«الشيوعي الأخير»..السعودي «صالح المنصور» يفارق الحياة إثر حادث أليم

الاثنين 3 أكتوبر 2016 10:10 ص

فارق الحياة، اليوم الاثنين، السعودي «صالح المنصور»، الذي أُطلقَ عليه لقب «الشيوعي الأخير» في المملكة، إثر حادث دهس تعرض له في الرياض، عن عمر يناهز 61 عاماً.

وفجع معارف «المنصور»، المولود في مدينة الغاط بالرياض في عام 1955، ، بخبر غيابه، وهو الذي لم يغب عن المحاضرات والملتقيات في الرياض عبر عقود من الزمن.

وتبنى «المنصور» الفكر الشيوعي الاشتراكي قبل عقود، وكان يرتدي البذلة الرسمية، على خلاف السعوديين الذين ألفوا لبس الثوب والشماغ والعقال، مع تمييزه بارتداء رابطة العنق الحمراء (الكرافتة)، وحين سئل عن سبب تمسكه بالزي، وهو الرجل النجدي القصيمي، ضحك وقال «أنا أوفر عليكم ماء وكهرباء الغسيل».

«صالح المنصور» اسم غائب عن المشهد الثقافي السعودي، على رغم أنه يصنف من جيل الرواد ممن كانوا يتبنون الشعارات الشيوعية في الخفاء والعلن، وأكد أنه مازال يمقت الرأسمالية وينشد العدل والمساواة.

وفي أواخر الثمنينيات حقق «المنصور» حلمه بالسفر إلى بلاد الإتحاد السوفيتي وكان أول سعودي يزوره بعد السماح بالسفر إلى البلدان الشيوعية، وأتى وهو يحمل أفكار ذلك البلد ومعتقداته.

وكان لقب «الشيوعي الأخير»، قد اكتسبه منذ وصفته رواية لم تذكره صراحة بالاسم، للمؤلف «إبراهيم الوافي»، وهو يعكف على الانتهاء من كتابة رواية أخرى للرد عليها.

وأفاد «المنصور» في لقاء اجرته معه قناة «أم بي سي» أن الناس كانوا مترابطين في القرى أكثر من المدينة، وفي الأحياء الشعبية أكثر من الأحياء الراقية، أما الآن فيعيشون في (حضارة الخرسانة)، لا أحد يعرف جاره. وأكد على أن «المجتمع السعودي كان قبل أربعة عقود أكثر انفتاحاً من اليوم».

وقال إن «رواية الشيوعي الأخير هي التي حركتني إلى كتابة (شيوعي الرياض)، والتي تحاول أن تحكي عن المجتمع عندما كان يعاني من العزلة، قبيل انتشار الردايو (المذياع) ووسائل الاتصال».

وقال الكاتب في صحيفة «الشرق» الراحل «حسن الحارثي» إنه في نهاية إحدى جلسات معرض الكتاب كان «يوزع علينا كرته (المؤطر) باللون الأحمر وفيه عرف عن نفسه «باحث في الفكر – ناشط في حقوق الإنسان – شاعر – كاتب – من مؤسسي نقابة العمال ومكتبة الحرية ونقابة أنصار المرأة – تحت التأسيس.

وكتب «المنصور» أخيرًا: «حرية التجارة تعني الفوضى والغلاء والتفاوت الطبقي والفقر والجرائم بأنواعها، نعم للجمعيات».

وأمل «المنصور»، أن يتجاوز المجتمع السعودي بعض عاداته السلبية التي تعوق تطوره وتقدمه، وعلى الأخص ما تعلق منها بالتفسير الخاطئ لبعض النصوص الدينية.

نعي

وفي سياق متصل تصدت بعض الشخصيات العربية  لنعي «المنصور» عبر «تغريدات» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» منها السعودي الدكتور «عبد السلام الوايل»، أستاذ علم الاجتماع الذي قال: «الرياض، المدينة التي إندرست حميميتها تحت وطأة العولمة و ذابت فرادتها في بحر لجيّ من التوسع الكوزموبولتي، تفقد هذا الصباح آخر شخوصها».

أما الحقوقي المصري «جمال عيد» فقال في «تغريدة» له: رحل «صالح المنصور الشيوعي الذي تمسك بأفكاره وقناعاته ودافع عنها رحل من احترمه خصومه قبل مؤيديه رحل متمسكا بحلمه في مستقبل عادل وحقوق متساوية».

أما الكاتب السعودي «عبد المحسن الحقيل» فـ«غرد» قائلاً: «كنت أوصله أحيانًا من النادي الأدبي إلى بيته. لأنه لم يملك سيارة، وكان يؤمن بأفكاره وأعانده وكان يغضب في البداية لكنه عرف فهدأ».

وأخيراً غرد الأديب والدبلوماسي السعودي «محمد عبد العزيز العرفج» فـ«غرد» قائلاً: «كان  (صالح المنصور) مُلهمًا، للكُتَّاب والمفكرين، كتب عنه العراقي (رشيد خيون) في كتابه، و(إبراهيم الوافي) رواية (الشيوعي  الأخير) و(محمد السحيمي) قصيدة!».

المصدر | الخليج الجديد+الحياة

  كلمات مفتاحية

صالح المنصور الشيوعي الأخير يفارق الحياة حادث أليم