استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لم تكن وفيا مع قطر يا فخامة الرئيس

الجمعة 30 سبتمبر 2016 05:09 ص

في الأعراف الدولية دأب رؤساء الدول على الإشادة وتقديم العرفان بالجميل والامتنان للدول التي وقفت مع هذه الدولة أو تلك في أزماتها، سواء الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل، وثورة البراكين، والعواصف العاتية، وهكذا فعل الرئيس الأمريكي لكل الذين قدموا عونا ومساعدة للمجهود الحربي الأمريكي في احتلال العراق، أو المساهمة في إعادة إعمار برج التجارة العالمية في نيويورك، أو الفيضانات التي اجتاحت الجنوب الأمريكي في سالف الأعوام.

* * *

الرئيس اليمني عبد ربه منصور، وقف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها العادية 71، ليلقي بيانه السنوي عن حال اليمن، والأزمات التي تعتصر ذلك القطر الشقيق، نتيجة بغي الحوثي وصالح المخلوع على الدولة اليمنية، ومؤسساتها، والاستيلاء على المال العام، ونهب مخزون الدولة من الاحتياطي النقدي لتمويل حروبهم ضد الشعب اليمني، من أجل إخضاعه لإرادتهم والتحكم في مستقبل اليمن، وربطه بقوى خارجية.

أهل اليمن لا يقبلون بتواجد تلك القوى على تراب وطنهم العزيز اليمن أو التعاون معها إلا على قدم الندية.

الرئيس عبد ربه منصور، أشاد في خطابه أمام الجمعية العامة، بما قدمته المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، للسلطة الشرعية اليمنية في مجهودها الحربي ضد البغاة صالح والحوثي، والمعونات العينية والنقدية والطبية وغير ذلك، وهما دولتان تستحقان الإشادة والاعتراف بالجميل والتقدير في كل محفل عربي ودولي.

تكررت الإشادة بالاسم للدولتين في المقابلة التي أجراها فخامة الرئيس عبد ربه مع قناة الجزيرة الفضائية في ذات الأسبوع، ونحن نثني على كل كلمة طيبة قالها الرئيس في حق أهلنا في السعودية والإمارات، رغم وجود تباين في مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة العزيزة في شأن المسيرة اليمنية في الأشهر الأخيرة طبقا لما تناقلته وسائل إعلام عربية ودولية وتغريدات صادرة عن قيادات متعددة، أتمنى من كل قلبي أن تكون تلك الأخبار والمعلومات غير دقيقة. 

ويقيني أن أهداف تلك المعلومات شق الصفوف وبث بذور الفتنة بين أهل الخليج العربي وواجبنا الوطني يحتم علينا التصدي لتلك الشائعات. كما أن على أهل القلم تنبيه النخب الحاكمة بأن خلافاتهم السرية لم تعد سرا إلا على الأميين ورعاة الشاه وحادي الإبل، وعلينا أن نكون صفا واحدا بعقيدة واحدة تجاه القوى الأخرى التي لا تريد بنا خيرا.

* * *

أتوجه بسؤال محدد إلى فخامة الرئيس عبد ربه منصور، هل سقطت الإشادة بدولة قطر من خطابك أمام الجمعية العامة سهوا أو عمدا؟ إن كان سهوا فلا عتب وسنتلو الآية الكريمة {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} (البقرة:286). 

لكن على الرئيس تصحيح ذلك السهو علنا، وإن كان عمدا فما هو الواجب الذي كان على دولة قطر أن تقوم به تجاه اليمن الشقيق ولم تفعل؟ قواتنا المسلحة البرية والجوية وضعت تحت إمرة القيادة العامة للتحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية من أجل اليمن، وسال الدم القطري في ميادين المعركة دفاعا عن اليمن ونقلت نعوشهم من ميدان القتال إلى مثواهم الأخير في قطر تحت سمع وبصر العرب واليمنيين خاصة. 

لقد أوفت قطر بكل التزاماتها المالية والعسكرية المتعلقة بتحقيق هدف استرداد السلطة الشرعية من خاطفيها (الحوثي، وصالح)، جمعياتنا الخيرية بأفرادها يجوبون مدن وقرى اليمن لتقديم الدعم العيني والمادي لكثير من أبناء اليمن الشقيق، الهلال الأحمر القطري رمى بثقله في إعادة إعمار المستشفيات والمشافي (المراكز الصحية) بكل أطقمها وآلاتها ومعداتها، لم تتدخل القيادة القطرية بفرض آرائها السياسية على القوى اليمنية أو على قوى التحالف ولم تتحزب لطرف ضد طرف. 

كانت قطر واضحة في مواقفها فهي مع عودة الشرعية دون منازع إلى العاصمة صنعاء بكل عز وانتصار الحق على الباطل، تقف قطر دون تردد مع وحدة اليمن وسلامة أراضيه والابتعاد عن محاولات التجزئة والتفكيك، لإيمانها بأن في الوحدة قوة لليمن وفي الانفصال والتفكيك ضعفا وهزيمة. 

أعلنت قطر استعدادها لاستقبال أي مرشحين ترشحهم الحكومة الشرعية للعمل في السلك الدبلوماسي لتلقي التدريب اللازم في المعهد الدبلوماسي في الدوحة، كما أعلنت لأكثر من مسؤول يمني بأنها على استعداد لتقديم دورات تدريبية في أعمال الإدارة العامة.

أستطيع القول بأن فخامة الرئيس تجاهل الإشارة للدور القطري الإيجابي في الشأن اليمني في أكثر من مناسبة دون سبب، ولا أدري إن كان تجاهله دورنا الفعال محاولة لإرضاء بعض الأطراف في الساحة العربية أو أنه جهل مطبق بما نفعل.

آخر القول: سنبقى لإخواننا في اليمن سندا نشد من أزرهم ونرد عنهم كيد الأعداء والمتربصين، نحن معهم حتى يحققوا النصر ويكملوا البناء والتشييد دون منة فهم منا ونحن منهم، لكننا نريد العرفان بالجميل كغيرنا من الخلق.

* د. محمد صالح المسفر كاتب وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

  كلمات مفتاحية

اليمن قطر الرئيس هادي الأعراف الدولية الأمم المتحدة الحوثي المخلوع صالح السعودية الإمارات