دبلوماسي مصري: تحالف استراتيجي بين القاهرة وتل أبيب منذ وصول «السيسي» للحكم

السبت 8 أكتوبر 2016 04:10 ص

قال سفير مصر الأسبق لدى «إسرائيل»، «محمد عاصم» إن تحالفا استراتيجيا شهدته مصر و«إسرائيل» عقب تولي الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» السلطة في 2014، وبعد موافقة القاهرة على إغلاق أنفاق غزة، وموافقة تل أبيب على نشر القوات المسلحة في شمال سيناء.

وأضاف أن مصر و«إسرائيل» حريصتان على عدم تجاوز الخطوط الحمراء في إدارة علاقاتهم السياسية والدبلوماسية والعسكرية، مؤكدا أن القاهرة تدير علاقاتها مع تل أبيب في إطار من الحرص والحذر والتوازن.

ونقل موقع «أصوات مصرية» عن «عاصم»، قوله إن توتر الأوضاع الأمنية في سيناء أدى إلى تطور العلاقات بين القاهرة وتل أبيب بسبب تفاهمات عسكرية مشتركة ساهمت بدورها في تغيير بنود اتفاقية السلام مع «إسرائيل».

وكانت تل أبيب وافقت العام الماضي على نشر عناصر من القوات المسلحة المصرية في شمال سيناء لمواجهة جماعات مسلحة، بالمخالفة لاتفاقية السلام التي تفرض على مصر تواجدا شرطيا محدودا في سيناء.

وقال الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، خلال افتتاحه عددا من المشروعات التنموية في مايو/أيار الماضي: «إن السلام مع إسرائيل سيكون أكثر دفئا لو قدرنا نحل مسألة أشقائنا الفلسطينيين».

وأضاف أن الرئيس الأسبق «محمد حسني مبارك» لم يقم بزيارة «إسرائيل» خلال فترة حكمه سوى مرة واحدة لحضور جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي «إسحاق رابين» في عام 1995.

وأوضح «عاصم» أن الشعب المصري لا يزال رافضا للتطبيع مع «إسرائيل» طالما بقيت القضية الفلسطينية معلقة، لكنه قال إن جزءا من الشعب المصري يقبل بوجود علاقات دبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب.

ووجهت قطاعات شعبية في مصر انتقادات حادة لوزير الخارجية «سامح شكري» مؤخرا بسبب زيارته لـ«إسرائيل» وحضوره جنازة الرئيس الإسرائيلي الأسبق «شمعون بيريز».

كما أثيرت ضجة شعبية مشابهة حيال صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر «شكري» و«نتنياهو» يشاهدان مباراة نهائي بطولة أمم أوروبا لكرة القدم في منزل الأخير بالقدس.

من جهته، قال أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس «أحمد حماد»، إن «إسرائيل» اتجهت إلى حلحلة العلاقات -التحرك البطيء- مع مصر بعد حرب 1973، في إطار البحث عن بدائل للحرب.

وأضاف «حماد» أن السلام المصري مع «إسرائيل» ليس دافئا، وإنما باردا بسبب رفض الشارعين المصري والعربي التطبيع مع «إسرائيل» طوال 43 عاما، رغم وجود علاقات سياسية ودبلوماسية.

وأوضح أن «إسرائيل» تحاول ابتزاز الولايات المتحدة ودول أوروبا لزيادة تسليحها على غرار تعزيز التسليح المصري مؤخرا، رغم أن الحروب الجديدة في العالم غير تقليدية، وغالبا ما تكون بين الجيوش النظامية والجماعات المسلحة.

وأرجع أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة «طارق فهمي»، تحسن العلاقات بين مصر و«إسرائيل» إلى توتر العلاقة مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس» عقب عزل الجيش المصري للرئيس المنتمي لجماعة «الإخوان المسلمين»، «محمد مرسي» في يوليو/تموز 2013.

وقال «فهمي» في تصريح لـ«أصوات مصرية»، إن التقارب بين نظام حكم «الإخوان» وحركة «حماس» الفلسطينية، أدى إلى حالة عداء بين قيادات الحركة والنظام السياسي الحالي، صبت في مصلحة العلاقات مع «إسرائيل».

وأضاف أن مصر عادت لإرسال سفيرها إلى «إسرائيل» في عهد «السيسي» في يونيو/حزيران 2015 بعد قرابة 3 أعوام، لتدشن القاهرة صفحة جديدة في علاقتها بتل أبيب.

جاء ذلك، بينما انتشرت السخرية بين المصريين من احتمال أن تلغى احتفالات ذكرى أكتوبر/تشرين الأول هذا العام، حدادا على وفاة الرئيس الإسرائيلي الراحل «شمعون بيريز»، وذلك عقب ظهور وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، الجمعة قبل الماضي، بمظهر شديد الحزن في جنازته.

وانطلقت هذه السخرية من أن سياسة مصر باتت أقرب لـ«إسرائيل»، حتى أن كثيرين أعلنوا حماسهم للتطبيع والكف عن اعتبار «إسرائيل» عدوا.

وكان «السيسي» أكد في وقت سابق أنه لن يسمح بأن تكون سيناء قاعدة خلفية لهجمات ضد «إسرائيل».

  كلمات مفتاحية

مصر إسرائيل فلسطين عبدالفتاح السيسي حماس محمد مرسي الإخوان المسلمين سامح شكري العلاقات المصرية الإسرائيلية