أمريكا ساهمت في إبرام صفقة نفط عراقية للحفاظ على خطة معركة الموصل

الاثنين 3 أكتوبر 2016 05:10 ص

قال دبلوماسيون ومسؤولون وخبراء في قطاع النفط إن الدبلوماسية المكوكية التي قام بها مبعوث الولايات المتحدة إلى التحالف المناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية» أدت إلى إبرام اتفاق نفطي بين العراق وإقليم كردستان له أهمية في معركة حاسمة منتظرة مع التنظيم.

وقالت المصادر إن الاتفاق الخاص بتقسيم إيرادات النفط المبرم في أغسطس/ آب له أهمية حيوية لحمل الحكومة المركزية وحكومة الإقليم على تنسيق التخطيط من أجل الهجوم هذا الشهر على معقل التنظيم في الموصل التي تحاصرها قوات البشمركة الكردية من ثلاث جهات.

وتنقل «بريت مكجورك» مبعوث الولايات المتحدة إلى التحالف الدولي، جيئة وذهابا بين أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقي والعاصمة العراقية بغداد بدءا من النصف الأول من أبريل/ نيسان وبلغت جولاته ذروتها في لقاء عقد في أربيل في 19 يونيو/ حزيران مع «مسعود البرزاني» رئيس إقليم كردستان و«فلاح فياض» مستشار الأمن القومي العراقي.

وقال مصدر رفيع على صلة وثيقة بالأكراد إن «البرزاني» التقى «مكجورك» وقال: «لا يمكن أن نقدر على الموصل.. فنحن نحتاج النفط والإيرادات، ولولا مكجورك لما كانت هذه الصفقة على الإطلاق».

ويقع في إقليم كردستان عدد من حقول النفط الرئيسية في شمال العراق غير أن خلافا على إيرادات الصادرات طال أمده وأصبح نزاعا متشابكا.

وفي أوائل عام 2014 خفضت بغداد الأموال المخصصة لإقليم كردستان الذي بدأ آنذاك تصدير النفط بشكل مستقل عبر خط أنابيب إلى ميناء جيهان التركي.

وفي مارس/آذار الماضي، توقفت شركة نفط الشمال التابعة للدولة في العراق عن ضخ النفط الخام عبر الخط من الحقول التي تديرها في كركوك وكانت خاضعة لسيطرة حكومة إقليم كردستان منذ انهيار قوات الأمن العراقية قبل عامين عندما اجتاح مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» ثلث مساحة العراق.

وخفضت هذه الخطوة إيرادات النفط للإقليم الكردي بنحو الربع مما زاد أزمة الميزانية سوءا في أربيل وسط انخفاض أسعار النفط والاشتباكات مع مسلحي التنظيم.

ويعتمد العراق والتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة على تعاون الأكراد في استرداد الموصل من الجهاديين والقضاء على دولة الخلافة التي أعلنوها.

وبالنسبة لواشنطن فإن هزيمة «الدولة الإسلامية» من الأهداف الرئيسية لسياستها الخارجية في الفترة الثانية من حكم الرئيس «باراك أوباما» الذي سيترك منصب الرئيس في يناير/كانون ثان المقبل.

وتحقق تقدم في أغسطس/ آب صوب الاتفاق الرامي لإعادة تدفق النفط من حقول كركوك حيث تظهر تصريحات علنية أن «مكجورك» زار رئيس الوزراء «حيدر العبادي» في بغداد في 11 أغسطس/آب وبعد يومين اجتمع مع «نيجيرفان البرزاني» و«فياض» في أربيل.

وتقول مصادر في أربيل إن حكومة إقليم كردستان أبلغت «مكجورك» وبغداد أنها خسرت إيرادات قيمتها نحو مليار دولار منذ مارس/ آذار إذ أن حقل كركوك كان يعيد ضخ حوالي 150 ألف برميل يوميا في باطن الأرض بدلا من تصديرها مع بقية إنتاج إقليم كردستان البالغ نحو 450 ألف برميل يوميا إلى الأسواق العالمية عن طريق تركيا.

ودفع ذلك كل الأطراف إلى التوصل إلى اتفاق نهائي أعلن في أعقاب اجتماع عقد في 29 أغسطس/آب في بغداد بين «العبادي» و«مكجورك» و«البرزاني».

ضغوط مكثفة

وبمقتضى الاتفاق يتم تصدير ما يصل إلى 150 ألف برميل يوميا من النفط الخام عبر ميناء جيهان التركي على أن تقتسم حكومة إقليم كردستان وبغداد الإيرادات مناصفة.

وأدى ذلك إلى تحاشي انقسام أكبر في إقليم كردستان نفسه، فقد كانت السلطات المحلية التي تحكم كركوك من مدينة السليمانية تطلب شحن النفط إلى إيران بدلا من شحنه إلى تركيا وهو ما رفضته حكومتي أربيل وبغداد وكذلك واشنطن.

وقال دبلوماسي غربي رفيع في بغداد إن انفراج الموقف ساهم في بدء حوار منفصل حول ترتيبات القوات لمعركة الموصل والحدود الداخلية المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان.

وقال دبلوماسي غربي كبير إنه منذ إبرام اتفاق كركوك تعهد الأكراد بصفة غير رسمية بإبقاء قوات البشمركة خارج مدينة الموصل نفسها مع السماح للعراقيين باستخدام الأراضي التي يسيطرون هم عليها في الوقت الحالي حول المدينة في إعداد القوات للهجوم الأمر الذي سمح بالتعجيل بالتخطيط للمعركة.

ويبدو الآن أن الجيش العراقي سيبدأ الزحف على الموصل بنهاية أكتوبر/تشرين الأول وهو أمر لم يكون متصورا قبل بضعة أشهر.

وزار «البرزاني» بغداد الأسبوع الماضي للمرة الأولي منذ أكثر من ثلاث سنوات في مؤشر على تحسن العلاقات.

  كلمات مفتاحية

الموصل العراق أمريكا صفقة نفط الدولة الإسلامية

العراق يبدأ بثا إذاعيا للموصل قبل الهجوم المرتقب