تنديد دولي وعربي وخليجي بمجازر حلب

الأحد 2 أكتوبر 2016 03:10 ص

خرجت العديد من المطالبات والتظاهرات في الدول العربية والخليجية والأوروبية منددة بالمجازر المرتكبة في حق الشعب السوري في حلب.

    رفض خليجي

وأمس السبت، طالبت دول مجلس التعاون الخليجي، الأمم المتحدة بالتدخل في سوريا لوقف القصف الجوي الذي تتعرض له مدينة حلب، والذي قالت إنه أودى بحياة المئات من المدنيين.

وقال المجلس، المؤلف من السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان وقطر، إن «حملة الحكومة السورية على المدينة تدمّر بشكل منهجي أحياءها، وتمثّل عدوانا سافرا يخالف القوانين الدولية».

وتابع المجلس في بيان له عن الأمين العام للمجلس، قوله إن دول المجلس «تطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان على مدينة حلب ورفع معاناة الشعب السوري.. وتنفيذ قرارات مجلس (الأمن) ذات الصلة بالأزمة السورية».

     تنديد عربي

ومن جانبها، دعت جامعة الدول العربية، إلى سرعة تحرك الأطراف الفاعلة في المُجتمع الدولي، من أجل وقف حمام الدم في مدينة حلب السورية، والسماح بدخول المُساعدات إليها. 

وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للجامعة، «محمود عفيفي»، في بيان له، عن «عميق استهجان الجامعة، إزاء تواصل القصف الجوي على حلب، وبشكل خاص قصف المستشفيات وتجمعات المدنيين».

واعتبر «عفيفي» أن «ما يتعرض له نحو ربع مليون سوري محاصرين في شرق المدينة (حلب)، من قصف عشوائي بالطائرات والبراميل المُتفجرة وحصارٍ لا إنساني، يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب». 

وقال إن «القسم الشرقي من حلب تعرض لوضع إنساني يفوق الاحتمال خلال الأسبوعين الماضيين، وأن التطورات الأخيرة تستدعي وقفة عاجلة من جانب الدول العربية والمجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن». 

ودعا إلى «وضع حد لحرب الإبادة التي تتعرض لها حلب، ووقفٍ فوري لحمام الدم ولإطلاق النار، يسمح بدخول المُساعدات إلى المدينة، وببدء جهود الإغاثة التي يحتاجها السُكان بشكل عاجل».
 

    فرنسا والسويد تستنكران

هذا، وأدانت فرنسا والسويد، الهجوم الذي تعرض له مستشفى ميداني في حي «الصاخور» المحاصر من قبل قوات النظام بمدينة حلب شمالي سوريا.

وبحسب بيان صادر عن الخارجية الفرنسية، أدان الوزير، «جان مارك أيرولت»، الهجوم بشدة، مشيرا أن من «ينفذ تلك الهجمات يمارس جرائم حرب ولا بد من معاقبته».

وشدد «أيرولت»، على أن بلاده ستسعى جاهدة في مجلس الأمن الدولي، من أجل وضع حد لهذه الهجمات «غير المقبولة».

من جانبها أعربت وزيرة الخارجية السويدية، «مارغوت فالستروم»، إدانتها للهجوم على المستشفى الواقع في منطقة سيطرة المعارضة السورية، مشيرة أن «النظام وروسيا ابتعدا عن السلام في البلاد».

وأضافت «فالستروم»، في بيان لها، على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «لا يمكن القبول بقصف المستسفيات والمدنيين والأطفال في حلب (..) هذا عمل غير إنساني».

    تظاهرات رافضة

وفي ألمانيا، نظم سوريون في برلين، مسيرة احتجاجا على الهجمات الجوية على حلب، رافعين لافتات تدعوا لـ«إنقاذ» المدينة. 

وانطلقت المسيرة من ميدان هيرمانبلاتز وانتهت في ميدان أورنيان بلاتز، وسط ترديد هتافات منددة بالغارات ومطالبة بوقفها. 

ورفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل «أوقفوا الأسد وبوتين»، و«حلب تحترق»، و«أنقذوا حلب». 

ورفع المحتجون أعلام المعارضة السورية (علم الثورة السورية)، وتلوا بيانا مشتركا، يشير إلى مقتل ألف و700 شخص خلال الشهر الماضي، في عمليات قصف للسلاح الجوي للنظام السوري والروسي على حلب. 

وقال البيان، إن «الهجمات والغارات لا تطال حلب فقط وإنما جميع المدن السورية»، داعيا «المجتمع الدولي للخروج من صمته، والتحرك من أجل إيقاف القتل، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة». 

وشدد البيان على «وجوب عدم سماح مجلس الأمن الدولي للنظام السوري وحليفته روسيا بارتكاب المجازر». 

وفي سياق متصل، تجمع عشرات من السوريين والألمان أمام الكاتدرالية الأثرية في مدينة كولونيا غربي ألمانيا، رافعين لافتات كتبت عليها عبارات «سوريا حرة» و«نريد الحرية»، و«أنقذوا حلب»، منددين بـ«»قتل النظام وروسيا للمدنيين، وصمت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، تجاه الأحداث في سوريا». 

واستلقى المتظاهرون على الأرض، حاملين معهم دمى لأطفال، وملابس عليها ألوان حمراء في إشارة للدم، لتجسيد حالة المواطنين في حلب.

وتعاني أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حصارا بريا من قبل قوات النظام السوري وميليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من 20 يوما، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية؛ ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني موجودين فيها.

وتعرض مستشفى حي الصاخور الميداني، بمدينة حلب شمالي سوريا، اليوم السبت، لقصف بالبراميل المتفجرة ألقتها طائرات النظام، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، وإلحاق أضرار مادية كبيرة أدت إلى خروجه عن الخدمة.

وأفادت مصادر محلية بالمدينة أن المستشفى الذي استهدفه طيران النظام ببرميلين متفجرين، كان يستقبل المرضى والجرحى في حي الصاخور والأحياء المجاورة، حيث كان يضم أكثر من 20 سريرا، ولم يعرف على الفور حجم الخسائر البشرية التي نجمت عن القصف.

يأتي هذا التصعيد، في ظل مساع دولية لإحياء الهدنة في سوريا والتي دخلت حيز التنفيذ، أول أيام عيد الأضحى، تنفيذا لاتفاق توصلت إليه موسكو وواشنطن، واستمرت أسبوعا، وتبادل طرفا الاتفاق حينها الاتهامات بشأن المسؤولية عن القصف الذي تعرضت له قافلة مساعدات أممية.

ومنذ انتهاء الهدنة، تشن قوات النظام ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

وفي تقرير صادر لها، الاثنين الماضي، قالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، إن أحياء حلب الشرقية تخضع للحصار منذ بداية سبتمبر/أيلول الماضي، وتشهد ترديا في الوضع الطبي في ظل نقص الإمكانات الطبية وعجز المشافي والنقاط الطبية عن استقبال أعداد كبيرة من المصابين، إضافة إلى أن النظام السوري وحلفاءه يقومون بمنع دخول المساعدات، وأية عملية خروج أو دخول للأهالي.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

دول التعاون الخليجي حلب جامعة الدول العربية ألمانيا سوريون الإبادة الجماعية فرنسا السويد الأمم المتحدة