تحذير من أزمة إنسانية مع بدء معركة الموصل ومخاوف من اجتياح الحويجة

الاثنين 17 أكتوبر 2016 01:10 ص

حذرت منظمة «أوكسفام» الدولية للإغاثة، اليوم الإثنين، من أزمة إنسانية تلوح في الأفق مع بدء معركة الموصل، مشيرة إلى أن مئات الآلاف من المدنيين قد يتعرضوا لخطر الوقوع في براثن الاشتباكات المسلحة، خلال المعركة.

وطالب «أندريس غونزاليس»، مدير مكتب منظمة أوكسفام في العراق، في بيان، «الحكومة والأطراف الأخرى المشاركة في القتال، أن تلتزم بالقانون الدولي الإنساني، وحماية المناطق المدنية والبنية التحتية».

وفي أعقاب بدء العمليات العسكرية لاستعادة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية» حذر «غونزاليس» من «أزمة إنسانية محتملة، في ثاني أكبر المدن العراقية»، وقال: «ينتظر الأسر الهاربة من العنف والقتل مستقبل مجهول في العراء أو في المخيمات المكتظة».

وأضاف البيان، أن «العائلات تواجه خيارات صعبة للغاية، وهي: إما البقاء في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» لتعاني من أعمال عنف واسعة، ونقص شديد في المواد الغذائية، أو الهرب من الاقتتال وسط مخاطر العبوات الناسفة والرصاص».

إلى ذلك، دعا «غونزاليس» «جميع القوات المسلحة المنخرطة في القتال، إلى تجنب استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المعمورة والمأهولة بالسكان، وبذل كل جهد ممكن لحماية المدنيين».

ولفت البيان أن «أوكسفام» بدأت مسبقاً في توسيع نطاق عملياتها الإنسانية في المنطقة، التي تعرف باسم ممر الموصل، لمساعدة أولئك الفارين من القتال، بالمياه النظيفة الصالحة للشرب والمراحيض والبطانيات والمساعدات الحيوية الأخرى.

من جهته، اعتبر وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر»، الأحد، أن العملية العسكرية التي تم إطلاقها لاستعادة مدينة الموصل تشكل «لحظة حاسمة» في المعركة ضد «الدولة الإسلامية».

وقال في تصريحات صحفية: «نحن واثقون أن شركاءنا العراقيين سيهزمون عدونا المشترك ويحررون الموصل وبقية العراق من وحشية التنظيم الإرهابي».

اجتياح الحويجة

إلى ذلك، تتأهب قوات شيعية غير نظامية للمشاركة في اجتياح مدينة صغيرة بشمال العراق في الوقت الذي تشن فيه قوات حكومية هجوما على الموصل أكبر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية الأمر الذي يثير مخاوف لدى المسؤولين العراقيين ومسؤولي الإغاثة من وقوع أعمال انتقامية طائفية.

ويهدف قرار توجيه قوات الحشد الشعبي بعيدا عن الموصل إلى الحويجة الواقعة على بعد مئة كيلومتر من الموصل إلى تخفيف العداء الطائفي خلال القتال من أجل السيطرة على الموصل المتوقع أن يمثل أكبر معركة في العراق منذ الغزو بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.

ووحدات الحشد الشعبي المؤلفة من مجموعات من المقاتلين الشيعة لها وضع رسمي الآن وتتهمها الأمم المتحدة وآخرون بتنفيذ جرائم قتل وخطف في بعض المناطق التي جرى تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية.

وكثيرا ما يثير وجودها على خط الجبهة استياء المدنيين السنة في المناطق ذات الأغلبية السنية التي تأمل الحكومة تحريرها من سيطرة الدولة الإسلامية كما تريد السلطات إبعاد وحدات الحشد الشعبي عن ساحة المعركة في الموصل.

قال دبلوماسي كبير تابع عملية التخطيط للهجوم على الموصل إن مفاوضات صعبة أسفرت عن الحل الوسط الذي يقضي بإرسال وحدات الحشد الشعبي إلى الحويجة.

وأضاف الدبلوماسي الذي تحدث عن تفاصيل لم تعلن على الملأ بشرط عدم نشر اسمه «لا أعتقد أن هذا كان اتفاقا سهلا» موضحا أن المفاوضات شهدت الكثير من الشد والجذب.

إلا أن الدبلوماسي اعترف بأن الحل الوسط هذا أثار قلقا من وقوع انتهاكات في المدينة الأصغر.

وتابع «نحن قلقون بحق».

وتطمئن وحدات الحشد الشعبي المدنيين في الحويجة وتقول إنه ليس هناك ما يدعوهم للخوف.

وفي وقت سابق من فجر الإثنين، أعلن رئيس الوزراء العراقي، «حيدر العبادي»، انطلاق عملية استعادة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك في كلمة متلفزة بثتها قناة «العراقية» شبه الرسمية.

المصدر | الخليج الجديد+ وكالات

  كلمات مفتاحية

الموصل العراق الحشد الشعبي