توجه سعودي لإغلاق أكاديمية الملك «فهد» وأولياء الأمور: ضربة لم تكن بالحسبان

الأحد 16 أكتوبر 2016 08:10 ص

في الوقت الذي تتداول فيه أنباء عن عزم المملكة إغلاق أكاديمية الملك «فهد»، تحفظ مسؤولو الأكاديمية على التعليق عن نية السعودية لإغلاقها، فيما ظهر السفير السعودي في أكثر من مناسبة ليؤكد الإغلاق، وليصادق على ما ذهبت إليه المصادر الألمانية.

وكتبت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه» المحافظة تقريرا عن موضوع إغلاق أكاديمية «الملك فهد» في الـ28 من أغسطس/آب أكدت فيه عزم المملكة إغلاق أكاديمية الملك «فهد» في بون.

وأضافت الصحيفة أن القرار مرتبط -حسب مصدر سعودي دبلوماسي- مع إجراءات رفع كفاءة الإنفاق الذي تتبعه الحكومة السعودية أخيرا لتطوير الاقتصاد والمجتمع في السعودية.

وأكد سفير المملكة لدى ألمانيا «عواد العواد» لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه» أنه لا معنى لوجود مدرسة سعودية في ألمانيا وهي الدولة التي تتمتع بأفضل مستوى تعليمي، وأضاف السفير أن القرار جاء لإعطاء «طلابنا في ألمانيا الفرصة للالتحاق بأرقى المدارس».

وعاود السفير التأكيد على إغلاق الأكاديمية في صفحة ألمانية على الانترنت قائلا: «لا ضرورة لوجود مؤسسات تعليمية سعودية في ألمانيا والتي تقوم المملكة بتمويلها».

وجاء افتتاح الأكاديمية بمرسوم ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل «فهد بن عبدالعزيز»، الأمر الذي اعتبره الجانب الألماني ووسائل إعلامه خطوة لتشكيل صرح ثقافي وجسر للتفاهم والتقارب العربي - الأوروبي والعربي - الألماني.

وتقع الأكاديمية على مساحة تقدر بـ5600 متر مربع، وتبلغ مساحة مسطحات البناء الرئيسية نحو 5 آلاف متر مربع، ويضم مجمع الأكاديمية مسجدا كبيرا يتسع لنحو 500 مصل، وجزءا للإدارة والمرافق العامة، إلى جانب صالتين للمؤتمرات والندوات والمناسبات الثقافية يتسع كل منها لنحو 250 شخصا.

ونسجت أكاديمية الملك فهد في بون سلسلة علاقات وطيدة مع المجتمع الألماني، حتى أن «هيلجارد ريدارس» مسؤولة في كنيسية إنجيلية أرسلت خطاباً تؤكد فيه اكتسابها خبرات وتجارب إيجابية مع مجتمع الأكاديمية، مضيفة:«أنظر للأكاديمية بمنتهى الامتنان لأني بدأت فيها أولى خطواتي في تعلم اللغة العربية».

وتبدي «ريدارس» حزنها على إغلاق الأكاديمية، وأنه «لا يجب علينا كلنا أن نؤمن بنفس المعتقدات، ولا يجب علينا كلنا أن نفكر بنفس الأسلوب، وإنما يجب علينا أن نعرف بعضنا البعض»، وتوجهت بالشكر إلى الأكاديمية على ما قدمته هذه المدرسة لجيرانها لأعوام عديدة، متمنية أن يستمر هذا التواصل والتبادل الثقافي.

وتؤكد بذل الأكاديمية الكثير من الجهد كي تصبح مدرسة معترفا بها دولياً، مشيرة إلى أن الأكاديمية «مؤسسة ساهمت في صناعة علاقات بين الشباب السعودي وشباب بلادنا، سواء كان ذلك من خلال التعاون مع المدارس الأخرى، أو من خلال الفعاليات الرياضية أو من خلال الأنشطة الفنية، ومثال ذلك المشاركة الناجحة لطلبة الأكاديمية في فعاليات جائزة الفن للشباب في متحف هانز - أرب المرموق».

ضربة لم تكن بالحسبان

إلى ذلك، دون عدد من أولياء أمور الطلاب في أكاديمية الملك فهد في بون مخاوفهم من إغلاق الأكاديمية برسالة جماعية أرسلت لصحيفة «عكاظ»، مشيرين إلى أن الأكاديمية شكلت صرحا بلغ مبلغا من الهيبة والشهرة والالتزام، «ما جعل أولياء الأمور يتهافتون لتسجيل أبنائهم في هذه الأكاديمية العريقة، وألسنة الجميع تلهج بالدعاء للمملكة التي منحتهم الفرصة لتعليم أبنائهم اللغة العربية وتعاليم الديانة الإسلامية السمحة».

ويؤكد أولياء أمور الطلاب ارتفاع رسوم الدراسة ما شكل لهم «ضربة لم تكن بالحسبان»، مضيفين «ارتأت الجهات التنفيذية في الأكاديمية أن ترفع قيمة الرسوم الدراسية إلى سبعة أضعاف، فمن 1000 يورو إلى سبعة آلاف يورو، هكذا دفعة واحدة (ما يعادل 35 ألف ريال في العام) إضافة إلى حجب الكتب الدراسية عن التلاميذ، والتي كانت فيما مضى تصل إليهم بانتظام وتوزع عليهم مجانا».

واعتبر السفير السعودي في برلين «عواد العواد» أن قرار إغلاق أكاديمية الملك فهد في مدينة بون ووقف بناء فرعها في برلين يتماشى مع برنامج الإصلاح في بلاده، مثمنا النظام التعليمي في ألمانيا، ما يجعل فتح مدارس سعودية أمرا غير ضروري، بحد قوله.

يشار إلى أن السنوات الأخيرة الماضية شهدت الكثير من الخلافات بين السلطات التعليمية السعودية والسلطات المختصة بشؤون المدارس في مدينة كولونيا والتي اتهمت الأكاديمية السعودية في عام 2003 بنشر الفكر الديني الأصولي في المدرسة ومحيطها الاجتماعي.

وشهر يوليو/ تموز الماضي، أبدت ألمانيا استعدادها لأن تكون حليفا استراتيجيا وتجاريا للمملكة العربية السعودية لدعم «رؤية 2030».

  كلمات مفتاحية

أكاديمية الملك فهد