استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الخاسر من يبكي في الآخر

الاثنين 10 أكتوبر 2016 05:10 ص

لوهلة، يستشف من التصريحات التصعيدية لكبار المسؤولين الأمريكيين والروس تجاه الوضع في سوريا، أن البلدين على شفا مواجهة عسكرية تكون الأراضي السورية ساحة لها، خصوصاً إذا ما ربطت تلك التصريحات بالتطورات الميدانية، من تعزيزات عسكرية روسية غير مسبوقة في سوريا، وتلويحات، أو حتى تهديدات، بتدخل عسكري أمريكي رداً على التصعيد الروسي، الذي انعكست نتائجه لصالح قوات النظام السوري وحلفائه على الأرض.

ولا يمكن النظر إلى ما يجري في سوريا بمعزل عما يوصف ب«حرب باردة جديدة» بين موسكو وواشنطن، أو الغرب عموماً، تجد لها تجليات في ملفات أخرى قد تفوق كثيراً أهمية المسألة السورية في الحسابات الاستراتيجية للبلدين. ولكن شاءت الأقدار أن تكون سوريا بالذات ساحة اختبار لهذه المواجهة، فهي بالنسبة لموسكو نقطة النفوذ شبه الأخيرة في المنطقة، بعد خسارتها مصالحها في العراق وليبيا. وهي بالنسبة لواشنطن نقطة استكمال لما تحسبه نفوذاً قد دان لها في المنطقة برمتها.

علينا، بداية، طرح السؤال: أيكون البلدان فعلاً على شفا مواجهة عسكرية وشيكة، قد تبدأ إما مع سبق الإصرار أو التعمد من البلدين أو من أحدهما، أو حتى عن طريق الخطأ والمصادفة وحدهما، كأن تؤدي خطوة غير مقصودة تماماً، أو غير محسوبة تماماً، لأن يجدا نفسيهما في مواجهة فعلية؟

لا يصمد مثل هذا السؤال للمنطق. فالراجح أن البلدين قد يبلغان في لعبة عض الأصابع حدودها القصوى، بغية أن يملي أحدهما على الآخر شروطه أو بعضها، ويظفر بالنتيجة على «حل» أو تسوية تحقق له ما يريد أو بعضه، دون أن يسمحا لنفسيهما بالانجرار وراء منزلق المواجهة العسكرية التي ستكون الأولى من نوعها.

لا الخطوات غير المقصودة ولا الحسابات غير المدروسة، لها مكان في هذا الذي يجري في سوريا اليوم، وتدفع سوريا، بلداً وشعباً، كلفته الباهظة، قتلاً وتدميراً وتهجيراً ومجاعة. الوضع هناك لا يحتمل مثل هذه الخطوات أو الحسابات. 

على العكس من ذلك، يبدو كل شيء محسوباً بدقة في إطار لعبة عض الأصابع تلك، التي تبدو روسيا بوتين ظافرة بها في جولتها الراهنة، وهي ليست الجولة الأخيرة على كل حال. وقد تنقلب الأمور في وقت لاحق، ولكن لصالح بوتين تعمل عوامل كثيرة: عزوف إدارة أوباما عن التورط في عمل عسكري حاسم جديد في أي منطقة من العالم، وما لم يفعله في سنوات رئاسته المنقضية، لن يغامر بالإقدام عليه قبل أسابيع من مغادرته البيت الأبيض.

الخاسر من يبكي في الآخر، جراء آلام عض الأصابع، وليس واضحاً بعد من سيكون.

* د. حسن مدن كاتب بحريني

  كلمات مفتاحية

أمريكا روسيا سوريا الحرب الباردة المعارضة السورية الهدنة بوتين أوباما البيت الأبيض الأسد