تل أبيب بين مطرقة تهديد تنظيم «ولاية سيناء» وسندان المحافظة على مكانة «السيسي»

الثلاثاء 4 أكتوبر 2016 07:10 ص

سارعت وزارة الأمن الإسرائيلية لنفي ما نقلته وسائل الإعلام عن مسؤولٍ أمني إسرائيليٍ سابقٍ، أنّ الدولة العبرية شنت غارات جوية في سيناء بناء على طلب من الحكومة في القاهرة، خشية المس بمكانة الرئيس المصري «عبد الفتّاح السيسي»، حسبما أكد معلق إسرائيلي بارز.

وقال «رون بن يشاي»، كبير المعلقين العسكريين في موقع صحيفة «يديعوت أحرنوت»، على الإنترنت (YNET) إن «الحكومة الإسرائيلية تولي اهتمامًا كبيرًا للحفاظ على مكانة السيسي وسمعته».

وأوضح «بن يشاي»، المعروف بصلاته الوطيدة مع المؤسسة الأمنيّة والعسكريّة في تل أبيب، أنّ إسرائيل أحرجت بعدما نسبت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية مؤخرًا إلى أكثر من مسؤول إسرائيلي، قولهم إنّ إسرائيل تنفذ غارات في قلب سيناء بناء على طلب «السيسي»، مشيرًا إلى أنّ «تل أبيب» تدرك طابع الحرج الذي يصيب «السيسي» ونظامه بسبب المس بالكرامة الوطنية المصرية، عندما يتبين أنّ «السيسي» تحديدًا هو من يشجع إسرائيل على اختراق السيادة المصرية، على حدّ تعبيره.

وأشار «بن يشاي» إلى أنّ جيش الاحتلال شن غارات جوية في قلب سيناء في أغسطس/آب 2013، وذلك ردًا على إطلاق تنظيم «ولاية سيناء» صواريخ على إسرائيل.

ونوه «بن يشاي» إلى أنّ إسرائيل شنت في أيار (مايو) 2014، غارة بطائرة بدون طيار إسرائيلية استهدفت شادي المنيعي قائد تنظيم «ولاية سيناء» وثلاثة من مساعديه وأصابتهم.

استهداف (إسرائيل)

واستدرك «بن يشاي»، قائلاً إنّ إسرائيل تخشى أن يفضي إعلانها عن تنفيذ عمليات في سيناء إلى إغراء “ولاية سيناء” باستهداف إسرائيل، موضحا أنّه حدث أنْ قامت إسرائيل بشنّ غارات داخل سيناء دون أنْ تبلغ مصر وتنسق مع نظام «السيسي»، مشيرًا إلى أنّ هذا يحدث عندما يكون لدى الاستخبارات الإسرائيلية معلومات حول نية جماعات داخل سيناء بتنفيذ عمليات ضدّ إسرائيل.

وأعاد «بن يشاي» للأذهان حقيقة أن جهاز الأمن العّام «الشاباك» شكلّ وحدة خاصة بجمع المعلومات عن «ولاية سيناء»، مشيرًا إلى أنّ المعلومات التي يجمعها «الشاباك» يتم في كثير من الحالات إبلاغها للمصريين أيضًا.

وفي السياق، أدى الكشف عن شن إسرائيل غارات في سيناء إلى حرب كلامية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وخصومه السياسيين في تل أبيب.

وذكر موقع «يسرائيل بالس» أنّ مقربي «نتنياهو» يتهمون خصمه ووزير أمنه السابق «موشيه يعلون»، بالكشف عن المعلومات من أجل إحراج «نتنياهو»، في حين أنّ «يعلون» يتهم «نتنياهو» بتسريب المعلومات.

أمّا صحيفة (هآرتس) فقالت إنّه للإسرائيليين والمصريين مصلحة مشتركة في كبح «الدولة الإسلامية».

وأشارت الصحيفة العبريّة إلى التقرير الذي كانت نشرته صحيفة (واشنطن بوست)، والذي جاء فيه أنّ «القلق الذي يساور الحلفاء الغربيين لمصر يدور حول عجز مصر عن تصفية تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء بقواها الذاتية. كما تبدي الولايات المتحدة ومعها إسرائيل القلق من أنْ يتمكّن التنظيم الإرهابي من المساس بالجهود الدولية في مراقبة تنفيذ معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية في جزئها الخاص بشبه جزيرة سيناء.

ويشير تقرير الصحيفة إلى أنّه عند الوقوف في أبراج الجيش الإسرائيلي عند الحدود مع سيناء يمكن رؤية المعارك الدائرة في سيناء، وكذلك يمكن رؤية القوات الدولية المتمركزة على الجانب الآخر من الحدود.

وقال ضابط إسرائيل لواشنطن بوست: «داعش ها هناك في الجهة المقابلة. وممّا يثير القلق كذلك أنّ من عناصر داعش من هم من بدو سيناء الذي عملوا في السابق مع القوات الدولية وهم على دراية كاملة بكيفية سبل نشاط هذه القوات والطرق التي تسلكها، مما يجعلها عرضة للهجمات».

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الدولة الإسلامية سيناء السيسي