حالة من الفرحة انتابت مغردون كويتيون، اليوم، إثر حكم صادر من المحكمة العليا، بإلغاء قرار الحكومة يرفع أسعار البنزين.

جاء ذلك تزامنا مع غبطة سعودية، للقرار، مطالبين حكومة بلادهم بالسير على خطى الكويت في تلبية مطالب الشعب.

وألغت اليوم، المحكمة الإدارية العليا في الكويت، قرار رفع أسعار البنزين الذي بدأ تطبيقه في الأول من الشهر الحالي.

جاء قرار المحكمة مفاجئا للحكومة الكويتية.

واستند الحكم إلى أن القرار الحكومي تضمن عيباً إجرائياً بعدم عرض توصية زيادة البنزين على المجلس الأعلى للبترول الذي يعد أعلى سلطة تشرف على القطاع النفطي في البلاد، ما يعرض قرار الحكومة للبطلان.

والسبب الأول، يتمثل بأن هذا القرار برفع الأسعار يعتبر نوعاً من الضريبة، وبحسب الدستور الكويتي فإن أي ضريبة لا بد أن تمر عبر البرلمان على شكل قانون لإقرارها.

أمّا السبب الآخر، هو أنه بحسب قانون تأسيس مؤسسة البترول الكويتية، يفترض في حال حدوث أي تغيير في شروط تسويق النفط، أن يمر بمشروع قانون ترفعه الحكومة للبرلمان، ولكن على خلاف ذلك لم تقم الحكومة بإصدار قانون أو مشروع قانون إنما أصدرت قراراً حكومياً.

والمحكمة الإدارية العليا، هي محكمة درجة أولى، بالتالي ليس لديها صفة تنفيذية ما يعني استمرار العمل بزيادة الأسعار إلى حين الفصل في القضية أمام محكمة الاستئناف، وقد يصل الأمر إلى محكمة التمييز.

فرحة

نشطاء «تويتر»، دشنوا وسما بعنوان «عودة أسعار البنزين القديمة»، شارك فيه آلاف المغردين، حتى بات الأكثر تفاعلاً بالكويت.

النشطاء عبّروا عن سعادتهم بالقرار، وبالدولة الديمقراطية التي تسمح لإرادة الشعب أن تعلو فوق إرادة الحكومة.

كما شارك سعوديون في الوسم مطالبين بلادهم بالاقتداء بالكويت والاستماع إلى مطالب مُواطنيهم، والابتعاد عن فرض القرارات التي تضر بشعوبهم.

فكتب «عجب»: «عندما تكون للشعوب مشاركة حقيقية في القرارات تكون عصا على رؤوس المفسدين.. عاشت الكويت».

أما «جنوبي طاحي»، فأعرب عن فخره بقدرة الشعب على رفع قضية على الحكومة، وقال: «هذا قمة الديمقراطية».

وأكد «الرفيق سليمان» أن «الحقوق تبي حلوق».

ونشر أهالي مدينة «الجهراء»، فيديو يوضح فرحتهم بالحكم القضائي.

فيما تقدم «نواف بن شهري»، بالشكر قائلا: «هذا انتصار للشعب.. شكرا للمحامين».

سعوديون على الخط

السعوديون، دخلوا على الخط مع الكويتين، وشاركوا في الوسم، تارة بالصدمة أن هذا الوسم خاصة بالكويت وليس ببلادهم، وتارة مطالبين بأن تحتذي بلادهم بالكويت.

السعودية «أشواق الريقي»، كتبت: «التاق كويتي.. يا عيالنا لا تتحمسون».

وأضافت «فاطيما»: «جيت أركض فكرت عندنا.. طلع عند الجيران».

أما «عبدالله بن راشد» عقد مقارنة بين القرارت التقشفية التي تفرضها السعودية هذه الأيام على مواطنيها، وتلك الإرادة الشعبية التي تتمتع بها الكويت.

وكتب «ضمير سعودي»: «نبارك للأخوة الكويتيين على هذا القرار ونأمل أن يكون ذلك مثال يحتذى به في بلدنا لوقف استنزاف دخل المواطن».

وأضاف «ضاوي بن سعيد»: «الكويت دولة عظيمة.. الحكومة تقرر والشعب يرفض ويحاكم الحكومة والقضاء ينصف الشعب.. في دول لو تفتح فمك الشعب يخونك».

أما «سعود المسند»، فعلق قائلا: «كيف كذا كيف قدروا عليهم.. طيب علمونا الخطة بنسويها بالسعودية».

وتمنت «سلوى المطيري»، أن تُصيب عدوى التراجع عن قرارات رفع الأسعار كل دول الخليج.

وأضاف «ريان»: «نحتاج 100 سنة كي نكون مثل الشعب الكويتي في المُطالبات».

أصل القرار

وكان مجلس الوزراء الكويتي قد وافق على رفع أسعار مادة الجازولين (البنزين) بأنواعه المختلفة اعتبارا من مطلع شهر سبتمبر الجاري.

جاء قرار الحكومة في إطار معالجة الاختلالات في الاقتصاد الكويتي، خاصة أن القرار يوفر 150 مليون دينار سنوياً.

وأوردت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» الأسعار الجديدة، من البنزين لكل لتر، حيث تمت زيادة سعر البنزين الممتاز بنسبة 40%، فيما ارتفع سعر البنزين الخصوصي 60%، أما البنزين الألترا فشهد زيادة بنحو 80%.

ووفق توصية اللجنة الاقتصادية التي اعتمدها مجلس الوزراء تقرر أن تكون أسعار البنزين الجديدة لفئة البنزين الممتاز (85 فلسا/ليتر واحد) والخصوصي 105 فلوس والالترا 165 فلسا.

وتأتي هذه الأسعار بالمقارنة مع 60 فلسا للبنزين الممتاز، و65 فلسا للخصوصي، و90 فلسا لبنزين الالترا.

وبحسب تصريحات رسمية، يبلغ متوسط الاستهلاك اليومي من البنزين في الكويت 11.2 مليون لتر، منها 9.1 ملايين لتر من البنزين 95، و1.8 مليون لتر من البنزين 91، و267 ألف لتر من البنزين 98.