جامعة صنعاء توظف خريجين من الحوزات الإيرانية لتدريس الفارسية

الثلاثاء 4 أكتوبر 2016 01:10 ص

أكد موقع (جام نيوز) الإيراني، أن كلية الآداب في جامعة صنعاء وظفت عددا من خريجي الجامعات الإيرانية وحوزة قم الشيعية لتدريس اللغة الفارسية، بعد أن أوقف الحوثيون تدريس اللغة التركية، معتبرا هذه الخطوة بأنها لا مثيل لها في تاريخ اليمن.

وأضاف الموقع أن تلك الخطوة أدت إلى موجة واسعة من الانتقادات اللاذعة ضد الحوثيين والرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح».

وأصدرت رئاسة الجامعة قبل أيام قليلة قراراً بإنشاء القسم كما دشنت على الفور عملية القبول والتنسيق للطلاب المتقدمين للالتحاق بالدراسة في القسم، بحسب مصادر يمنية.

ونوهت المصادر إلى أن الإعلان الرسمي عن تدشين قسم اللغة الفارسية عبر وسائل الإعلام التي يمتلكها أو يسيطر عليها الحوثيون سيتم بالتزامن مع بدء الدراسة أواخر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفي حفل إشهار من المتوقع أن تحضره قيادات  تابعة إلى الحوثي»، إضافة إلى القائم بأعمال السفارة الإيرانية بصنعاء.

من جانبه كشف موقع (مشرق نيوز) المقرب من الحرس الثوري، أن «حسين بدر الدين الحوثي سافر إلى إيران برفقة زوج شقيقته، عبد الرحيم حمران، في عام 1986 بعد إقامتهما لفترة شهر في دمشق، وأن حسين كان ينوي الالتحاق بفيلق بدر العراقي التابع للحرس الثوري حينها، مضيفا أن «حسين الحوثي أكمل دراسته في العلوم الشيعية في حوزة قم. وأكد أن العديد من القيادات الحوثية تلقت تعليمها في إيران.

مؤشر خطير

وكانت وسائل إعلام يمنية قد ذكرت شهر أبريل/ نيسان الماضي أن إجراءات سريعة تجري، بالتنسيق بين الإيرانيين والحوثيين، لإعادة افتتاح قسم اللغة الفارسية في كلية اللغات والترجمة في جامعة صنعاء.

 وكان القسم قد تم إغلاقه في عام 2010م لعدم إقبال الطلاب عليه احتجاجاً على التدخل الإيراني المتزايد في الشؤون اليمنية، وما وُصفَ آنذاك بمحاولة إيران إشعال الفتنة بين اليمنيين.

 واعتبرت صحف يمنية، في وقت سابق، أن رئيس الجامعة الحالي فوزي الصغير، في حد ذاته، المعيّن من قبل الحوثيين، يمثل اختراقاً واضحاً للأنظمة واللوائح المحددة لاختيار رئيس للجامعة ؛ أن ذلك مؤشر خطير يستهدف أكبر صرح علمي في اليمن، فيما يستمر إضراب هيئة التدريس في جامعة صنعاء، احتجاجاً على انتهاكات الميليشيا وتدخلاتها في شؤون الجامعة.

 وحسب تلك الصحف، فقد أصدر ما يسمى بـ«اللجنة الثورية» للحوثيين قراراً يقضي بتغييرات شاملة في رئاسة جامعة صنعاء ونوابه، واستبدالهم بآخرين موالين لها، فيما «قوبلت هذه القرارات برفض واسع، أدى إلى ما يشبه حالة شلل في الحركة التعليمية في الجامعة، جراء دعوات الإضراب التي دعت إليها الهيئات الإدارية للنقابات ورئاسة الجامعة، علّقت الدراسة تماماً في بعض الكليات وجزئياً في أخرى».

كانت الدراسة قد توقفت في جميع كليات جامعة صنعاء في 27 مارس/آذار الماضي، وذلك نتيجة إضراب شامل بدأه أساتذة وموظفو الجامعة بالتوقف الكامل عن العمل احتجاجاً على اقتحام ميليشيات الحوثي للجامعة وفرض رئيس جديد لها وعمداء للكليات من أنصارهم والموالين لهم، فيما تظاهر طلاب جامعة صنعاء عدة مرات، مطالبين بطرد الحوثيين من الجامعة، واحتلالهم حرمها على حد تعبيرهم.

وبحسب محللين، فإن الحوثيين يعملون على استبدال الهوية والثقافة اليمنية العربية الإسلامية بهوية وثقافة فارسية، وضمن مخططهم فإن هذا القسم ما هو إلا نواة لأقسام أخرى مماثلة يعتزمون افتتاحها في جامعات أخرى تقع تحت سيطرتهم.

الحوزات الشيعية

ويتلقى المئات من شباب اليمن التعليم في الحوزات العلمية الشيعية في إيران والعراق، ومع بداية العام الحالي كان عدد الطلاب في تلك الحوزات يتجاوز 800 مبتعثاً بمنح من الجمهورية الإيرانية، إلى جانب العشرات ممن يدرسون دراسات أخرى.

ويتم نقل هؤلاء الطلاب بين وسائل الإعلام الفارسية والحوزات العلمية والمراقد الشيعية من أجل جمع الأموال اللازمة  لدعم الحوثيين وفتحت الحسابات المصرفية، إلى جانب التنسيق مع لجنة خاصة أسستها طهران من أجل دعم الحوثيين في اليمن.

وتقوم إيران بإكساب هؤلاء الطلاب المهارات القتالية اللازمة من أجل مساعدة العناصر الموالية لها في اليمن، حيث كشفت بعض التقارير أن هؤلاء الطلاب يتم استقبالهم من قيادات في الحرس الثوري الإيراني، وبعض القيادات العاملة في ما يعرف بمكتب الإمام الخميني، ثم توزعهم على ثلاثة معسكرات, تابعة للحرس الثوري الإيراني في ثلاث مدن إيرانية وهي: شيراز، ومشهد وأصفهان، وهي مدن استحدث فيها الحرس الثوري الإيراني ومكتب الخميني معسكرات تدريبية لإعداد المقاتلين في صفوف الحرس الثوري، وحزب اللـه اللبناني، وبقية الحركات الشيعية المسلحة في شبه الجزيرة العربية، وعدد من دول القارة الأفريقية.

واستطاعت إيران تجنيد هؤلاء الشباب للعمل لصالحها في اليمن، من أجل دعم الحركة الحوثية، ويكونوا ضمن أساتذة جُدد للتشيع في مقار جديدة وهو وعد قطعه صالح الصماد رئيس المجلس السياسي للحوثيين عقب عودته من زيارة طهران يناير/كانون الثاني2015م، بالقول إن إيران ستفتح مراكز ثقافية في اليمن، وخلال السنوات ال26 الماضية استطاعت إيران تشبيع هؤلاء بالمذهب الاثنى عشري من أجل العمل على نشره في اليمن، وإكسابهم المهارات الكافية لكي يكونوا دعاة أو أئمة يدعون إلى هذا المذهب.

ولا يقتصر دور هؤلاء الطلاب فقط على القتال أو خدمة المشروع الإيراني فهم أيضاً يقاتلون إلى جانب حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية.

 والمعروف أن حزب الله اللبناني هو من يتولى التعامل المباشر مع كل امتدادات إيران العسكرية والأمنية والعقائدية في المناطق العربية.

المصدر | الخليج الجديد + يمن برس

  كلمات مفتاحية

اليمن إيران جامعة صنعاء حوزات الفارسية