لم تتحمل مسؤولية استهداف قافلة الأمم المتحدة، وألقت باللوم على «الإرهابيين»، على الرغم من اكتشاف ذيل قنبلة روسية الصنع في مكان الحادث، من قبل رجال منظمة الخوذات البيضاء.

وتعتمد المنظمة بشكل كبير على التبرعات الخارجية، بعضها من حكومات غربية، والعديد من رعاة الخير، من بينهم عضو البرلمان البريطاني «جو كوكس»، الذي بدأ إنشاء صندوق تذكاري لقتلى برلمانيي حزب العمال، وخصص جزءا لمساعدة المنظمة على استمرار جهودها. وقد أنقذت المنظمة حتى الآن، وفقًا لتقديرها، حياة 60 ألف سوري.

وتم ترشيح المنظمة لجائزة نوبل للسلام هذا العام، كما تم اختيار بعض أفرادها لجائزة مؤسسة المعيشة الصحيحة، وتم عمل فيلم وثائقي عنها مدته 40 دقيقة ظهر على نتفليكس الأسبوع الماضي. وبشكل مأساوي، فإن المقرات التي ظهرت في هذا الفيلم عبارة الآن عن أنقاض.

المصدر | ذا ديلي بيست

  كلمات مفتاحية

روسيا سوريا واشنطن بشار الأسد معلومات استخباراتية الهجوم على قوافل الإغاثة