استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«جاستا» و«المصداقية» الأميركية

الخميس 6 أكتوبر 2016 11:10 ص

لم تكن مصداقية الولايات المتحدة في أنظار العالم، بما في ذلك أنظار أكثر حلفائها وثوقاً، بخير قبل تصويت الكونغرس الأمريكي بغرفتيه ضد «فيتو» الرئيس باراك أوباما على قانون «جاستا»، وبأغلبية ساحقة، ما عنى دخوله حيز التنفيذ، لا بل جرت المسارعة برفع دعاوى على المملكة العربية السعودية، بزعم أنها قدمت دعماً لمنفذي هجمات سبتمبر/ أيلول 2001.

لكن هذه المصداقية تعرّضت للمزيد من التصدّع بعد نقض فيتو أوباما وتمرير القانون، باتفاق نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ما أثار الشكوك في مدى «جدية» فيتو أوباما ذاته، وطرح السؤال التالي: هل حقاً يختلف تفكير الرئيس عن تفكير القوى المؤثرة في حزبه، والتي لم تلق بالاً للفيتو الذي مارسه على القانون، فعاد أعضاء الكونغرس الديمقراطيون إلى التصويت على إقرار القانون رغم «فيتو» رئيسهم؟

قلنا إن مصداقية الولايات المتحدة في نظر الكثير من حلفائها لم تكن بخير قبل سريان «جاستا»، ففي أكثر من مفصل بدا أن واشنطن لا تأخذ في الحسبان مخاوف هؤلاء الحلفاء وتوجساتهم بالاعتبار، ولا تكتفي بتجاهلها فقط، بل والإمعان في إرسال الرسائل لهم بأنها، في العمق، لم تعد تنظر إليهم كحلفاء وإنما كعبء عليها، وهو أمر مستهجن بعد تاريخ طويل من التحالف والتعاون المتبادل، لم تكن الثمار التي قطفتها واشنطن منه أقل من تلك التي كانت لهؤلاء الحلفاء.

وأخطر ما في أمر التصويت على هذا القانون، وفي نهاية ولاية أوباما، أن الأمر لا يتعلق بنهج هذه الإدارة وحدها، التي شهدت ولايتاها الاثنتان سجالاً واسعاً، معلناً ومضمراً، بين واشنطن والحلفاء، وإنما يتصل بخيار استراتيجي لراسمي القرار في واشنطن، أكانوا ديمقراطيين أم جمهوريين، ويبدو «فيتو» أوباما بحد ذاته رسالة فحواها:

«ها أنا أمارس حق النقض على القانون كي لا تحسبوا أن الأمر يتعلق بإدارتي وحدها»، وبالتالي فعلينا التعامل مع نهج أمريكي جديد، على ضوئه يجب أن يعاد النظر في الكثير من الخطط والسياسات.

لم تكن الولايات المتحدة يوماً ولن تكون حليفاً مؤتمناً للعرب. وما يجري الآن أوصل هذه الرسالة بأبلغ ما يكون، وعلينا اليوم، وبالفعل أكثر مما مضى، التنبه إلى أننا من أكثر الأمم حاجة إلى نظام دولي جديد، متعدد الأقطاب.

نظام دولي يُنهي انفراد واشنطن بإدارة العالم من مركز واحد، ويتيح لنا هوامش أوسع للتحالفات وأوجه التعاون مع القوى الدولية المختلفة، بما تقتضيه مصالحنا، كي لا نجد أنفسنا «أسرى» قوة دولية واحدة، تمارس غطرستها وفق أهوائها ومصالحها.

وبوسع العرب أن يكونوا طرفاً مؤثراً في الدفع بتعددية قطبية، إن هم أحسنوا النظر والعمل.

* د. حسن مدن كاتب بحريني

  كلمات مفتاحية

جاستا الولايات المتحدة الكونغرس الأمريكي فيتو أوباما أوباما قانون جاستا السعودية العلاقات السعودية الأمريكية