وزير خارجية الإمارات يؤكد دعم بلاده لتركيا ضد محاولة الانقلاب الفاشلة

الأحد 16 أكتوبر 2016 04:10 ص

قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، «عبدالله بن زايد» إن هناك تنسيقا بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا بشأن مواجهة التحديات بالمنطقة.

جاءت تصريحات «بن زايد» ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي «مولود جاويش أوغلو» في العاصمة أنقرة اليوم الأحد.

وأكد «عبدالله بن زايد» دعم الإمارات لتركيا في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها منتصف شهر يوليو/ تموز الماضي، وقال «نؤكد على دعمنا لتركيا وفخرنا بشعبها الذي ظل متمسكاً بالشرعية».

واعتبر أن اللقاء بين مجلس التعاون الخليجي وتركيا في الرياض كان خطوة هامة لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين الجانبين، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام الإماراتية.

وقال «عبد الله بن زايد» «أريد أن أؤكد على بعض النقاط، أهمها أن هناك مجالا كبيرا لزيادة حجم التبادل التجاري والفرص الاستثمارية بين الإمارات وتركيا».

وتابع «نحن في الإمارات فخورون بالإخوة الأتراك الذين يقيمون ويعيشون ويعملون في الإمارات، والذين يتجاوز عددهم 10 آلاف تركي، وأود أن أشكرهم ليس فقط لذلك، بل لأنهم يقومون أيضاً بالإسهام في تنمية الإمارات».

ووجه «عبدالله بن زايد» الشكر للدعم التركي للإمارات بشأن استعادة الجزر المحتلة من قبل إيران، وكذلك وقوفها مع التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية.

العلاقات التجارية

من جانبه، أكد «جاويش أوغلو» سعي بلاده لتطوير وتعزيز العلاقات التجارية والسياسية وكافة المجالات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، معرباً عن شكره وتقديره للإمارات لدعمها ومساندتها لتحقيق اللقاء بين تركيا ومجلس التعاون الخليجي.

وقال إننا «نتابع عن كثب كافة الإنجازات في الإمارات، ونحن سعداء باهتمام الإمارات بمنح كثير من المشاريع للشركات التركية»، معربا عن «سعادة الحكومة التركية بتواجد شركات إماراتية على الأراضي التركية».

وأضاف أن «حجم التبادل التجاري بين تركيا والإمارات بلغ 6.7 مليار دولار عام 2015، ونسعى لرفع مستوى التبادل والتعاون التجاري حاليا»، منوها إلى اتفاق البلدين على رفع حجم التبادلات التجارية كمًا وكيفا.

ونوه وزير الخارجية التركي إلى أن بلاده «تولي اهتماما بالغا بتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني مع دول مجلس التعاون الخليجي، لافتا إلى أن تركيا ستبذل جهوداً مشتركة بما يتعلق بالمشاكل المحيطة بدول الجوار مثل سوريا واليمن والعراق.

تحرير الموصل

وفيما يتعلق بالأوضاع في العراق، قال «جاويش أوغلو»، إن بلاده تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها ضد أي تهديدات لأمنها قد تطرأ بسبب عملية الموصل المرتقبة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وتترقب القوات العراقية موعد الإعلان عن بدء المعركة لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من أهم معاقله في مدينة الموصل التي تعد من أكبر المدن العراقية كثافة من حيث عدد السكان.

وتصاعدت الأزمة بين العراق وتركيا مؤخرا بسبب إصرار الأخيرة على وجود قواتها في معسكر بعشيقة قرب الموصل رغم طلب العراق رسميا إخراج هذه القوات.

وقال «جاويش أوغلو»، إن العملية المزمعة لطرد «الدولة الإسلامية» من مدينة الموصل يجب أن تبدأ بالجيش العراقي والقوات المحلية لا بالفصائل الشيعية.

وفيما يتعلق بالأوضاع في سوريا، أشار «جاويش أوغلو» إلى أن بلدة دابق في حلب باتت تحت السيطرة التامة لمقاتلي المعارضة السورية الذين تدعمهم تركيا بعد انتزاعها من «الدولة الإسلامية».

ومن المقرر أن يلتقي «بن زايد» خلال زيارته الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، حيث سيبحث الجانبان تنمية العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية أثناء الزيارة.

وشهدت العلاقات التركية الإماراتية فتورا طيلة السنوات التي أعقبت انقلاب الجيش المصري على الرئيس المنتخب «محمد مرسي»، في يوليو/تموز 2013، والاختلاف في وجهات النظر بشأن بعض الملفات الإقليمية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2015، أشار الرئيس التركي إلى عدم وجود مشكلة بين تركيا والشعب الإماراتي، مضيفا أن العلاقات بين البلدين اتسمت بقوتها، ومن الضروري البحث وراء أسباب التباعد الذي حدث فجأة، مشددا على أن هناك سببا وحيدا للاختلاف بين الدولتين وهو الاختلاف على الشأن المصري.

وتلقت وزارة الخارجية الإماراتية تصريح «أردوغان» باهتمام بالغ، حيث رحب وزير الدولة للشؤون الخارجية «أنور محمد قرقاش»، بإشارات «أردوغان»، قائلا: «إن الإشارات الإيجابية والتي جاءت من الرئيس التركي محل ترحيب».

وشكلت زيارة وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، إلى الإمارات، في أبريل/نيسان الماضي، منعطفا يجابيا في العلاقات بين أنقرة وأبوظبي، وتوصل الجانبان إلى اتفاق حينها يهدف إلى تطوير العلاقات في المجالات كافة، خلال المرحلة المقبلة.

إلا أن الانفراجة النسبية في العلاقات توقفت إبان محاولة الانقلاب العسكري الفاشل بتركيا في يوليو/تموز الماضي، وسط شائعات حول تورط دولة خليجية في دعم الانقلاب بتركيا، في إشارة إلى الإمارات، غير أن أبوظبي بادرت بدعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، مشددة على وقوفها بجانب الرئيس التركي.

وشهدت العلاقات مع الإمارات تطورات إيجابية بإعادة أبوظبي سفيرها لتركيا في يونيو/حزيران الماضي، وذلك بعد فتور بالعلاقة بين البلدين.

وقدم السفير الإماراتي لدى أنقرة «خليفة شاهين المرر» في 14 يونيو/حزيران الماضي، أوراق اعتماده للرئيس التركي.

وأعلنت «إعمار» العقارية الإماراتية (الشركة شبه الحكومية المشيدة لبرج خليفة أعلى مبنى في العالم) صيف 2016 عن الافتتاح المبدئي لمتنزه في مدينة أنطاليا السياحية على مساحة تصل إلى 639 ألف متر مربع تبلغ قيمته مليار دولار بالتعاون مع مجموعة فنادق «ريكسوس» العالمية.

وتستثمر مجموعة «أبراج كابيتال» الإماراتية -التي تدير أصولا قيمتها 9 مليارات دولار وتمتلك مكتبا في إسطنبول- نحو 900 مليون دولار منذ عام 2007 في السوق التركية، وفقا لبيان سابق للمجموعة.

وافتتحت شركة موانئ دبي العالمية (حكومية) في مايو/أيار الماضي، رسميا محطة موانئ دبي العالمية «ياريمشا» التي تعد واحدة من أكبر المحطات البحرية في تركيا.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

تركيا الإمارات العلاقات الإماراتية التركية جاويش أوغلو عبدالله بن زايد