وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة في القدس المحتلة، وبحضور العشرات من قادة وزعماء العالم، من بينهم الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، وبمشاركة وفود عربية من مصر والأردن وعمان والمغرب، يشيع اليوم في القدس المحتلة، جثمان الرئيس الإسرائيلي السابق «شيمون بيريز» الذي توفي أول من أمس الأربعاء، عن عمر يناهز 93 عاما.

ويقود المشيعين من زعماء العالم الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، والرئيس الأسبق «بيل كلينتون»، والمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل»، والرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند»، وولي العهد البريطاني «تشارلز»، ورئيس الوزراء الكندي «جستين ترودو».

وقال «محمد المدني»، مسؤول لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي في حركة «فتح»، إن «عباس» سيشارك في التشييع على رأس وفد يضم أربع شخصيات.

فيما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان ان «بنيامين نتنياهو» وافق أمس على طلب «عباس» الرسمي المشاركة في الجنازة.

وحملت الإذاعتان الإسرائيلية العامة والجيش على القيادات السياسية لفلسطينيي الداخل، لأنها لم تعلن مشاركتها بتشييع الجثمان والتزمت الصمت حيال رحيله.

ووظفت «الخارجية الإسرائيلية» تغريدات لوزير خارجية البحرين الشيخ «خالد بن أحمد آل خليفة» للتهجم على القيادة العربية في (إسرائيل)، قال فيها «إرقد بسلام يا رجل الحرب والسلام الذي لا يزال بعيد المنال في الشرق الأوسط».

وأثارت هذه التغريدات غضب العديد من المغردين العرب على الموقع، معتبرين أنها «في غير محلها

ورغم غياب القادة العرب عن الجنازة، إلا أن بعضهم تمثلوا بوفود، وحسب الناطق بلسان الخارجية «عمنوئيل نحشون»، يمثل مصر في الجنازة وفد برئاسة وزير خارجية مصر «سامح شكري»، والمغرب مستشار الملك «أندريه أزولاي».

كما سيمثل عُمان الشيخ «خميس بن محمد الفارسي» ممثل السلطان «قابوس بن سعيد»، كما سيشارك الأردن بوفد وقد رفض المتحدث تأكيد أو نفي إن كان سيكون برئاسة نائب رئيس الوزراء «جواد العناني».

يذكر أن العاهل الأردني الملك «عبد الله الثاني» بعث ببرقية تعزية إلى الرئيس الإسرائيلي «رؤبين ريفلين»، قدم فيها تعازيه لرحيل «بيريز».

وجاء فيها: «يجب على قادة إسرائيل وكل الأطراف المعنية الحفاظ والبناء على جهود بيريز في مسيرة السلام الفلسطينية – الإسرائيلية ودعمه لحل الدولتين».

وتشارك تركيا التي لم تبعث ببرقية تعزية بنائب وزير خارجيتها «أحمد يالديز».

وفي وقت سابق، دعت كل من «حماس» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» الرئيس «محمود عباس» إلى التراجع عن المشاركة في جنازة «بيريز».

واعتبرت «حماس» مشاركة «عباس» بأنها «توفر غطاءً للأطراف الأخرى بالهرولة السياسية وتشجيعاً لها للتطبيع مع إسرائيل، عدا عن آثارها الكارثية على صعيد العمل الوطني الفلسطيني».

من جهتها، رأت «الجبهة الشعبية» (فصيل يساري) أن مشاركة «عباس» وأية قيادة فلسطينية أخرى في الجنازة «تلحق أشد الضرر بالشعب الفلسطيني، وبالعلاقات الداخلية».

وتابعت، في بيان: «المشاركة في الجنازة تجاوز للإجماع الشعبي الذي يرى في الهالك شمعون بيريز مجرم ومحتل ومرتكب مجازر مروعة ضد شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية».