السعودية تأسف لمجلس الأمن عن هجوم «قاعة العزاء» وطهران تطلب إرسال مساعدات لصنعاء

الاثنين 10 أكتوبر 2016 09:10 ص

أعربت البعثة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة عن أسف السعودي العميق لحداث مجلس العزاء في صنعاء.

وقالت البعثة في رسالة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إنها «تجدد احترامها والتزامها الكاملين بالقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان».

وأكدت على «استمرارها على ضمان اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين والأعيان المدنية في اليمن، فضلاً عن اتخاذ التدابير التصحيحية والملائمة اللازمة لضمان المساءلة، بما في ذلك الإعلان عن نتائج التحقيقات الجارية في هذا الحادث في المستقبل القريب».

وأحاطت الرسالة مجلس الأمن بالبيان الصادر عن قوات التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن الذي أعرب عن عميق «تعاطفه وتعازيه لأسر الضحايا والمصابين في هذا الحادث المأساوي الذي أكد أن قواتها تتبع قواعد صارمة وواضحة للاشتباك والتي تحظر استهداف المدنيين والأعيان المدنية، واتخاذ جميع التدابير الممكنة لمنع وقوع أي خطر على المدنيين، وأعلن عن بدء تحقيق فوري ووعد بالتعاون الكامل مع فريق التحقيق بما في ذلك توفير كافة البيانات والمعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية التي جرت خلال يوم الحادث، وفي منطقة الحادثة وجميع المناطق المحيطة بها، وتجديد التأكيد على أن التحالف لن يدخر جهداً للعمل بجد من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم للصراع في اليمن، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة؛ والتأكيد بهذا الصدد على الدعم الكامل للعمل المهم الذي يقوم به المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد».

من جانبه، طالب وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، الأمم المتحدة، باتخاذ الإجراءات المناسبة للسماح لطهران بإرسال طائرة مساعدات إنسانية من إيران إلى صنعاء.

وأعرب عن استعداد بلاده، لإرسال المساعدات الإنسانية والطبية إلى اليمن، واستقبال الجرحى اليمنيين للعلاج في المشافي الإيرانية.

وعبر في رسالة إلى «بان كي مون»، الأمين العام للأمم المتحدة، عن «غضب واستنكار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إزاء الهجوم الجوي المروع والمفجع للطائرات السعودية على مكان تجمع لليمنيين في مجلس للعزاء». 

وحمل «السعودية وداعميها مسؤولية جرائم الحرب في اليمن، ليست السعودية فحسب، بل كل من دعم التحالف بقيادة السعودية ضد الشعب اليمني،مسؤولون عن جرائم الحرب التي تجري في اليمن، طيلة العام ونصف العام الماضي، وعليهم تحمل المسؤولية».

وكانت مقاتلات السعودية منعت في شهر أغسطس/أب 2015، طائرة إيرانية، قالت طهران إنها تحمل مساعدات إنسانية، من الهبوط في مطار صنعاء بعد قصف مدرجه.
إلى ذلك، قال «محمد عبد السلام» الناطق باسم الحوثيين، إن «المجزرة التي حصلت في العاصمة صنعاء هي امتداد وحلقة من سلسلة جرائم بشعة ارتكبها الطيران السعودي الأمريكي منذ بدء الحرب».

وأضاف «الكثير من المجازر حصلت في معظم محافظات الجمهورية اليمنية وبالأخص المناطق التي تشهد صراعا، مثل محافظة حجة، صعدة، عمران، صنعاء، ذمار، مأرب، الجوف، الحديدة، البيضاء ولاحج، الطيران ارتكب مجازر كثيرة، آخرها مجزرة بشعة يوم أمس».

وتابع «هذه المجزرة تأتي لتوضح مدى الفشل والإحباط الذي أصيبت به دول العدوان، فهي لا تستطيع تحقيق الانتصارات العسكرية فتقتل المدنيين وبدم بارد وبكل جراة وتعدٍ على الإنسانية».

وأكد «نحن نعلم أن السعودية وأمريكا وجهان لعملة واحدة والعدوان شن علينا من واشنطن وبطائرات أمريكية وخبرات أمريكية ودعم لوجستي أمريكي والأسلحة التي تباع للسعودية أمريكية».

واستهدف قصف تضاربت التهم بشأن مصدره مجلس عزاء، وأسفر عن مقتل العشرات بينهم أمين عام العاصمة صنعاء «عبدالقادر هلال» وإصابة العشرات بينهم وزير الدفاع المعين من قبل «الحوثيين»، اللواء «حسين خيران»، ووزير الداخلية «جلال الرويشان» وقائد الأمن المركزي الموالي لـ«الحوثيين»، اللواء «عبدالرزاق المروني»، وقائد قوات الاحتياط اللواء «علي بن علي الجائفي».

وحسب وسائل إعلام تابعة للحركة الحوثية، فإن الطائرات الحربية قصفت مدنيين تجمعوا للتعزية في مجلس عزاء أحد المسؤولين.

وقتل في الغارة أكثر من 100 شخص وجرح نحو 520 آخرين، بحسب تصريحات «تميم الشامي» المتحدث باسم وزارة الصحة في الحكومة التي شكلها «الحوثيون».

ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤولين يمنين وصفهم لموقع الغارة بأنه تحول إلى بحيرة من الدماء، مشيرة إلى أن سيارات إسعاف شوهدت وهي تندفع إلى موقع الغارة.

وقالت وكالة «سبأ» اليمنية التابعة لـ«الحوثيين» إن الطيران السعودي استهدف، عصر السبت، صالة عزاء لأسرة «آل الرويشان» جنوب العاصمة صنعاء بثلاث غارات جوية.

ونفى التحالف بقيادة السعودية قيامه بغارة على مجلس عزاء في العاصمة اليمنية.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن بيان للتحالف أشار فيه إلى أنه لم يقم بأي عمليات في موقع الحادث، وأن أسبابا أخرى للحادث يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار.

وأشارت تقارير إلى أن عددا من المسؤولين الأمنيين والعسكريين بالقوات الموالية لـ«الحوثيين» من بين الضحايا.

بدورها، نقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان قولهم إن دخانا أسود تصاعد من موقع الضربة في السماء.

وقال أحد رجال الإسعاف للوكالة إنه شاهد جثثا متفحمة وأخرى مشوهة.

وكان تقرير لـ«الأمم المتحدة» أشار إلى أن يشتبه في أن نحو نصف القتلى من المدنيين في اليمن سقطوا جراء غارات التحالف بقيادة السعودية.

وطالب التقرير بهيئة دولية مستقلة للتحقيق في مجموعة الانتهاكات التي ارتكبتها كل أطراف الصراع بعد مقتل أكثر من 4000 من المدنيين.

ويتهم «الحوثيون» التحالف بقيادة السعودية بالتعمد في استهداف المدنيين في اليمن، بينما يقول مسؤولون في التحالف إنهم يستخدمون صواريخ بالغة الدقة موجهة بالليزر ويدققون أكثر من مرة في أهدافهم لتجنب إسقاط ضحايا بين المدنيين.

ومنذ أواخر مارس/آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عربيا في اليمن يهدف إلى إعادة سيطرة الحكومة الشرعية والرئيس اليمني، «عبد ربه منصور هادي»، على مقاليد الحكم في البلاد، وإنهاء انقلاب نفذته ميلشيات موالية لجماعة الحوثي والرئيس اليمني المخلوع، «علي عبد الله صالح».

وتمكن التحالف في تحقيق بعض الانتصارات على الأرض من خلال مساندة قوات من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، لكنه يواجه انتقادات حقوقية متزايدة بشأن هجمات طالت مدنيين، كما مني بخسائر كبيرة في قواته.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

التحالف العربي السعودية الأمم المتحدة الحوثيين مجلس الأمن مجلس العزاء