مصر: علماء دين من 80 دولة يجتمعون لإطلاق أول كيان عالمي للإفتاء

الاثنين 17 أكتوبر 2016 07:10 ص

أكدت «الإفتاء المصرية» أن: «فوضى الفتاوى زادت من ظاهرة تدفق المقاتلين الأجانب إلى الدول العربية والإسلامية، وهي الظاهرة التي فرضت نفسها بقوة على دوائر صنع القرار وأمام الهيئات والمنظمات الدولية؛ لما أحدثته تلك الظاهرة من زيادة هائلة في أعمال العنف والتطرف الديني». وقالت «الدار» أمس إن «أقاويل تيارات العنف الضالة ساهمت في لصق التطرف والعنف بالإسلام والمسلمين».

يأتي هذا في وقت تسعى قيادات دينية ومفتون وممثلو 80 دولة على مستوى العالم إلى إنشاء أول كيان إسلامي جامع لدور وهيئات الإفتاء على مستوى العالم خلال اجتماعهم بالقاهرة، اليوم الاثنين، لمواجهة فتاوى التطرف والإرهاب، والتصدي لغير المتخصصين للفتوى، والسعي الحثيث لوضع ضوابط وقواعد محددة لضبط إصدار الفتوى على مستوى العالم الإسلامي، بحسب جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية.

وقال مفتي مصر، الدكتور «شوقي علام» إن «إنشاء هذا الكيان الإفتائي العالمي يمثل نقطة فارقة من أجل السعي لتوحيد العمل الإفتائي ودفعه إلى صدارة المشهد، إضافة إلى توحيد جهود المسلمين لمواجهة فتاوى التطرف والإرهاب».

وأضاف المفتي إن «هذا الكيان المعتدل يساهم في دعم وتأهيل قادة الرأي الديني من أئمة المساجد بالغرب في مجال الإفتاء، لمواجهة ظاهرة التشدد والتحديات التي تواجه الجاليات المسلمة بالخارج».

ويرى محللون وخبراء، أن معدل تدفق المقاتلين من الدول الأوروبية إلى «تنظيم الدولة الإسلامية» الذين يرونه (إرهابياً) في سوريا والعراق كان في تصاعد خلال العام الماضي؛ لكنه تأثر قليلا خلال الأشهر القليلة الماضية عقب هرب الكثير من المقاتلين نتيجة هجمات قوات التحالف الدولي، وذلك بالمقارنة مع القادمين إلى «التنظيم» من الدول العربية، حيث تباينت الأعداد بين صعود وهبوط.

فيما يقول مراقبون، إن أفعال «التنظيم» تزيد من كراهية اليمين المتطرف في الغرب للمسلمين، وأن أفعالها سواء بالقتل أو التفجير لتجنيد الشباب من أوروبا الذين يعانون مشاعر الخوف والكراهية والعداء المبالغ فيه ضدهم كمسلمين والإسلام، وهي مشاعر يشاهدها الشباب بأعينهم عن طريق تنميط ذهني سلبي للمسلمين من قبل بعض الكتابات ووسائل الإعلام الغربية.

ورصدت دار الإفتاء بجانب ظاهرة تدفق الأجانب، ظاهرة أخرى وهي «الذئاب المنفردة» في الدول والحكومات غير الإسلامية، والتي نفذت الكثير من الأعمال الإرهابية ضد مصالح الدول التي يعيشون فيها وبعض من قام بتلك الأعمال يحمل جنسية الدولة المستهدفة ويتمتع بحقوق المواطنة كافة فيها؛ إلا أنهم تأثروا بعدد من الفتاوى والآراء المتطرفة التي نشرت على أيدي تيارات العنف والإسلام السياسي بالخارج فتأثر بها بعض المسلمين بالخارج، وبخاصة من حديثيّ العهد بالإسلام الذين وقعوا ضحية في أيدي هؤلاء فتشربوا منهم المناهج المتطرفة والأقوال الشاذة باعتبارها من صحيح الدين وأسسه، مضيفة: «فسعوا في الأرض خرابا ظنا منهم أن تلك الأعمال جهاد في سبيل الله وتضحية من أجل رفعة الإسلام ورفع الظلم عن المسلمين؛ إلا أنها إفساد في الأرض وقتل للأنفس التي حرم الله وخيانة لله ورسوله».

و«الذئاب المنفردة» تعبير يقصد به تحول شخص أو اثنين أو ثلاثة على الأكثر إلى مقاتلين يقومون باستخدام المتاح لديهم من أسلحة، دون وجود أي رابطة عضوية أو تنظيمية يمكن تتبعها، إلا من خطوط عامة أو مناشدات من «تنظيم الدولة الإسلامية» لأعضائه أو أنصاره باستهداف دولة أو رعاياها بالقتل، كما حدث من قبل في استهداف المطارات والمساجد والحافلات.

يذكر أن الناطق باسم «التنظيم» «أبومحمد العدناني»، دعا في تسجيل صوتي عام 2014 المتعاطفين مع «التنظيم إلى قتل رعايا الدول في أي مكان، باستخدام أي سلاح متاح دون العودة لقيادة «التنظيم أو حتى الانضمام إليه.

من جهتها، أكدت دار «الإفتاء المصرية» أمس، أن «تجمع ممثلي 80 دولة بالقاهرة في ملتقى (التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة) يمثل محاولة جادة تربط بين الهيئات الإفتائية والجاليات المسلمة في الخارج فيما يتعلق بأمور الإفتاء وتوضيح صحيح الدين، وتنقية الفتوى مما لحق بها جراء ما يعرف بظاهرة فوضى الفتاوى».

المصدر | جريدة الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

مفتون دول كيان عالمي إفتاء