هزيمة المالكي وتلون الموقف السعودي الإماراتي من انتفاضة العراق

الثلاثاء 17 يونيو 2014 09:06 ص

نور الشامسي - الخليج الجديد

شهد الموقفان السعودي والإماراتي ارتباكا من أحداث العراق الأخيرة، بعد سيطرة «داعش»، وعدد من الجماعات السُنيّة، على ما يقارب من نصف دولة العراق.

كانت قناة «العربية الإخبارية» وهي الذراع الإعلامي للمملكة السعودية، تهاجم بضراوة التحرُّكات الاحتجاجية في الشارع العراقي منذ بدايتها، كما لم تتوانَ عن دعم اجراءات حكومة «نوري المالكي» للتصدي لتلك الجماعات «الإرهابية» بحسب وصفها. وإتاحة الوقت والإمكانيات اللازمة لحشد الرأي العام من خلال نافذتها للإقتناع بمصطلح «القضاء على الإرهاب».

لم يختلف كثيرا بالنسبة للنظرة الإماراتية للمشهد العراقي، حيث جاءت تغريدات سابقة لـ«أنور قرقاش» وزير الإمارات للشؤون الخارجية ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، أنه وبناءا على التجربة السورية: «أدركنا ان أولوية داعش لم تكن النظام، و يتفق كل مراقب منصف أن هذه الجماعات الإرهابية و المتطرفة ساعدت في تعزيز موقف النظام»، مضيفا: «الهاربون من التنظيم السري يغردون دعما لداعش، هل هذا هو الإصلاح الذي أرادوه للإمارات؟ نكرر مجددا المساحة بين الاخوان و التطرف والارهاب ضيقة». كما أشار في وقت لاحق أن التحديات و الأخطار تهدد المنطقة الخليجية.

تلك الإعتبارات المناوئة للتطورات الحاصلة في المشهد العراقي، شهدت تغيرا مفاجئا في الآونة الآخيرة، بعد أن ثبت تقدُّم الجماعات السُنيّة على تواجد جيش «المالكي» على الأرض، وبعد أن أصبح هروبه من الميادين وتخليه عن عتاده مصدرا في تسليح الثوار أنفسهم عقب سيطرتهم عليها.

ويقول المغرد الشهير «مستنير»  في تغريدة له عبر «تويتر»  محللا هذا التغيُّر في المواقف الإماراتية أنه: «عندما اقترب انتصار الثورة أصبحوا فجأة ثوريين ويدعمون الثوار».
كما أعاد نشر تغريدة كان قد قالها د.«عبدالخالق عبدالله»، الأكاديمي الإماراتي والمقرب من «محمد بن زايد»، جاء فيها: «أميل للاعتقاد أن ما يجري في العراق تمرد سنة العراق على حكم النخبة الشيعية ممثلة في المالكي التي فشلت في إدارة العراق في مرحلة ما بعد صدام».

ليبدو التناقض واضحا، حيث قال «عبدالخالق» في وقت سابق أن: «أجندة إيران في العراق خلق عراق ضعيف وطائفي وضعيف الصلة بمحيطه العربي. نجحت هذه الأجندة وهي مسؤولة عن خلق أرضية خصبة لبروز داعش والإرهاب».

من ناحية أخري، دعم «ضاحي خلفان»، قائد شرطة دبي السابق،وعضو المجلس التنفيذي في حكومة دبي، فى تغريدات له عبر «تويتر» الحراك «الثوري» في العراق، وهو الأمر الذي يُعاكس نظرة الإمارات السابقة للواقع العراقي. حيث قال: «ياليت السيد المالكي يدرك أن العراق تحتاج قائد أكبر منه بكثير فهي بحاجة إلى زعيم عراقي لا يرتبط بايران، ستثبت الأيام أن المالكي شريك في تقسيم سوريا والعراق تنفيذا لمخطط التقسيم الدولي». كما أضاف: «العراق ما بتشوف خير طالما مالكي إيران يحكمها».

كما قال «خلفان» فى وقت سابق: «داعش مدسوسة لتشوه سمعة السنة الثائرين، داعش قاتلت الجيش الحر بدولارات بشار خذوها معلومة مؤكدة». ليختلف كلامه عقب تطور الأحداث ويقول أن نصف مساحة العراق في يد «الثوار». مضيفا: «معقول جيش العراق اللي يزيد عن مليون يهزم من 5000 داعشي!! الواقع أن الثوار هم المحرك الأساسي»، هذا التحول دفع «مستنير» للتهكم عليه قائلا «ماشاء الله ضاحي خلفان صار ثوري».

تلك العبارات تأتي بما يتعاكس مع الموقف الرسمي للدولة في وقت سابق، حينما قامت بدعوة العراقيين للتوحد في مواجهة «الإرهاب و«خطر التقسيم» وضياع الوطن، ومثالا لذلك موقف صحف إماراتية مثل «الخليج» و«البيان»، في الأيام الأخيرة. التي أمعنت في الحديث عن أن  إنتصار «داعش» وتفوقها «النسبي» على القوات العراقية يجعلها تمارس مزيدا من السلوك الهمجي والبربري ضد كل ما يعطل مشروعها «الجهادي».

وحول الموقف السعودي، فقد حمّل الأمير «تركى الفيصل» رئيس المخابرات السعودية السابق حكومة رئيس الوزراء العراقى «نوري المالكي» مسؤولية سقوط مساحات واسعة من الأراضى فى شمال العراق بيد المسلحين وقال إن بغداد أخفقت فى وقف ضم ما وصفهم بـ «صفوف المتشددين والبعثيين من عهد صدام حسين».
وأردف الأمير د قائلا «إن السعودية تعارض بشدة تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام مشيرا إلى أن التنظيم مدرج على قائمة الإرهاب السعودية».

ليتباين هذا الموقف، مع ما انتهجته قناة «العربية» مؤخرا في توصيف الحركة الثورية المسلحة من السُنة والعشائر بالإضافة لتواجد يشوب حجمه الجدل والتأويل لـ«داعش» في العراق، بالثوار. بعد أن كانت سابقا تسمّي مقاتلي المالكي بـ«المتطوعين»، ومقاتلي الحراك الثوري المسلح بـ«إرهابيين».

ويقول الناشط والمغرد «مستنير» بهذا الصدد أن  السعودية، وإعلامها، لديها مبدأ ثابت وهو «شيطنة كل الثورات». مضيفا أن قناة «العربية» سابقا كانت تسمّي الثوار العراقيين بـ «داعش»، مضيفا أن القناة الآن تسمّي الأمور بمسمياتها الحقيقية و«تركب الثورة لانها تنتصر».

لافتا إلى أن  السعودية والإمارات تخططان لسرقة ثورة العراق عبر عملاء لهم مثل: «الجربا» في سوريا، و«حفتر» في ليبيا، و«السيسي» في مصر، وأردف قائلا: «الامارات والسعودية توقفوا عن شيطنة ثورة العراق بعدما علموا أن الثورة قاب قوسين أو أدنى من النصر. يبحثون الآن عن سيسي عراقي ليسرق الثورة»، مشيرا أن تعاون كل القوى الثورية هو الحل الوحيد لإفشال مخططهم.

  كلمات مفتاحية