قال الخبير العسكري، «صبحي الحمداني»، عميد سابق في الجيش العراقي، إن «القوات العراقية أصبحت قريبة جدا من الأحياء السكنية التابعة لحدود بلدية الموصل».
وأشار إلى أن المعركة ستنتقل من أطراف الموصل، التي وضع فيها تنظيم «الدولة الإسلامية» خطوطه الدفاعية، إلى داخل المدينة وبعض الأحياء التي جعلها التنظيم خطوطا دفاعية له بعد انهيار الخطوط الأكبر في أطراف الموصل.
وأوضح «الحمداني»، وهو من سكان الموصل، أن «المحور الشمالي الذي يقوده الفريق أول الركن علي الفريجي، هو الأقرب إلى المدينة، إذا ما نجحت الفرقة 16 من اقتحام قضاء تلكيف، وإعلان السيطرة عليه، وبعده الدخول مباشرة إلى حي العربي، والذي يبعد مسافة خمسة كلم عن مشارف الموصل وليس مركزها، الذي يبعد 18كم».
وأضاف أن «المحور الآخر من الجهة الشمالية هو للقادمين من محور النوران، ووصلوا حاليا إلى قرية خورسباد، بالنسبة للبيشمركة حيث ستتبادل الأدوار مع الجيش، وسيكون دخولها الى حي القاهرة، أول أحياء الموصل من هذه الجهة ويبعد بحدود أربعة كلم».
وتابع «محور الخازر (شرق)؛ هو الآخر المحور القريب من الموصل، إذ بعد تحرير قرية برطلة، لم يبق أمام جهاز مكافحة الإرهاب بقيادة الفريق الركن عبد الغني الأسدي إلا قرية خزنة، ثم الدخول بمناطق الموصل؛ بدءا بمنطقة كوكجلي، ثم حي الكرامة والقدس من الجهة الشرقية، وهذه المسافة بحدود سبعة كلم».
وأردف في شرحه لبعد المسافات عن الموصل «المحور الثالث هو محور الكوير، جنوب شرق الموصل، والذي يقوده قائد القوات البرية الفريق الركن رياض جلال توفيق، والذي تمكنت وحدات الفرقة التاسعة التي تعمل تحت إمرته من الدخول إلى قضاء الحمدانية، وبهذا تقف وحداته على مسافة 10 كلم من أول أحياء الموصل، وهي: حي سومر، ودوميز، وفلسطين، مرورا بمستشفى السلام».
وأشار إلى أن «محور بعشيقة؛ شمال شرق الموصل، والذي بدأت قوات البيشمركة، هجوما لاستعادة الناحية، فإن نجحت فستكون على مسافة 6 كم تفصلها عن أول أحياء الموصل من هذه الجهة هي حي التحرير والزهراء المقابل له».
وقال إن «المحور الجنوبي، وتحديدا من ناحية القيارة الذي يقوده الفريق رائد شاكر جودت، هو الأبعد حتى الآن، لكنه يحقق تقدما سريعا وملحوظا، ووصل إلى مشارف ناحية حمام العليل، 20 كلم جنوب الموصل، لكن أقرب المناطق التي سيدخلها هي بوابة بغداد».
وتابع «كل ما جرى شرحه، مبني على ما إذا تقدمت الوحدات العسكرية على الطرق الرئيسية والعامة باتجاه الموصل، ما لم تسلك طرقا أخرى فرعية وترابية، قد تغير خارطة الأحياء التي تدخلها».
والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق، وأكبر مدينة تقع حاليا في قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمالي وغربي البلاد.