الأردن يقلل من خطر تواجد قوات لـ«حزب الله» في جنوب سوريا

الخميس 27 أكتوبر 2016 07:10 ص

نفى مصدر أردني مطلع وجود  كميات مقلقة من مقاتلي «حزب الله» اللبناني في مناطق بجنوب سوريا، وتحديدا قريبة من مواقع يسيطر عليا جيش النظام، مشددا على أن الأردن يراقب الأوضاع في حدود درعا جيدا .

وأشار إلى أن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تحشيد لقوات «حزب الله» في منطقة درعا مؤخرا  تنطوي على مبالغة كبيرة حيث لم ترصد كمية كبيرة من هذه القوات من الجانب الأردني.

وكانت قناة «الجزيرة» قد نشرت تقريرا أثار الضجة حول تحشيد مقاتلين بكمية كبيرة في مناطق قريبة من الحدود الأردنية مع مدينة درعا .

واعتبر المصدر أن هذا التقرير فيه مبالغات حيث يوجد قوات تتبع «حزب الله» بعدد محدود جدا وفي بعض البلدات شمال درعا وهو أمر غير مقلق للأردن.

وكانت قيادات عسكرية في الجنوب السوري أكدت لـ«الجزيرة» إسقاطها طائرة إيرانية تحمل صورا لمواقع أردنية حدودية حساسة، وهو ما طرح تساؤلات عن النوايا الحقيقية لإيران في الجنوب وعن الخيارات المطروحة لدى الأردن بشأن التعامل مع سيناريو جديد قد يفرض عليها.

وأوضح المصدر العسكري أن من شأن الاقتراب الإيراني من الحدود السورية الأردنية أن يعبث باستراتيجية «النأي بالنفس»، التي التزم بها الأردن طيلة السنوات الماضية لحماية أراضيه، رغم تأكيدات مسؤولين أردنيين أن عمان حريصة على تلك السياسة.

وقالت المصادر إن الأردن الذي ظل يناور في خياراته إزاء الأزمة السورية فضل كثيرا الوقوف على الحياد، فلا هو قدم دعما حقيقيا للمعارضة المسلحة وصولا إلى إسقاط النظام, ولا هو تحالف مع نظام دمشق للقضاء على خصومه.

وفي نظر متابعين, فإن سياسة «النأي بالنفس» التي اتبعتها عمان كانت سببا مباشرا لصعود تنظيم «الدولة الإسلامية وعناصر متشددة في حوض اليرموك والمنطقة الشرقية، إضافة إلى ذلك فقد تسبب أيضا في الحضور الطاغي لإيران وحليفها «حزب الله» والتنظيمات الشيعية متعددة الجنسيات في الجنوب السوري.

وبحسب معلومات حصلت عليها «الجزيرة» فإن مقاتلي «حزب الله» إلى جانب قوات شيعية متعددة الجنسيات يسيطرون على مواقع الاشتباك الرئيسية في الجنوب، إضافة إلى وجود مقاتلي الحزب قرب منطقة الجمرك القديم وحي المنشية التي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود الأردنية.

وعبر قيادي ميداني سوري عن قلق حقيقي نتيجة سيطرة قوات «الأسد» وميليشيات شيعية على غالبية طريق دمشق-درعا القديم, مما سيمهد لوصول النظام إلى نقطة المعبر الحدودي القديم مع الأردن.

وقدر القائد الميداني في الجبهة الجنوبية المقدم «نجم أبو المجد» أعداد مقاتلي «حزب الله» في الجنوب بثلاثة آلاف، ينتشرون في مناطق عدة ويتحركون بحسب ما تقتضي الحاجة، ولهم مراكز تدريب قرب مطار دمشق وفي جبال القلمون.

وأشار إلى أن عدد مقاتلي الشيعة القادمين من إيران والعراق وأفغانستان يقدر بأربعة آلاف، يشاركون ضمن العمليات العسكرية في الجنوب بالمدفعيات وراجمات الصواريخ.

في السياق ذاته، قال الكاتب الصحفي «حافظ قرقوط» إن أتباع «حزب الله» يشكلون رأس الحربة في إدارة العمليات العسكرية في درعا، باعتبار أن للنظام السوري قوات حقيقية على الأرض.

وأضاف أن الحضور الإيراني لا يقتصر على البعد الميداني العسكري لردع المعارضة المسلحة بل إنه أخذ بعدا عقائديا من خلال العمل على «تشييع» سكان المناطق في درعا والسويداء، لكنه استدرك بأن محاولات التشييع هذه في الجنوب السوري ثبت فشلها وقوبلت برفض شعبي واسع، رغم المبالغ الطائلة التي أنفقت والإغراءات التي قدمت.

من جهته، قلل الكاتب والمحلل السياسي الأردني «سلطان الحطاب» من أهمية  الوجود الشيعي عند حدود بلاده، وقال إن عناصر «حزب الله» الذين يشار إليهم لا يملكون القدرة على فرض سيطرتهم لاسيما أن أعدادهم قليلة، معتقدا أن الحزب لا ينظر إلى الأردن باعتباره دولة معادية، كما أنه لا يضعه ضمن أجندته.

وقال «الحطاب» إن عمان  تنظر إلى الفصائل المقاتلة في سوريا سواء كانت موالية أو معارضة بعين الحذر والقلق.

في المقابل، رأي الكاتب في صحيفة «الدستور»، «ماهر أبو طير» أن ثمة خشية أردنية من تسارع التطورات عند الحدود ومن تعاظم نفوذ الميليشيات الشيعية هناك.

وقال: «ما من شك أن هناك تحسسا أردنيا من احتمال وصول قوات إيرانية ومقاتلين يتبعون حزب الله إلى حدوده الشمالية».

وأضاف أن موسكو قد تتخلى عن كل التفاهمات مع الجانب الأردني بخصوص وصول ميليشيات شيعية إلى حدوده رغبة منها في إرباك واشنطن، الحليف الأقوى للمملكة، وهو ما قد يتسبب بتوتر العلاقات الأمريكية الروسية باعتبار أن أمن الأردن أولوية لدى الولايات المتحدة، حيث يمس أمن الإقليم وصولا إلى أمن «إسرائيل» الذي تنظر إليه أمريكا باعتباره خطا أحمر.

  كلمات مفتاحية

الأردن سوريا إيران درعا حزب الله ميليشيات شيعية