رفضت محكمة الاستئناف في بريطانيا طلباً تقدم به قاتل المبتعثة السعودية «ناهد المانع»، بتخفيف حكم الحبس الصادر ضده، البالغ 27 عاماً.

ونقلت صحيقة «الحياة» للندنية عن والد القتيلة العقيد متقاعد «ناصر المانع» قوله «بلغني تقدّم الجاني جيمس فير وذر، بطلب تخفيف الحكم، وأنه ادعى في طلب الاستئناف أن الحكم مبالغ فيه، نظراً إلى ظروف القضيتين المتهم فيهما.

وأضاف «المانع» أن قاضي الاستئناف أكد على الحكم السابق الصادر من المحكمة الأدنى، ورأى أنه متوافق مع ظروف الدعويين، وتم ذلك بعد مراجعة دقيقة لجميع أوراق القضية.

وقال: «كلما تذكرت ابنتي أحترق، وليس لدي غير توكيل أمري إلى الله».

يُذكر أن محكمة الجنايات الكبرى في إنجلترا وويلز، حكمت في أبريل/ نيسان الماضي على القاتل بالسجن 27 عاماً، بعد أن كشفت الشرطة عن هويته، إثر إطلاق سراحه، ثم إعادة القبض عليه، بعد أن رأته شاهدة عيان، وهو يختبئ خلف شجرة، وبحوزته سكين ليطعن الضحية الثالثة.

وكانت المبتعثة «ناهد المانع»، من مدينة سكاكا التابعة لمنطقة الجوف، تم ابتعاثها من جامعة الجوف إلى بريطانيا برفقة شقيقها، وتعرضت للقتل طعناً وهي في طريقها إلى الجامعة.

وشدد والد «المانع» في تصريح سابق لصحيفة الحياة اللندنية على أنه يطالب بعقوبة مشددة على الجاني أو الإعدام.

وقال «المانع» «الحكم الصادر ضد القاتل غير منصف، وأنا غير راضٍ عنه البتة، فالقاتل سبق له أن ارتكب جريمة مماثلة، وبالتالي فمن العدل أن يحكم عليه بضعف المدة المقررة من القضاء على الأقل أو القصاص».

وكان عمر «جيمس فيروذر» 15 عاما حين اتهم بقتل المبتعثة وهي تسير مغطاة الرأس بحجاب من البيت في كولشستر إلى الجامعة، وعلى طريق منعزل بعض الشيء، انقض عليها في العاشرة و40 دقيقة صباح ذلك اليوم، وراح يطعنها في رأسها وعنقها وذراعيها، وعينيها، ففارقت الحياة، وعمرها 31 سنة.

و«ناهد بنت ناصر المانع»، هي من أهالي مدينة سكاكا في منطقة الجوف بالشمال السعودي، واضطرت للابتعاث في كولشستر كي لا تخسر وظيفتها كمعيدة في جامعة الجوف الحاصلة منها بالسعودية على ماجستير، فمضت لتتابع دراسة الدكتوراه والتخصص بعلم الأحياء بجامعة ايسكس الوحيدة بالمدينة، وفيها وفي 3 معاهد لتعليم الإنجليزية يدرس عدد من السعوديين، ممن لهم ناد للمبتعثين أسسوه، وبينهم شقيقها التي أقامت معه في البيت، القريب من الجامعة حتى استهدفها المراهق بسكينه وقتلها، هكذا بلا أي سبب.

وظل «فيروذر» بعد اعتقاله أكثر من 7 أشهر يعاند المحققين ويصر على براءته من ارتكاب الجريمتين، إلى أن انهار في 22 يناير/كانون ثاني الماضي، واعترف بأدلة وقرائن دامغة بأنه مذنب في تهمة القتل الخطأ، لكنه ينفي القتل الاستهدافي، متحولا بذلك إلى أصغر من ارتكب جريمتين في تاريخ بريطانيا، فتم تحديد يوم 11 أبريل/ نيسان لمحاكمته التي انتهت جلساتها اليوم الجمعة بإدانته.

وقالت مصادر إنه الحكم عليه كان مخففا، لأن عمره أقل من 18 سنة، ولو كان أكبر بعامين مثلا، لحكموا عليه بما لن يخرج معه من السجن إلا وهو خمسيني العمر على أقل تقدير.