كشفت صحيفة «سفينسكا داغبلادت» السويدية، أن عدد الأشخاص الذين سافروا من تركيا إلى السويد من أجل اللجوء، بلغ 176 شخصًا خلال الشهرين الآخيرين، مشيرة أن هؤلاء لهم صلة بمنظمة «فتح الله كولن» الإرهابية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، يوم الأربعاء، إن 176 شخصا من تركيا تقدموا بطلب للجوء إلى السويد خلال الشهرين الأخيرين، وفقًا لاحصاءات مكتب الهجرة السويدي، مبينة أن وضعهم الحالي مجهول.

وأشارت إلى أن العدد المذكور من طالبي اللجوء، ذو صلة بمنظمة «فتح الله كولن(الكيان الموازي)» الإرهابية، المسؤولة عن محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/تموز الماضي.

وأوردت «سفينسكا داغبلادت»، مقابلة مع «عبد الله بوزقورت» الممثل السابق لصحيفة «توديز زمان» في أنقرة، الذي هرب إلى السويد عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، وتقدم بطلب اللجوء فيها.

من جهة أخرى، قرر مكتب الهجرة السويدي بعد 3 أيام من محاولة الانقلاب الفاشلة، رفض طلبات لجوء الأشخاص الذين لديهم صلة ملموسة بالمنظمة الإرهابية، مقابل السماح لهم بالبقاء في البلاد.

والأسبوع الماضي، قال «بكير بوزداغ»، وزير العدل التركي، إنه جرى اعتقال 32 ألف شخص رسميا، في إطار التحقيقات بشأن «حركة كولن»، التي تُحمّلها الحكومة المسؤولية عن محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز الماضي.

وأضاف «بوزداغ»، في مقابلة على الهواء مباشرة مع محطة «إن.تي.في» أن 70 ألف شخص في المجمل هم عرضة للإجراءات القانونية؛ للاشتباه بصلتهم برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة «فتح الله كولن»، الذي تقول الحكومة إنه دبّر محاولة الانقلاب الفاشلة.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة «فتح الله كولن»، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر منظمة «فتح الله كولن» قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.

ويقيم «كولن» في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.