اتفق أعضاء مجلس الأمن الدولي، على ترشيح «أنطونيو غوتيريس» المفوض السامي السابق لشؤون اللاجئين، ليشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة المقبل، اعتبارا من يناير/ كانون الثاني 2017.

وقال السفير الروسي «فيتالي تشوركين» رئيس مجلس الأمن الدولي، خلال مؤتمر صحفي:  «ترون الآن مشهدا تاريخيا، لا أعلم ما إذا كان قد تم بهذا الشكل من قبل في تاريخ الأمم المتحدة».

وأضاف: «كما تعلمون فقد أجرينا ست جولات اقتراع أولية، وكانت تلك عملية مهمة للغاية لاختيار الأمين العام المقبل».

وتابع: «إننا نقدر مشاركة جميع المرشحين في هذه الحملة، بعد الجولات الست، لدينا مرشح مفضل وهو أنطونيو غوتيريس».

ومن المقرر أن يقدم مجلس الأمن توصية إلى الجمعية العامة، وغالبا ما تعتمد الجمعية العامة توصية مجلس الأمن بالإجماع.

وطبقا لمجلة «فورين بوليسي»، فإن انتخاب «غوتيريس»، وهو سياسي اشتراكي ورئيس وزراء برتغالي سابق، ورئيس سابق لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، شهد توافقًا نادرًا بين الولايات المتحدة وروسيا، رغم الكثير من الخلافات في المواقف بينهما حاليًا، بدء من الشأن السوري مرورًا بالوضع في أوكرانيا.

وجاء دعم الدول الخمسة الأعضاء الدائمين لـ«غوتيريس» لينهي حملة لدعم أول إمرأة للفوز بالمنصب، وهي البلغارية «كريستالينا جورجيفا».

وبعد تصويت الجمعية العامة في جلسة خاصة يقوم رئيس الجمعية العامة، بيتر تومسون، بالإعلان رسميا أن «أنطزنيز غوتيرس» هو الأمين العام الجديد اعتبار من اليوم الأول لعام 2017 ولمدة خمس سنوات، ليكون الأمين العام التاسع الذي يجلس في الطابق الثامن والثلاثين بصفته أمينا عاما للمنظمة الدولية.

وقد تنافس «غوتيرس» مع تسعة مرشحين آخرين، مناصفة بين النساء والرجال إلا أن حظوظ «غوتيرس» ظلت الأعلى في الخمس جولات الآستطلاعية والجولة التمهيدية، والتي تخول الدول الدائمة العضوية استخدام الفيتو.

وشغل «غوتيريس»، البالغ من العمر 67 عامًا، منصب رئيس وزراء البرتغال من العام 1995 حتى 2002، كما كان رئيسًا لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين لمدة عشرة أعوام، وهو أول رئيس وزراء سابق يتقلد منصب الأمين العام للأمم المتحدة.

وطبقا لصحيفة «الجارديان»، فإن الأمين العام الجديد بدأ العمل بالهندسة قبل أن يتجه للسياسة عام 1976، عقب أول انتخابات ديمقراطية في البرتغال كنتيجة لما عُرف بـ «»ثورة القرنفل«» التي اندلعت في 1974 وأنهت خمسة عقود من الحكم الديكتاتوري.

وارتقى «غوتيريس» بسرعة في سلم العمل السياسي، حيث أصبح قائدًا للحزب الاشتراكي عام 1992، قبل انتخابه رئيسا للوزراء عام 1995. وخلال رئاسته لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين من 2005 حتى 2015، قاد جوتيريس المفوضية في وسط أزمة اللاجئين الأفغان والعراقيين.

وتقول «الجارديان» إن «غوتيريس» عمل على مخاطبة الدول الغربية للمساهمة بشكل أكبر في مساعدة اللاجئين الهاربين من مناطق العنف والصراع.