أكاديمي بـ«كامبريدج»: أبحاث «ريجيني» في مصر لم تكن تخريبية

الجمعة 7 أكتوبر 2016 05:10 ص

قال أستاذ جامعي، على علاقة بأبحاث الطالب الإيطالي القتيل في مصر «جوليو ريجيني»، إن الزملاء الذين يقومون بأبحاث مباشرة في مصر يخضعون بالضرورة لقيود بسبب الوضع الراهن هناك.

وكشف «ويليام براون»، أستاذ العلاقات الصناعية بجامعة «كامبريدج»، النقاب عن أنه كان يقدم النصح والتوجيه لـ«جوليو ريجيني» ويرشده إلى المصادر اللازمة في بداية بحثه، وفق صحيفة «الجارديان» البريطانية.

وأكد «بروان» أن البحوث التي كان يقوم بها ريجيني في مصر حول النقابات العمالية لم تكن غير مألوفة أو حتى لها آثار تخريبية.

جاءت تصريحات «ويليام براون»، ردا على المقالة التي نشرتها صحيفة «الجارديان» البريطانية للصحفي الأمريكي «أليكسندر ستيل»، الثلاثاء الماضي، والتي حاول فيها الأخير بالتفصيل استكشاف الأسباب التي أدت لوفاة «ريجيني» في مصر.

وقال «براون»: بصفتي واحد من الأشخاص الذين كان يقدم النصح والتوجيه لريجيني ويرشده إلى المصادر اللازمة في بداية بحثه، يمكنني أن أؤكد على نقطتين:

«الأولى هي أنه لم يكن ثمة شيء غير مألوف أو تخريبي في بحث ريجيني. فقد شاركت في أبحاث مشابهة حول النقابات المهنية في بلدان عدة على مدار 40 عاما، والمنهج الذي اتبعه الطالب الإيطالي في إجراء المقابلات الشخصية والملاحظات، كان تقليدا محترما متبعا بين الباحثين منذ أكثر من قرن.

النقطة الثانية هي أنني على علم بأن جامعة «كامبريدج» تتابع التحقيقات بحسب ما تسمح به الظروف. ولكوني متقاعدا الآن، فإنني لست طرفا في التحقيقات الرسمية حول ملابسات مقتل ريجيني. لكني أعلم أن هؤلاء الزملاء الذين يقومون ببحوث مباشرة في مصر يخضعون بالضرورة لقيود بسبب الوضع الراهن هناك».

كان «ريجيني» (28 عاما) يعد رسالة دكتوراة في جامعة كامبريدج، ويعمل باحثا زائرا في الجامعة الامريكية في القاهرة، واختفى في ذكرى ثورة الـ 25  من يناير/كانوان الثاني 2011 ، وعُثر على جثته عليها آثار تعذيب، على مشارف القاهرة في الثالث من شباط/فبراير الماضي، بعد تسعة أيام من اختفائه.

وتراجعت السلطات المصرية عن روايتها السابقة التي عزت فيها مقتل 5 أشخاص لتورطهم في اغتيال «ريجيني»، بعدما أبدت روما عدم اقتناعها بالرواية المصرية.

ونشرت السلطات المصرية صور جواز سفر «ريجيني» وحافظة نقوده وقالت إنها عثرت عليها في منزل أحد المتهمين القتلى.

وتحت عنوان «من قتل جوليو ريجيني»، طرحت «الجارديان» في وقت سابق سؤالان ملحان إلى الذهن: لماذا تحتفظ عصابة من اللصوص ببطاقات هوية «جوليو ريجيني»، بالنظر إلى أن ذلك يعد دليلا دامغا على وجود صلة تربطهم بالجريمة؟ ولماذا تعذب عصابة ضحية سرقة لمدة أسبوع دون طلب فدية أو حتى استخدام بطاقته الائتمانية؟

وأظهرت سجلات الهاتف تواجد زعيم العصابة على مسافة تبعد حوالي 100 كيلومترا عن القاهرة في وقت اختفاء «ريجيني». ويصر أقارب أفراد العصابة المزعومة على أنهم قُتلوا بدم بارد ومن مسافة قريبة، وليس في تبادل لإطلاق النار.

وإزاء الرفض الإيطالي للرواية المصرية، قال المدعي العام المصري «نبيل صادق» في بداية الشهر الحالي إنه وعلى الرغم من أن القضية لا تزال قيد التحقيقات، فإن الربط بين المتهمين الـ 5 القتلى وبين موت الطالب الإيطالي ضعيف، في أول اعتراف من مسئول مصري بارز بتهاوي الرواية الأمنية المصرية عن مقتل وتعذيب «ريجيني».

وصرح وزير الداخلية الايطالي «انجلينو الفونسو» عقب العثور على الجثة بأن تشريح جثة طالب الدكتوراه الإيطالي «جوليو ريجيني» أظهر أنه تعرض لعنف حيواني لا انساني، حسب وصفه، داعيا الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» إلى التعاون الكامل مع السلطات الايطالية للتحقيق في الجريمة.

كان السفير الإيطالي في القاهرة ماتسيريو ماساري، الذي شاهد الجثة في مصر، قد قال إن الجثة تحمل أثار تعذيب وحشي وحروقا.

وألقى حادث مقتل «ريجيني» بظلاله على علاقات البلدين حيث أوفدت إيطاليا فريقا للمشاركة في التحقيقات ولم يلق القبض على أي شخص في هذا الحادث حتى الآن.

وقررت إيطاليا إبريل/نيسان الماضي، استدعاء سفيرها لدى مصر لإجراء مشاورات احتجاجا على عدم تقدم التحقيق من الجانب المصري.

وتشتبه الصحف الإيطالية والأوساط الدبلوماسية الغربية في مصر بأن يكون عناصر في أجهزة الأمن خطفوا الطالب وعذبوه حتى الموت، الأمر الذي تنفيه الحكومة المصرية بقوة.

وأظهر تشريح جثة «ريجيني» أن الطالب خضع لتعذيب مروع على مدى أيام قبل أن يقضي جراء تحطيم عنقه، وكانت جثته مشوهة جدا لدرجة أن والدته وجدت صعوبة في التعرف عليه.

وهددت والدة «ريجيني» بنشر صور لجثمانه في حال لم تقدم مصر نتيجة التحقيق للشرطة الإيطالية.

 

  كلمات مفتاحية

جوليو ريجيني ريجينى الجارديان كامبريدج مصر الأمن المصري الداخلية المصرية إيطاليا