قتل 21 شخصا غالبيتهم من النساء، وأصيب أكثر من أربعين آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي استهدف حسينية خلال مجلس عزاء في محافظة كركوك، شمالي العراق.

وقالت مصادر إن الغالبية العظمى من المصابين جروحهم خطيرة للغاية بسبب شدة القصف الذي أحدث دمارا كبيرا في المكان، وهو ما يرجح ارتفاع حصيلة الضحايا.

ويعيد هذا الحادث للأذهان القصف الذي تعرض له مجلس عزاء كانت تشارك فيه قيادات من جماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء، في وقت سابق من الشهر الجاري، وقالت مصادر يمنية إن «التحالف العربي» هو من نفذه استنادا إلى معلومات استخباراتية أمريكية.

ولم يُعرف بعد الجهة التي تقف وراء قصف مجلس العزاء في كركوك، لكن من يملك طيران في هذه المنطقة هو التحالف الدولي، الذي تقوده أمريكا، والقوات العراقية، الذي تستمد الكثير من معلوماتها الاستخبارية من الولايات المتحدة.

ويتزامن هذا القصف مع هجوم شنه تنظيم «الدولة الإسلامية» على كركوك، اليوم؛ ما أدى لمقتل 18 بينهم إيرانيان، وجاء كرد فعل على الحملة التي تستهدف منذ أيام مدينة الموصل، شمالي العراق، معقل التنظيم الأكبر في العراق وسوريا.

وقال «أمير هدى كرم»، قائم مقام قضاء داقوق جنوبي محافظة كركوك، لوكالة «فرانس برس» للأنباء: «قُتلت 15 امرأة وأصيبت 50 امرأة أخرى جراء قصف جوي استهدف مجلس عزاء داخل حسينية في داقوق».

واستهدف القصف الذي وقع حوالى الساعة الخامسة بعد ظهر الجمعة، حسينية الخاني في قضاء داقوق (50 كلم جنوب مدينة كركوك مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته)، وفقا للمصدر ذاته.

من جهته، أكد «عباس مصطفى داقوقي»، الطبيب في مستشفى داقوق، حصيلة القتلى والجرحى، وجميعهم من النساء.

ويستذكر الشيعة الاثني عشرية، خلال أيام شهر محرم عبر جلسات تجمع النساء واخرى للرجال، ذكرى مقتل الإمام «الحسين بن علي»، حفيد النبي «محمد»، صلى الله عليه وسلم، والذي يعتبره الشيعة الاثني عشرية «ثالث الأئمة المعصومين».

هجوم لـ«الدولة» على كركوك

ويتزامن هذا القصف مع شن تنظيم «الدولة الإسلامية»، في وقت سابق اليوم، هجوما مضادا على مدينة كركوك العراقية في الوقت الذي واصلت فيه القوات العراقية والكردية عملياتها للسيطرة على أراض حول الموصل استعدادا للهجوم على المدينة.

ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصدر في مستشفى أن هجوم «الدولة الإسلامية» في كركوك أسفر عن مقتل 18 من أفراد قوات الأمن والعاملين في محطة للطاقة خارج المدينة من بينهم إيرانيان.

وشارك العشرات من عناصر التنظيم في الهجوم، وفقا لمصادر أمنية عراقية.

وأوضحت أن الهجوم شمل عدة مبان تابعة للشرطة ومحطة كهرباء في كركوك.

وقال الفريق الركن «طالب شغاتي»، قائد القوات العراقية الخاصة، من أحد خطوط القتال شرقي الموصل، إن المهاجمين في كركوك جاءوا من خارج الموصل.

وتقع كركوك شرقي الحويجة وهي جيب لا يزال تحت سيطرة الدولة الإسلامية بين بغداد والموصل.