مئات اليمنيين يحتجون في صنعاء ضد الأمم المتحدة ومبعوثها «ولد الشيخ»

الثلاثاء 25 أكتوبر 2016 01:10 ص

تظاهر مئات اليمنيين الثلاثاء في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، محملين الأمم المتحدة ومبعوثها إسماعيل «ولد الشيخ أحمد» مسؤولية المشاركة في قتل اليمنيين في النزاع المستمر منذ 19 شهراً.

وأفاد شهود عيان أن المحتجين تجمعوا أمام فندق ينزل فيه المبعوث الموجود حالياً في صنعاء، في مسعى لم يحقق بعد مبتغاه، لإعادة تفعيل الهدنة واستئناف مشاورات السلام بين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» من جهة، وقوات حكومة الرئيس «عبد ربه منصور هادي» المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية.

وردد المحتجون متوجهين للمبعوث، عبارات (ارحل ارحل من أرض اليمن)، متهمين اياه بأنه متعاطف مع «آل سعود»

كما رفعوا لافتات جاء فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن مشاركون في قتل اليمنيين.

وحمل المحتجون صورا لضحايا الغارات التي طالت في 8 أكتوبر/تشرين أول، قاعة عزاء في صنعاء، وأدت إلى مقتل 140 شخصاً وإصابة 525.

وفي حين نفى التحالف بداية مسؤوليته، أقر فريق التحقيق بأن القوات الجوية اليمنية نفذت الغارات بناء على معلومات مغلوطة.

وردد المحتجون أن العدوان يتسبب في قتل الأبرياء، في إشارة إلى التحالف الذي بدأ عملياته في اليمن نهاية مارس/آذار 2015.

وأوردت وكالة أنباء (سبأ) التابعة للحوثيين أن المحتجين انتقدوا صمت المبعوث الأممي عما وصفوه بـ«الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدوان السعودي بحق الأبرياء من أبناء الشعب اليمني»، وطالبوا مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان بالعمل على «وقف العدوان الغاشم والحصار الجائر على الشعب اليمني».

ونقلت عن بيان باسم المحتجين، أن «المبعوث تعمد عرقلة سير المفاوضات، داعين إياه لأن ينقل بمصداقية ما يعانيه الشعب اليمني من عدوان وانتهاكات إلى المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة».

ومن المقرر أن يغادر المبعوث الدولي صنعاء في وقت لاحق اليوم.

وأفاد الشهود ان المحتجين تفرقوا بعد أكثر من ساعة. وتخلل التجمع إجراءات أمنية شملت قيام مسلحين بقطع الطرق المؤدية للفندق.

ويوم الإثنين، حاصر مسلحون مقر إقامة المبعوث الأممي بعد حملة إعلامية كبيرة، قادها حزب «المؤتمر الشعب العام» جناح المخلوع «علي عبدالله صالح» ضد «ولد الشيخ».

ورفض الوفد المشترك لميليشيا «الحوثي-صالح» لقاء «ولد الشيخ أحمد»، واشترط عليه أن يلتقي «المجلس السياسي الأعلى»، المؤلف بالمناصفة بين الجماعة والحزب.

ووصل «ولد الشيخ»، الأحد، إلى صنعاء، بعد يوم من انتهاء هدنة هشة استمرت لمدة 72 ساعة.

وأعلن عقب وصوله أنه سيبحث أفكارا يمكن بلورتها إلى خطة ملموسة، ستعرض خلال الساعات المقبلة على الأطراف المعنية، مؤكدا أنه يعمل على تفعيل وقف إطلاق النار، في إشارة إلى هدنة الأيام الماضية التي استمرت 72 ساعة.

«ولد الشيخ» الذي يزور صنعاء للمرة الأولى منذ أشهر، كان يتحفظ على لقاء «المجلس السياسي الأعلى» باعتباره هيئة جرى تشكيلها باتفاق بين «الحوثيين» وحلفائهم، بعيدا عن مسار السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة.

ويمثل وقف إطلاق النار الهدنة السادسة في اليمن منذ بدء عمليات التحالف في مارس/آذار 2015.

وأعربت «الأمم المتحدة» عن الأمل في أن تؤدي الهدنة في حال صمودها إلى تمهيد الأرضية لاستئناف مشاورات السلام بين الحكومة و«الحوثيين»، سعيا للتوصل إلى حل للنزاع الذي أدى إلى مقتل نحو 6900 شخص ونزوح 35 ألفا منذ مارس/آذار2015، بحسب «الأمم المتحدة».

ويعود آخر اتفاق لوقف إطلاق النار إلى نيسان/أبريل الماضي، وقد تزامن مع مشاورات سلام بين طرفي النزاع في الكويت برعاية «الأمم المتحدة»، إلا أن الهدنة التي شابتها أيضا خروقات، انهارت بشكل كامل مع تعليق المشاورات مطلع أغسطس/آب إثر عدم توصل الجانبين خلال أشهر من التفاوض إلى أي اتفاق.

ويشهد اليمن حربا منذ قرابة عامين مخلفة أوضاعا إنسانية صعبة، وتشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، كما أسفر النزاع عن مقتل 6600 شخص، وإصابة نحو 35 ألفا، وفقا لـ«منظمة الصحة العالمية».

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيون إسماعيل ولد الشيخ أحمد