العراق يطلب من مجلس الأمن عقد جلسة طارئة ضد تركيا

الخميس 6 أكتوبر 2016 07:10 ص

قال التلفزيون العراقي الرسمي الخميس إن العراق طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الوجود العسكري التركي على أراضيه فيما يتصاعد الخلاف مع أنقرة.

وذكر بيان بثه التلفزيون الرسمي اليوم الخميس أن وزارة الخارجية قدمت طلبا لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة ما وصفته بالتجاوز التركي على الأراضي العراقية والتدخل في شؤونه الداخلية، بحسب ما نقلت رويترز.

وصوت البرلمان التركي الأسبوع الماضي لصالح تمديد وجود نحو 2000 من القوات التركية في شمال العراق لمدة عام للتصدي للتنظيمات الإرهابية، في إشارة على ما يبدو إلى المسلحين الأكراد وتنظيم «الدولة الإسلامية».

وقررت وزارة الخارجية العراقية استدعاء سفير تركيا لدى بغداد «فاروق قايمقجي» على خلفية ما وصفها بالتصريحات التركية الاستفزازية بشأن معركة تحرير الموصل.

في المقابل، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير العراقي في أنقرة «هشام إبراهيم العلاوي».

وحذر رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» من «أن تتحول المغامرة التركية بالإبقاء على قواتها في العراق، إلى مواجهة إقليمية»، معتبرا وجود القوات التركية في الموصل اعتداءً على سيادة العراق.

وأكد أن الحكومة العراقية وضعت خططاً لضمان عدم استغلال القوات التركية للفراغ بعد طرد التنظيم.

وفي وقت سابق، أكدت وزارة الخارجية العراقية رفضها تصريحات الرئيس التركي بشأن معركة تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، واعتبرت هذه التصريحات «تدخلاً سافرًا في الشأن العراقي».

وكان «أردوغان»، دعا إلى أن يبقى في مدينة الموصل، بعد تحريرها من تنظيم (داعش)، أهلها فقط، الذين يتكونون من السُّنة باختلاف عرقياتهم.

وقال «أردوغان»: «الموصل لأهل الموصل وتلعفر (مدينة شمالي العراق يعيش فيها نحو 70 ألف تركماني) لأهل تلعفر، ولا يحق لأحد أن يأتي ويدخل هذه المناطق».

وأضاف الرئيس التركي أنه «يجب أن يبقى في الموصل بعد تحريريها أهاليها فقط من السنة العرب والسنة التركمان والسنة الأكراد».

تجاهل واشنطن
في هذه الأثناء تشعر أنقرة بتجاهل واشنطن لمطالبها بالمشاركة في عملية تحرير مدينة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية» وإهمال مطالبها وحساباتها الإقليمية والاستراتيجية، ، بحسب القدس العربي.

ومع اكتمال التحضيرات واقتراب موعد البدء بعملية تحرير مدينة الموصل، تشير جميع المؤشرات إلى أن الإدارة الأمريكية لم تشارك أنقرة في أي دور عسكري في العملية المقبلة، متجاهلة بذلك جميع المطالب التركية بضرورة إشراكها في العملية، وهو ما وصفته وسائل الإعلام التركية بخداع أمريكي جديد للرئيس «أردوغان».

وتقول تركيا إن قواتها الموجودة في العراق جاءت بدعوة من «مسعود بارزاني» رئيس إقليم كردستان الذي ترتبط معه أنقرة بعلاقات قوية. وتنفي بغداد ذلك.

ومعظم القوات التركية متمركزة في قاعدة في بعشيقة شمالي الموصل وبالقرب من الحدود التركية حيث تساعد في تدريب قوات البيشمركة الكردية العراقية ومقاتلين سنة.

وفي تصريح لافت أذاعه تلفزيون الفضائية العراقية، ولكن لا يبدو انه لقي رواجاً في وسائل الإعلام الدولية، أكد العقيد دوريان» وهو أحد قادة القوات الجوية في الجيش الأمريكي في العراق، أن القوات التركية في العراق ليست ضمن قوات التحالف الدولية، وأن هذه القوات يجب أن تأتي بموافقة الحكومة العراقية، ما يعكس تأييدا أمريكيا لمواقف حكومة العبادي. 

ولا يخرج هذا التصريح عن سياق السياسة الأمريكية في العراق منذ سنوات الاحتلال، الحريص على توافقات مع حكومة بغداد ومن خلفها الدولة الإقليمية المهيمـــنة على العراق، إيران، التي تمتلك الثقل السياسي والاجتماعي الأكبر منذ سقوط بغداد، وسيطرة شبه تامة على مفاصل القرار الأمني، مما يحد بشكل كبير من قدرة الولايات المتحدة على لعب دور خارج هذه التفاهمات التي منحت إيران حق الفيتو على أي شريك إقليمي يمكن أن ينافسها في الساحة العراقية كتركيا.

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق، وأكبر مدينة تقع حاليا في قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمالي وغربي البلاد.

وبدأت الحكومة العراقية، في مايو/أيار الماضي، في الدفع بحشودات عسكرية قرب الموصل، ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من «الدولة الإسلامية»، وتقول إنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.

يشار إلى أن تركيا، نشرت قوة قوامها نحو 150 جنديا في وقت سابق من شهر ديسمبر/ كانون أول الماضي، لحماية قواتها في معسكر بعشيقة التي تقوم بتدريب جماعة عراقية تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» في الموصل القريبة منه.

وتقول أنقرة إنها تجري في معسكر بعشيقة مهمة تدريب متطوعين عراقيين لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، في حين تقول الحكومة العراقية إنه تغلغل غير قانوني تم دون موافقتها.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

العراق تركيا الموصل