العراق: مقتل عسكري أمريكي..وهجوم جديدة للقوات الحكومية قرب الموصل

الخميس 20 أكتوبر 2016 06:10 ص

قُتلَ عسكري اميركي، اليوم الخميس، في انفجار قنبلة في شمال العراق، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الدفاع الأميركية.

وقال «البنتاغون» والتحالف الذي يقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» بقيادة الولايات المتحدة في بيان أن «عنصرًا من الجيش الأميركي قُتلَ متأثرًا بجروح أصيب بها في انفجار عبوة ناسفة مصنعة منزليًا في شمال العراق».

ولم يكشف المسؤولون فورًا عن هوية العسكري كما لم يقولوا ما إذا كان يعد أحد الجنود الأميركيين الذين يزيد عددهم عن المائة، الذين يقدمون المشورة لقوات الأمن العراقية، وقوات البشمركة الكردية التي تشن معركة لاستعادة مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية».

وهذه رابع مرة يقتل فيها عنصر من الجيش الأمريكي في العمليات القتالية في العراق منذ بدء العمليات ضد «الدولة الإسلامية» في 2014.

جاء ذلك فيما شنت القوات العراقية والبشمركة، الخميس، هجومًا جديدًا على مناطق يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في محيط الموصل، في إطار الحملة لاستعادة ثاني مدن العراق من الجهاديين.

وقال مراسلو وكالة «فرانس برس» إن القوات الكردية مدعومة بضربات من التحالف بقيادة الولايات المتحدة هاجمت قرى قرب بعشيقة فجر الخميس.

وأعلنت القيادة العسكرية العراقية في وقت لاحق استعادة السيطرة على بلدة برطلة ذات الأغلبية المسيحية إثر معارك شرسة.

وقال الفريق الركن «طالب شغاتي»، قائد جهاز مكافحة الإرهاب: «أعلن لأهالي برطلة والموصل السيطرة الكاملة على الناحية».

وأضاف «أن أهاليها ومساكنها وكنائسها وجميع مرافقها تحت سيطرة جهاز مكافحة الإرهاب (…..) القوات العراقية البطلة بذلت جهدا كبيرا لطرد (داعش) ».

وتبعد البلدة مسافة 15 كيلومتراً عن الضفة الشرقية لنهر دجلة في الموصل وشهدت معارك شرسة مع الجهاديين.

من جهتها، أعلنت قيادة عمليات تحرير نينوى: «(تحرير) قرية الخالدية وعين مرمية وطوقت قرية الصلاحية في المحور الجنوبي في الجانب الشرقي لنهر دجلة». كما تمكنت قوات الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية من الوصول إلى تقاطع ناحية الشورى من القاطع الجنوبي للموصل وفرضت سيطرتها عليه.

وقالت العمليات المشتركة إن «القوات تمكنت من قتل 37 (إرهابيًا) وفجرت أربعة سيارات يقودها انتحاريون، وأزالت أربعين عبوة ناسفة».

وكانت قيادة البشمركة أعلنت، صباح الخميس، شن «عملية واسعة النطاق» شمال وشمال شرق الموصل.

وذكر مراسلو الوكالة السابقة الذكر أن متمردين أكرادًا إيرانيين من حزب «حرية كردستان» يشاركون في الهجوم بعضهم في الصفوف الأمامية للقتال.

وقال الجنرال «عزيز ويسي»، قائد القوة الخاصة للبشمركة «زيرفاني»: «إن الهدف المباشر من العملية هو قطع بعشيقة عن الموصل ومهاجمة البلدة في وقت لاحق الخميس أو الجمعة».

وينتشر في بعشيقة مئات من الجنود الأتراك.

وقال المقاتلون الأكراد أنهم أسقطوا طائرتين مُسيرتين كان تنظيم «الدولة الإسلامية» يحاول إطلاقهما فوق ميدان المعركة لجمع معلومات عن انتشار القوات الكردية على الأرجح.

وشاهد مراسل الوكالة المذكورة إحدى الطائرتين من طراز «رافن آر كيو-11 بي» الصغيرة التي تصنع عادة للجيش الأميركي، ولم تكن محملة بأية متفجرات على ما يبدو.

وضمن دعايته المعتادة، أصدر تنظيم «الدولة الإسلامية» شريط فيديو يُظهر جثتيّ اثنين من المقاتلين الأكراد فوق جسر في وسط الموصل.

تدفق المدنيين

وفي المحور الجنوبي هرب العشرات من الرجال والنساء والأطفال من قرية المدراج الواقعة جنوب الموصل قسمًا منهم على الأقدام وآخرون على متن سيارات، وتدقق قوات الأمن في وثائق النازحين عندنا يصلون إلى خطوط التماس ويبدأون في عمليات تفتيش للتأكد من أنهم لا يحملون متفجرات.

ويتوقع العميد الركن «قصي كاظم حميد»، قائد فرقة التدخل السريع، أن يزداد عدد النازحين بالتزامن مع اقتراب القوات العراقية أكثر إلى المناطق المأهولة بالسكان.

وقالت «ليز غراند»، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق، الاثنين الماضي، إن الجيش العراقي يتوقع بدء موجة النزوح الكبرى في أقل من أسبوع.

وحذرت الأمم المتحدة من نزوح أكثر من مليون شخص خلال احتدام عمليات القتال، ما قد يتسبب في أزمة إنسانية كبرى.

لكن القوات العراقية ما تزال بعيدة عن المناطق المكتظة بالسكان، وليست هناك عملية نزوح كبرى حتى هذه اللحظة.

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة «ستيفن أوبرين»، مساء أمس الأربعاء إن «التقارير تشير بأن الفعاليات العسكرية لاتزال تركز على المناطق الأقل سكانًا، ولا يوجد حركة نزوح مسجلة في هذه المرحلة».

ما بعد «الدولة الإسلامية»

من جهته، أعلن رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، اليوم الخميس، أن القوات العراقية تتقدم «بأسرع مما هو متوقع» في معركة استعادة مدينة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال «العبادي» عبر الفيديو من بغداد بمناسبة افتتاح اجتماع في باريس تشارك فيه دول عدة حول المستقبل السياسي لثاني مدن العراق: إن القوات العراقية «تتقدم بأسرع مما كنا نتوقع ومما خططنا له» في اتجاه الموصل.

بدوره، حذر الرئيس الفرنسي «فرنسوا هولاند» من فرار جهاديين من الموصل في العراق إلى الرقة في سوريا في ظل الهجوم الذي تشنه القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي.

وقال «هولاند»، لدى افتتاح اجتماع رفيع المستوى في باريس لدرس مستقبل الموصل السياسي: «علينا أن نتحرك على أفضل وجه على صعيد ملاحقة (الإرهابيين) الذين بدأوا مغادرة الموصل للوصول إلى الرقة» مضيفًا: «لا يمكن أن نقبل بانتشار الذين كانوا في الموصل».

واستولى تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة الموصل في منتصف عام 2014 ، وأعلن تأسيس دولة الخلافة ومعقلها الموصل.

وشهد فترت حكم تنظيم «الدولة الإسلامية» أسوأ جرائم حرب في العصر الحديث ..ولذا تعد مهمة مصالحة كل مكونات هذه المدينة التي تضم أعراقًا وديانات مختلفة ستكون موضوعًا شاقًا.

وقال مركز «صوفان» الاستشاري في تقرير نُشرَ حديثًا: «نظرًا للحجم الهائل من الجرائم الوحشية التي شهدتها الموصل خلال استيلاء تنظيم (الدولة الإسلامية) عليها، فإن عمليات الانتقام من المُرجح ستكون مشكلة خلال الأيام والأشهر المقبلة».

وأضاف: « سيتطلب (الأمر) جهودًا كبرى قبل أن تلتئم جروح هذه المدينة والمجتمع».

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

العراق مقتل عسكري أمريكي هجوم جديد قوات حكومية الموصل