صور.. الشيخ «خليفة آل ثاني» «الأمير الأب» صاحب الاستقلال سادس حكام قطر

الاثنين 24 أكتوبر 2016 04:10 ص

أعلن الديوان الأميري القطري مساء أمس الأحد وفاة الأمير الأب الشيخ «خليفة بن حمد آل ثاني».

وأفاد الديوان الأميري في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية (قنا) «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره يُنعي الديوان الأميري فقيد الوطن المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي وافته المنية مساء اليوم الأحد عن عمر يناهز 84 عاما».

وتابع «تغمد الله الفقيد الكبير بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والأبرار وجزاه خير الجزاء عما قدم لوطنه وأمته، وألهمنا جميعا الصبر والسلوان».

وأمر أمير قطر «تميم بن حمد آل ثاني» بإعلان الحداد العام في كافة أنحاء الدولة على الفقيد لمدة ثلاثة أيام.

    «الأمير الأب».. سادس حكام قطر

والأمير الراحل، الذي كان يحمل داخل قطر لقب «الأمير الأب»، هو سادس حكام قطر؛ حيث تولى الحكم خلال الفترة بين عامي 1972 و1995.

وولد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني عام 1932، وتدرج في المناصب حتى تم تعيينه وليا للعهد عام 1960.

وقبل ولاية العهد كان قائداً لقوات الأمن ومسؤولاً عن المحاكم المدنية في دولة قطر، إلى أن أصبح وليا للعهد في 24 أكتوبر/تشرين الأول 1960، ثم تولى منصب وزير المالية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1960.

وشُكِّلت أول وزارة في دولة قطر طبقاً لأحكام النظام السياسي المؤقت في 29 مايو/أيار 1970 التي تولى فيها منصب رئيس الوزراء، بالإضافة إلى منصب وزير البترول مع احتفاظه بمنصبي ولي العهد، ووزارة المالية، ليكون هو أول رئيس وزراء لقطر.

وخلال ولايته للعهد، أعلن الشيخ «خليفة» في 3 سبتمبر/أيلول 1971، خطاب استقلال قطر عن الاستعمار البريطاني.

وبعد شهور قليلة من استقلال البلاد، تولى الحكم في 22 فبراير/شباط 1972؛ فشرع في عملية إعادة تنظيم الحكومة، وكان أول عمل قام به في هذا الاتجاه هو تعيين أول وزير للخارجية بقطر، وفي 19 أبريل/نيسان من العام ذاته عدل الدستور.

وفي فترة حكمه، تمت إقامة علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول على مستوى السفراء، وساهمت قطر في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981، كما شارك الجيش القطري في حرب تحرير الكويت عام 1990 بقوات برية وبحرية وجوية تمثل 23% من إجمالي القوات المسلحة القطرية.

كما عملت قطر في عهده على تنمية الروابط والتعاون بينها وبين الشعوب والدول الإسلامية، وكانت على رأس الدول التي خصصت نسبة من دخلها القومي لدعم ومساعدة دول العالم الثالث، وتوجت تلك الجهود بإعلانها في أكتوبر/تشرين الأول 1990 إلغاء كافة الديون والفوائد المستحقة لدولة قطر على الدول النامية.

     تطوير قطر في عهده

على الصعيد الداخلي، شهدت دولة قطر في عهده عملية تطوير واسعة النطاق؛ حيث ارتفعت عائدات البلاد من النفط نتيجة لزيادة عدد اتفاقيات الشراكة في الإنتاج، والتي وقعتها الحكومة مع عدد من شركات النفط الأجنبية، وبدأ إنتاج الغاز الطبيعي أوائل عام 1990 في حقل الشمال الذي يعتبر ثاني اكبر حقل منفرد للغاز غير المصاحب في العالم، وتم تصدير أول شحنة غاز في عام 1991.

في 19 أبريل/نيسان عام 1972 عدل الدستور، وزاد عدد الوزراء عندما أنشأ وزارتين؛ الأولى للشؤون البلدية، والثانية للإعلام، وعين وزراء جدداً لها، وفي 31 مايو/ أيار 1977، اختار الشيخ «حمد بن خليفة» ولياً للعهد، وأنشأ وزارة الدفاع، وعينه وزيراً للدفاع، مع احتفاظه بمنصبه كقائد عام للقوات المسلحة القطرية، وفي 18 يوليو/ تموز 1989 أجري تعديل وزاري لأول مرة، خرج به معظم الوزراء السابقين من الوزارة، وأصبحت وزارته تضم 15 وزيراً.

وفي 4 ديسمبر/كانون الأول 1990 أعاد تكوين مجلس الشورى، وتم تعيين 19 عضواً، واحتفظ 11 عضواً سابقين بعضويتهم، إضافة إلى ذلك تم إنشاء ديوان المحاسبة للتدقيق في كل من أداء الأجهزة الحكومية وذلك وفقاً للموازنة، وفي الإدارة المالية، وأعيد تنظيم ديوان الخدمة المدنية.

جرى تعديل وزاري آخر في 1 سبتمبر/أيلول 1992 وأصبح الشيخ «حمد» رئيساً للوزراء في وزارة وسعت لتضم 17 وزيراً.

أسهم الشيخ «خليفة» في انفتاح قطر على دول العالم، فكان أن انضمت قطر إلى جامعة الدول العربية وإلى الأمم المتحدة، كما انضمت قطر في عهده إلى العديد من المؤسسات العالمية، منها منظمة «أوبك» للدول المنتجة للنفط، بالإضافة إلى تأسيس مجلس التعاون الخليجي، التي أسهمت فيه قطر مساهمة كبيرة، فضلاً عن تدشين عهد جديد من العلاقات الثنائية مع العديد من دول العالم، وهو ما مكن قطر لاحقاً لتكون دولة محورية في منطقة مضطربة.

واهتم الشيخ «خليفة» بالتعليم والصحة؛ حيث تم خلال فترة حكمه إنشاء جامعة قطر عام 1977، والتي تطورت وتوسعت وتعددت أنشطتها وكلياتها عاما بعد عام.

وفي المجال الصحي والرعاية الصحية تم إنشاء مؤسسة حمد الطبية عام 1979، وهي مؤسسة الرعاية الصحية العامة الأولى في دولة قطر، التي توفر الرعاية الصحية لسكان الدولة، في خطوة مثلت علامة فارقة في مسيرة الخدمات الصحية.

أيضا تم في عهده إنشاء الخطوط الجوية القطرية في عام 1994 كناقل وطني للدولة.

وفي إطار اهتمامه بالرياضة، أنشئ في عهده استاد خليفة الدولي عام ١٩٧٦-الذي ما زال يحمل اسمه حتى الآن-، ومنذ ذلك التاريخ وهو يعد القلب النابض للأحداث الرياضة التي تشهدها قطر، وجاري تحديثه حاليا ليكون أحد ملاعب مونديال 2022 .

     الشيخ «خليفة» وحرب الكويت

مع دخول الدبابات العراقية إلى الكويت معلنة غزو الدولة الخليجية الجارة، ألقى الشيخ «خليفة» كلمة في القمة العربية الطارئة التي عقدت بالقاهرة عقب الغزو عام 1990، قائلا، إن «الكويت قطعة من نفوسنا، وجزء لا يتجزأ من تراب خليجنا، وإن الغزو العراقي للكويت سينتهي بعد الوقفة الخليجية والعربية والعالمية مع الشرعية الدولية».

وقام بإرسال قوات قطرية إلى الكويت، بقيادة ولده وولي عهده الشيخ «حمد بن خليفة آل ثاني»، لتشارك مشاركة فعالة في تلك الحرب، وتحديداً في معركة الخفجي.

شاركت قطر في تلك الحرب بقوات برية وجوية، شكلت نسبتها نحو 23% من مجمل القوات القطرية، كما أسهمت القوات الجوية القطرية بتنفيذ 60 طلعة جوية.

 

     انتقال الحكم ووفاته

وفي يونيو/حزيران 1995، انتقل حكم البلاد من الشيخ «خليفة بن حمد آل ثاني» إلى ولي عهده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق.

23 اكتوبر/تشرين الأول 2016 أعلن الديوان الأميري القطري وفاة الشيخ «خليفة» عن عمر يناهز 84 عاما.

 

 

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر وفاة خليفة بن حمد آل ثاني الأمير الأب حرب الكويت جامعة الدول العربية