«الغارديان»: إيران تهتز بسبب اتهامات جنسية ضد واحد من كبار قارئي القرآن

الأربعاء 26 أكتوبر 2016 05:10 ص

اهتزت إيران بسبب مزاعم فاضحة ضد واحد من كبار قارئي القرآن، والذي تم اتهامه بالاعتداء الجنسي على متدربين قصّر، وهي القضية الأولى من نوعها التي تلقي الضوء على هذا النوع من المحرمات.

والقضايا من هذا النوع لم يسبق لها مثيل في الجمهورية الإسلامية، حيث يتمتع مثل هؤلاء الرموز بثقة العامة، وتبقى مثل تلك الادّعاءات في الظلام، مع عدد قليل من الضحايا يستطيعون مواجهة ذلك والمضي قدمًا.

في الأسبوع الماضي، قام 3 مشتكين من الذكور على الأقل بعمل مقابلات منفصلة يتهمون «سعيد الطوسي»، القارئ الكبير، بسوء السلوك الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب، حين كانت أعمارهم بين 12 و13 عامًا.

وظهرت هذه الادّعاءات على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، في غياب وجود صحافة حرة تتمتع بوصول وانتشار كبير في إيران. بعض الضحايا بعد ذلك تحدثوا بشكل عام لشبكة تلفزيون صوت أمريكا الفارسية، بعدما لقيت مطالباتهم بالعدالة آذانًا صمًّا في القضاء الإيراني.

ونشرت وكالات وصحف محلية، بما في ذلك الشرق واعتماد الإصلاحيتين، تقارير تعرف «الطوسي» بالمتهم بالاعتداء الجنسي.

وأصدر «الطوسي» بيانًا ينفي فيه الاتهامات، والتي وصفها بـ «الأكاذيب الوهمية تمامًا»، التي تهدف إلى تشويه صورة المرشد الأعلى لإيران، «آية الله علي خامنئي».

وكونه قارئ القرآن الأول في إيران والفائز بمنافستين عالميتين في قراءة القرآن، كان «الطوسي» قدوة لكثير من الشباب، الذين بدأوا حفظ القرآن وتعلم تجويده من سن مبكرة.

ومن المعروف أنّ «الطوسي» كان يؤدي عمله في كثير من المناسبات بحضور «خامنئي»، ما يعني أنّه كان موثوقًا به من الدائرة الداخلية للمرشد الأعلى.

ووفقًا لإذاعة صوت أمريكا، فإنّ «الطوسي» كان قد وجهت له عدة اتهامات من قبل، ولكن تم إسقاطها في وقت لاحق.

مقدمو الشكاوى، الذين هم من عائلات محافظة دينيًا، كسروا صمتهم في النهاية وتحدثوا لإذاعة صوت أمريكا، وأيضًا للقسم الفارسي بإذاعة «بي بي سي» في لندن، لأنّهم فقدوا الأمل في إحضار المعتدي المزعوم للعدالة. ولحق بهم ضحايا آخرون بعد ذلك، وحتى الآن فقد وصل العدد لـ 10 أشخاص ادّعوا الاعتداء عليهم.

 وكلا المحطتين، إذاعة صوت أمريكا وبي بي سي الفارسية، مغلقتان في إيران، لكنّ الملايين من الناس يشاهدون القناتين عبر أقمار صناعية غير قانونية.

وقال أحد الضحايا لم يذكر اسمه، عبر مداخلة مع إذاعة صوت أمريكا، أنّه تعرض للاعتداء حين كان في رحلة خارجية لتعلم القرآن مع الطوسي، حيث قال: «لقد لمس جسمي عندما كنّا في الطائرة. لقد تحرش بي. وعندما وصلنا الفندق، كان من المفترض أن نحصل على غرفتين منفصلتين، لكنّه رتّب لنأخذ غرفة واحدة. كنت في الـ 12 من عمري ذلك الوقت. لقد غدر بي. وبينما كنت آخذ دشًا، دخل علي عاريًا. أصبت بالذهول، ولم أستطع الصراخ، وتوقف عقلي تمامًا. لقد فعل فعلته».

وقال ضحية ثانية أنّه اقترب من «الطوسي» لأنّه كان متحمسًا للتعلم من أستاذ كبير في تلاوة القرآن. وجاء على لسانه: «لقد أخذني إلى حمام عام، وهناك فعل بي أشياءً بحجة أنّه يدلكني. وعندما خرجنا كان خائفًا، وطلب مني ألّا أخبر أحدًا. لقد كنت في صدمة». وقد أكّد ضحية ثالثة على نفس الأمر، حين قال أنّ «الطوسي»، البالغ من العمر الآن 46 عامًا، قد اعتدى عليه جنسيًا بحجة إعطائه تدليكًا.

لا يزال الجنس موضوعًا محرمًا في إيران. ويوجد نقاش محدود بين العامة حول الأمر في سياق حماية الأطفال في المدارس أو بين العائلات.

وفي بلد يمنع فيه الجنس بالتراضي ما بين الجنسين قبل الزواج، ينتشر فيه الجنس المثلي بين فردين من نفس الجنس، بين رجل وصبي، رغم أن «اللواط» في إيران يعاقب عليه بالإعدام. وغالبًا، عندما يتم إرسال الناس للإعدام عن ذلك الفعل، يكون من الصعب أي الحالات كانت ممارسة للشذوذ، وأيها كانت اغتصابًا.

وليس واضحًا نوع القضية القانونية الموجهة للطوسي في القضاء الإيراني. وقد أجبر نشر القضية على الملًا السلطات على التصريح بأنّ القضية لازالت مفتوحة ولم تغلق بعد. وقال المتحدث باسم القضاء، «غلام حسين محسني إيجائي»، هذا الأسبوع أنّ المدعين شملوا 4 ضحايا، وأنّ الأمر قد حوّل إلى قاضي خبير للمراجعة.

ودافع رئيس القضاء، «آية الله صادق لاريجاني»، بشدة عن مؤسسته يوم الإثنين، في تعليقات فهمت كتحذير موجه للضحايا، قائلًا أنّ هؤلاء الذين تعاونوا مع «إعلام عدائي»، في إشارة إلى الشبكات التلفزيونية المحظورة، ينبغي أن يعاقبوا «ونحن نعرف من المخلص للثورة ومن ليس كذلك».

  كلمات مفتاحية

إيران فضيحة جنسية اعتداء جنسي انتهاكات