مرشح قطر لمنصب المدير العام لـ«اليونسكو» يتعهد بانطلاقة جديدة للمنظمة

الخميس 29 سبتمبر 2016 11:09 ص

أكد وزير الثقافة والفنون والتراث القطري السابق المستشار بالديوان الأميري «حمد بن عبدالعزيز الكواري»، مرشح قطر لمنصب المدير العام لمنظمة «الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة» (اليونسكو)، أن لديه برنامجا لإخراج المنظمة من أزمتها، معتبرا أن مبدأ الترشح والاختيار قضية سيادية لا يستطيع أحد أن ينازع أي دولة حقها فيه.

وتعهد «الكواري» بـ«انطلاقة جديدة لليونسكو»، واصفا انتخاب شخصية عربية للمنصب للمرة الأولى في تاريخ المنظمة بأنه فرصة تاريخية ثمينة من أجل تعزيز التعاون متعدد الأطراف.

وقال إنه قام بجولات في دول أفريقية وأوروبية ولاتينية وآسيوية للاستماع ومعرفة اهتمامات هذه الدول ومطالبها وشكواها وطموحاتها».

وأضاف: «لمست اهتماما بالتعليم والتراث والحفاظ عليه، وخرجت بمحصلة وافرة من المعلومات والمعرفة باهتمامات هذه الدول وخططها وهمومها فيما يخص التعليم والحفاظ على التراث».

وأوضح أنه زار إيطاليا، التي أعلنت دعمها لترشيحه، وألقى فيها محاضرة أكد فيها على ضرورة إعادة النظر في التعليم.

ولفت فيها إلى أن: «المتطرفين في العالم يكونون من خريجي أحدث الجامعات، وهذا يؤكد على الحاجة إلى إعادة النظر في التعليم، فبقدر أهمية تعلم الجوانب الفنية الأكاديمية ينبغي أيضا التركيز على أهمية الجانب الأخلاقي والقيم المشتركة للإنسانية، فالمؤسسات التعليمية مهمتها أيضا زرع القيم الإنسانية المشتركة».

وحول رؤيته للتعليم في العالم العربي، قال «الكواري»: «إن نظرتي للقضايا المختلفة هي نظرة عالمية الطابع تتجاوز المناطق المختلفة، ونظرتي للعرب واحتياجاتهم، لكوني واحدا منهم أعرف ماذا يريدون، هي تماما كنظرتي لقضايا أفريقيا وآسيا أو أي مكان، نظرتي ستكون عالمية للجميع لأن هدفنا هو الدفع بأهداف اليونسكو على نطاق عالمي وإعادة تجديد الدم في جسد المنظمة حتى تقوم بدورها بأقصى ما يمكن من الإيجابية، أملا في أن ينعكس هذا بالخير والتقدم على كل شعوب العالم».

وحول كيفية تجاوب العالم العربي معه كمرشح يمثل العرب، قال «الكواري»: «لقد طرحت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو) هذا الموضوع وناقشته تفصيلا وأجري تصويت عليه في تونس، وحصلت على الدعم العربي بـ19 صوتا، ثم تقدمت بعد ذلك بعض الدول العربية بمرشحين، وأنا احترم ذلك وأقدره كحق سيادي، وأعتقد أن مبدأ الترشح والاختيار قضية سيادية لا يستطيع أحد أن ينازع أي دولة، سواء كانت مصر أو لبنان أو غيرها، حقها فيه. لكن المطلوب من دول العالم في النهاية اختيار واحد يرون فيه توفر الشروط المطلوبة، وستكون محصلة هذا الاختيار موضع احترامي».

وعن الأولويات التي سيحرص عليها إذا وصل إلى المنصب، قال: «أهداف الأمم المتحدة كلها نبيلة: من تعليم وثقافة وعلوم، ولكني أعتقد أن اليونسكو حتى اليوم لم تنجح في إيصال هذه الرسالة السامية للبشرية بشكلها القوي المطلوب حتى يتجاوب معها الناس، وكمرشح أتفاجأ بأن بعض الناس في بعض الدول التي زرتها لا يعرفون أين يوجد مقر اليونسكو، ولهذا من الصعب تخيل أنهم يعرفون ما هي أهداف اليونسكو بالأساس».

وأضاف: «المسؤولية عن ذلك تقع على عاتق المنظمة نفسها، ولهذا فإن من أولوياتي التعريف بهذه المنظمة وبأهدافها وبرامجها وخططها وبالشكل المطلوب، فالتراث والتعليم والعلوم أولوية».

وأشار إلى أن «اليونسكو» كمنظمة تواجه اليوم أزمة مالية حقيقية، قائلا: «أرى أن المدير العام الجديد عليه أن يقدم طروحات خلاقة لإيجاد مخرج من هذه الأزمة التي لازمت اليونسكو لعقود، وليس الجلوس في مقره في باريس».

وأضاف: «لا بد من الانفتاح على كل عواصم العالم وشرح الأهداف والخطط التي تسعى اليونسكو لتحقيقها حتى تجد تجاوباً بالشكل المطلوب من الجميع».

وأوضح أن هناك دولا فقيرة وصغيرة في مختلف قارات العالم لا تستطيع تنفيذ المشاريع بمواردها وحدها، ولهذا ينبغي خلق صيغة جديدة ومبتكرة للعمل وتوفير الموارد المالية، موضحا لأن الأزمة المالية في اليونسكو هي أزمة حقيقية.

وحول الجهود التي سيقوم بها في حال انتخابه للمنصب للتعامل مع معضلة الأزمة المالية، قال «الكواري»: «أرى أن هناك إمكانية لتوفير المال المطلوب عبر التواصل مع الممولين من أصحاب الأعمال في كل العالم لتمويل برامج التعليم والثقافة والعلوم، وهو ما يتم الآن لكن بصورة فردية ومحدودة، علينا أن نذهب برؤية واضحة للممولين واستنباط أساليب جديدة لتمويل مختلف المشاريع وابتكار لغة جديدة للتواصل مع الجهات الممولة مدعومة بالشفافية».

وأضاف: «حرصت دوما على التحاشي عن الحديث عن دور بلدي قطر، ولكن بالفعل أعتز بما قدمته قطر لليونسكو، فبدعمها تمكنت المنظمة من تحقيق الكثير من الخطط والبرامج خاصة في مجال التعليم».

وتحدث عن «برنامج علم طفلا» الذي سيوفر التعليم بنهاية هذا العام لحوالي 10 ملايين طفل في مختلف دول العالم، موضحا أن قطر تبرعت أيضا بأموال وفيرة من أجل مشاريع للحفاظ على التراث العالمي في السودان واليمن وغيرهما.

وحول ما الذي سيفعله لإعادة دولة مهمة مثل الولايات المتحدة للمنظمة، قال المرشح القطري: «إن اليونسكو تحتاج لجهد كل أعضائها، والولايات المتحدة قوة كبرى ولا ينبغي أن تستمر إلى الأبد بعيدة عن صنع القرار أو المساهمة في مشاريع اليونسكو، وقد ظهرت العديد من المؤشرات الإيجابية خاصة بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى اليونسكو وحديثه الإيجابي عن المنظمة، وهذا سيمثل قاعدة صلبة للانطلاق منها في الحوار مع الولايات المتحدة. وهذا الموضوع سيكون محل اهتمام خاص من جانبي لأن اليونسكو لا تستطيع أن تستغني عن أي من أعضائها، وخاصة إذا كان بحجم الولايات المتحدة».

وشدد على أهمية أن تقوم المنظمة بدور كبير جدا في التقدم بحوار الثقافات، معتبرا أن التذرع بقلة الإمكانيات تحجج هزيل.

ودعا إلى إحياء دور مقر المنظمة، وقال: «لأن اليونسكو موجودة في باريس، أريد منها أن تستقبل قمة للتعليم والثقافة والعلوم والتراث في باريس، علينا إحياء دور مقر المنظمة كمصدر إشعاع لكل العالم».

وقال: «إن التحدي الرئيسي هو كيفية وصول اليونسكو إلى مصادر التمويل الحيوية لمختلف خططها ومشاريعها»، مشددا على أن العالم مليء بالخيرين من أفراد وشركات ومؤسسات كبرى، ولن يضن هؤلاء بالتمويل على هذه المشاريع التي تهم العالم بأسره وتخدم تقدمه وازدهاره.

وأكد المرشح القطري أن لديه برامج وأفكارا كثيرة لا يريد الإفصاح عنها، ولكنه سيناقشها مع الدول والمجلس التنفيذي لـ«اليونسكو».

وقال إنه ذاهب إلى المجلس التنفيذي بأفكار محددة أهمها ضرورة إيصال اليونسكو إلى كل بيت وكل فرد في العالم.

وأضاف أنه سيطرح كافة تفاصيل الخطة أمام المكتب التنفيذي، وخاصة فيما يتعلق بالجانب المالي الذي هو التحدي الأبرز الذي يواجه المنظمة، مؤكدا: «قناعتي هي أن المنظمة لا ينقصها الأفكار ولا الآراء وإنما المال القادر على تنفيذ هذه الأفكار، مبينا أن توفير هذه الأموال هو الذي يتطلب الإبداع والابتعاد عن الوسائل التقليدية».

المصدر | الخليج الجديد + د ب أ

  كلمات مفتاحية

قطر الأمم المتحدة اليونسكو حمد بن عبدالعزيز الكواري