«أردوغان»: الجيش التركي لا يحصل على أوامره من الحكومة العراقية

الثلاثاء 11 أكتوبر 2016 09:10 ص

أكد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، اليوم الثلاثاء، أن أنقرة ستشارك في عملية تحرير الموصل المرتقبة أكتوبر/تشرين الأول الجاري على غرار عملية درع الفرات بسوريا، مشددا على أن الجيش التركي لن يحصل على أوامره من الحكومة العراقية.

وخلال كلمته في قمة المجلس الإسلامي في أوراسيا بمدينة إسطنبول، لفت إلى إن العالم الإسلامي لا يعاني فقط من الإرهاب وإنما من محاولة التقسيم بذريعة الإرهاب، قائلا: «إن محاولات التدخل الأجنبي بذريعة محاربة الإرهاب تجعل مجتمعاتنا عرضة للفتن».

وشدد «أردوغان» على ضرورة أن العمل على حل المشاكل عن طريق التسامح والتعاون، مضيفا: «هناك عمليات إرهابية تنفذها مجموعات دينية في كل مكان بالعالم ولكن إذا كان المرتكب غير مسلم لا يسمونها عملية إرهابية».

وقال: «إننا نعمل على مكافحة الإرهاب في الدول المجاورة ولسنا بحاجة لإذن من أحد لنقوم بعملية في حدودنا»، مشيرا إلى أن بعض الدول تنفذ عمليات عسكرية على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها ولا أحد يتدخل بينما ينتقدون تركيا.

وتابع: «البعض يقول لنا أنتم لستم بمستوانا، وأنا أقول لرئيس حكومة العراق (إلزم حدودك)»، موضحا أن الجيش التركي لم يفقد قيمته حتى يأخذ تعليماته من رئيس الحكومة العراقية، مؤكدا مواصلة العمليات التركية في بعشيقة.

وأضاف: «لا يمكن أن نقف موقف المتفرج إزاء ما يحدث في العراق ونصم آذاننا على صيحات أخوتنا هناك»، مشيرا إلى أن «حزب العمال الكردستاني» وتنظيم «الدولة الإسلامية» يقتلون الناس هنا وهناك، والإدارة العراقية تتهم أنقرة بشكل مجحف، لافتا إلى أن سوريا والعراق يدعيان أنهما يكافحان الإرهاب لكنهما نسيا أنهما قتلا مئات الآلاف من المدنيين بشكل بشع.

ولفت «أردوغان» إلى أن لديه تحفظات على القانون المتعلق بمكافحة الإرهاب، متسائلا: «لو جاء إرهابي أمريكي  فجر نفسه في تركيا فهل يمكن أن نحاكمه بقرار صادر من مؤسساتنا؟».

هذا، وتقول تركيا إنها نشرت قوات في قاعدة شمال العراق أواخر العام الماضي، ضمن بعثة دولية لتدريب وتجهيز القوات العراقية لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على مساحات من الأراضي جنوبي منطقة الحدود وحول مدينة الموصل وأيضا في سوريا المجاورة.

وكان رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» قال إنه لن يسمح للقوات التركية بالمشاركة في معركة استعادة الموصل من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينما طالبت أنقرة بالحفاظ على البنية  الديموغرافية في المدينة بعد استعادتها من التنظيم.

وأعرب «العبادي» عن استغرابه من إصرار تركيا على وجود قواتها على الأراضي العراقية، مشيرا إلى أنها لم تشترك في التخطيط والإعداد للمعركة، ووجود قواتها يعرقل الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأكد «العبادي» أن هدف القيادة التركية مرتبط بمشروع داخلي الغرض منه إشغال الجيش التركي بمعارك خارج حدود بلاده.

وشدد على أن معركة استعادة الموصل لن تشارك فيها قوات أجنبية، وسيقتصر دور التحالف الدولي على التدريب وتقديم المشورة والدعم اللوجستي وتوفير الغطاء الجوي للقوات العراقية، وجدد التمسك بمشاركة «الحشد الشعبي» في المعركة.

وفي المقابل، قال رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم» إن بلاده تدعم خطة الولايات المتحدة والحكومة العراقية لتطهير الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكنه حذر في الوقت ذاته من أن إحداث أي تغيير في البنية الديموغرافية لأهالي المدينة بعد استعادتها من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» سيفتح بابا لحرب داخلية جديدة.

وأشار «يلدريم» إلى أن الجنود الأتراك في مخيم بعشيقة (شمال العراق) يردون بالشكل المناسب على الهجمات التي يشنها تنظيم «الدولة الإسلامية» على المخيم، ويدربون العناصر المحلية لمواجهته.

تأتي هذه التصريحات على خلفية تصاعد التوتر بين العراق وتركيا مع تزايد التوقعات بشأن هجوم لاستعادة الموصل.

ونقطة الخلاف الرئيسية بين الجانبين هي وجود قوات تركية في معسكر بعشيقة تدرب مقاتلين من السنة ووحدات من قوات «البيشمركة» الكردية تريد أنقرة أن يقوموا بدور في معركة الموصل.

وصوت البرلمان التركي الأسبوع الماضي لصالح مد انتشار ما يقدر بألفي جندي في شمال العراق لمدة عام لقتال التنظيمات الإرهابية، في إشارة إلى المسلحين الأكراد وتنظيم «الدولة الإسلامية».

وندد العراق بالتصويت، وحذر «العبادي» من أن تركيا تخاطر بإشعال حرب إقليمية، وطلبت حكومته عقد اجتماع طارئ لـ«مجلس الأمن» التابع لـ«الأمم المتحدة» لمناقشة الأمر.

  كلمات مفتاحية

العراق تركيا حيدر العبادي الموصل الدولة الإسلامية العلاقات العراقية التركية