«ولد الشيخ» يصل إلى مسقط لعرض تصور لحل الأزمة اليمنية على وفد «الحوثي-صالح»

الخميس 29 سبتمبر 2016 04:09 ص

من المقرر أن يصل المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، اليوم الخميس، إلى العاصمة العمانية مسقط، في إطار جهود أممية تسعى لحل النزاع اليمني المتصاعد منذ أكثر من عام ونصف العام.

وكشفت مصادر سياسية يمنية، طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، أن «ولد الشيخ» سيعرض على وفد جماعة «أنصار الله» (الحوثي)، وحزب الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، العالق في مسقط منذ 6 أغسطس/آب الماضي، تصورا لحل النزاع اليمني، يشمل الاتفاق على هدنة لمدة 72 ساعة.

ووفقا لذات لمصادر، فإن «الأمم المتحدة» والدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا) تضغط من أجل استئناف وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أبريل/نيسان الماضي، وتعرض للانهيار مع رفع مشاورات الكويت في 6 أغسطس/آب الماضي، بعد فشلها في التوصل إلى سلام بعد مفاوضات استمرت لأكثر من 90 يوما.

ويحمل المبعوث الأممي خطة دولية لحل النزاع كشف وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، أواخر أغسطس/آب الماضي، عن بعض ملامحها، وتتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها «الحوثيون»، وانسحابهم من صنعاء، وتسليم السلاح الثقيل إلى طرف ثالث، لم يتم الإفصاح عنه.

وخلافا للجولات الماضية، لن تتجاوز الجولة المرتقبة عدة أيام، حيث لن تشهد مفاوضات بين طرفي الصراع، بل توقيع اتفاق سلام تم الإعداد له بكثافة منذ رفع مشاورات الكويت، والاتفاق على ملامحه النهائية، وفقا للمصادر.

وتشترط «الأمم المتحدة» أن يسبق ذلك إعلانا رسميا من الجانبين بالتزامهم بالهدنة لمدة 72 ساعة، مع أنباء عن موافقة مبدئية من الحكومة اليمنية، بعد لقاءات جمعت الرئيس «عبدربه منصور هادي» مع المبعوث الأممي.

وشهدت الأيام الماضية، حراكا دبلوماسيا رفيع المستوى من أجل حل الأزمة اليمنية؛ إذ التقى المبعوث الأممي في نيويورك الرئيس «هادي»، ووزير خارجيته، «عبدالملك المخلافي»، وناقش معهما مقترحا لحل الأزمة يتضمن هدنة لمدة 72 ساعة، فيما قام اللواء «محمد سليمان فرغ»، المستشار العسكري لـ«ولد الشيخ»، بزيارة للعاصمة الرياض من أجل الاتفاق على الهدنة.

وقالت مصادر أممية إن إحدى المستشارات السياسيات لـ«ولد الشيخ» نفذت زيارة غير معلن عنها إلى العاصمة صنعاء خلال اليومين الماضيين، والتقت قيادات من «الحوثيين» وحزب «صالح».

وأشارت المصادر إلى أن مستشارة «ولد الشيخ» وصلت إلى مطار صنعاء الدولي على متن طائرة أممية، مع استمرار حظر الرحلات التجارية للمسافرين من قبل «التحالف العربي» منذ 9 أغسطس/آب الماضي، بسبب ما وصفها بـ«ظروف الحرب الراهنة»، قبل أن يتراجع ويستثني الرحلات الإنسانية التابعة لـ«الأمم المتحدة» والمنظمات الإنسانية.

ورجحت مصادر أن يتم رفع الحصار عن مطار صنعاء خلال الأيام القادمة، والسماح لوفد «الحوثيين» و«صالح» بالعودة للتشاور مع قياداتهم حول الصيغة النهائية للحل.

ومع السماح لوفد «الحوثيين» بالعودة والتحركات السياسية، يتوقع مراقبون أن الحل السياسي للأزمة اليمنية قد نضج أكثر من أي وقت مضى.

وكان وزير الخارجية اليمني «عبدالملك المخلافي» قال، أول أمس الثلاثاء، إن الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» تلقى اقتراحا ببدء تنفيذ هدنة مدتها 72 ساعة، ووافق عليها وأبلغ ذلك المبعوث الأممي «إسماعيل ولد الشيخ أحمد».

وأوضح «المخلافي» أنه تم الاتفاق في نيويورك على تصور سيقدمه المبعوث الأممي إلى أطراف النزاع الأخرى في اليمن، وعبر عن أمله أن يتعامل «الحوثيون» والموالون للرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» مع هذا التصور.

وأشار إلى أن هدنة 72 ساعة تأتي ضمن هذا التصور، وقال إن الحرب ليست خيارا لنا، وعندما طرحت على «هادي» هدنة لم يكن لديه مانع، ويجب أن تكون هدنة إنسانية، وتدخل المساعدات تعز، ويتم إيصالها إلى كل مكان.

وتحدث الوزير اليمني عن حرص الحكومة على أوضاع حقوق الإنسان في الداخل اليمني واستجابتها لنداءات المجتمع الدولي بشأن المشاورات مع «الحوثيين» و«صالح»، وعدم ممانعتها العودة للمشاورات شريطة ألا تكون بهدف إهدار الوقت دون التوصل لنتائج.

وتصاعدت حدة النزاع في البلد المضطرب، مع فشل الجولة الثالثة (21 نيسان/أبريل إلى 6 أغسطس/آب الماضيين) من المحادثات التي رعتها «الأمم المتحدة» بين طرفي الأزمة اليمنية، الأولى في جنيف منتصف يوليو/تموز 2015، والثانية في مدينة بيال السويسرية منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، والثالثة في الكويت (21 أبريل/نيسان الماضي وحتى 6 أغسطس/آب الماضيين)، لكنها فشلت جميعا في تحقيق السلام بين طرفي الصراع الحكومة من جهة، و«الحوثيين» وحزب «صالح» من جهة أخرى.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

اليمن سلطنة عمان مسقط إسماعيل ولد الشيخ أحمد الحوثيين علي عبدالله صالح عبدربه منصور هادي الهدنة