السعودية: سندعم الرئيس الذي يتفق عليه اللبنانيون

الخميس 27 أكتوبر 2016 06:10 ص

أكد «ثامر السبهان»، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، أن المملكة العربية السعودية ستدعم الرئيس الذي يتفق عليه اللبنانيون.

وفي مداخلة مع قناة «العربيةـ الحدث» من بيروت، قال «السبهان» إنه سيلتقي بمختلف القيادات السياسية في لبنان، بما في ذلك جميع قادة الأحزاب والسياسيين في لبنان، بغرض بحث سبل العمل المشترك لمستقبل العلاقات بين البلدين.

يذكر أن «السبهان» يعتبر أول مسؤول سعودي يصل لبنان منذ فترة طويلة. وقد التقى «السبهان»، خلال الزيارة التي تستمر ليومين، برئيس الوزراء اللبناني «تمام سلام، وبحثا العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأوضح «السبهان» أنه سيلتقي مع قادة الأحزاب التي «ليس لها أي تصنيفات إرهابية»، بحسب وصفه.

وبسؤاله عن الرسالة السعودية في هذه الزيارة، قال «السبهان»: «نحن نسعى دائماً لبناء علاقات جيدة مع الدول العربية.. لبنان يعني لنا الكثير والعلاقات التاريخية بين البلدين لا يمكن تجاوزها ولا يمكن أن تؤثر عليها أي أجندات طارئة.. نحن نعمل على استراتيجيات كاملة فيما يخص لبنان وجميع الدول العربية».

وشدد «السبهان» على أن السعودية ترفض التدخل في السياسات الداخلية للدول، ولذا فإن الرياض لن تدخل في اختيار رئيس يتفق عليه اللبنانيون، مضيفاً: «نحن ندعم من يتفق عليه اللبنانيون»، بما هو في مصلحة لبنان العربي القوي المستقل، بعيداً عن التجاذبات في المنطقة.

وأضاف «السبهان»: «نحن نتعامل مع الدولة اللبنانية بجميع الفئات»، مشيراً إلى أن السعودية ستتعامل مع من يعمل مع مصلحة لبنان واللبنانيين، ومؤكداً أن الرياض تعمل حالياً على اعادة الحيوية للعلاقات السعودية اللبنانية.

ووصل مساء اليوم الخميس، «السبهان»، إلى لبنان، في زيارة هي الأولى لمسؤول رفيع المستوى منذ توتر العلاقات بين البلدين.

ونقلت «الأناضول»، عن مصادر دبلوماسية إن الوزير السعودي «سيصل بيروت اليوم في زيارة مفاجئة يلتقي خلالها رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام».

وأضافت المصادر أن اللقاء «سيحمل اقتراحات لتذليل العقبات بين البلدين، والحدّ من الاعتراض ضد الاتفاق بين زعيم تيار المستقبل سعد الحريري والعماد ميشال عون (في إشارة لمسألة انتخاب رئيس للبلاد)».

تأتي هذه الزيارة، في الوقت الذي يتجه زعيم مسيحي مخضرم حليف لـ«حزب الله»، التي اتعبترها السلطات السعودية، إرهابية، لملء الفراغ الرئاسي اللبناني في صفقة تعزز صعود حلفاء إيران، وتشير إلى تراجع الدور السعودي في البلاد.

وبحساب الكتل التصويتية في مجلس النواب اللبناني، أصبح من شبه المؤكد أن «ميشال عون» سيصبح رئيسا للبلاد الأسبوع المقبل، بناء على ترشيح غير متوقع من قبل الزعيم السني «سعد الحريري» الذي قاد تحالف القوى المدعومة من السعودية على مدى عقد من الصراع السياسي مع «حزب الله» وحلفائه المدعومين من إيران.

والخميس الماضي، أعلن «الحريري» تأييده ترشيح «عون» لرئاسة لبنان، وهو ما دعمه «حزب الله» الذي يعد أبرز خصوم السعودية في لبنان.

وبحسب «رويترز»، فإنه مع إدراكها صعوبة هزيمة «حزب الله» فيما يبدو، فإن لبنان تراجع إلى قاع قائمة الأولويات الإقليمية للسعودية، بسبب انشغالها بمواجهة إيران في اليمن والبحرين وسوريا.

ودفع هذا حلفاء الرياض في لبنان لعقد صفقات جديدة من أجل الحفاظ على مصالحهم.

وقال «نبيل بو منصف» المعلق السياسي في جريدة «النهار» اللبنانية: «لم يعد لبنان أولوية لدى المملكة العربية السعودية ولم تعد السعودية تدعم حلفاءها في لبنان الأمر الذي أدى إلى إضعاف الرمز الأساسي للسعودية وحليفها الأساسي في لبنان الذي هو الرئيس سعد الحريري وباقي الأطراف في 14 آذار».

ويعيش لبنان فراغاً رئاسياً منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق «ميشال سليمان»، في 25 مايو/ أيار 2014، وفشل البرلمان على مدار أكثر من 44 جلسة في انتخاب رئيس جديد نتيحة الخلافات السياسية.

وتوترت العلاقات السعودية اللبنانية بسبب ما سمته المملكة بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما من «حزب الله» الشيعي، عقب الاعتداء على سفارتها في طهران مطلع العام الجاري، بالتزامن مع تجميد مساعدات عسكرية سعودية إلى لبنان بقيمة 4 مليارات دولار.

وجاءت التصريحات الرسمية الصادرة لاحقاً من لبنان تؤكد أهمية العلاقات مع السعودية، أبرزها إعلان رئيس الوزراء اللبناني رغبة بلاده في الحفاظ على العلاقات مع الدول العربية لاسيما المملكة.

يذكر أن الشارع اللبناني يترقب جلسة البرلمان، الاثنين المقبل، التي يتوقع أن تشهد انتخاب رئيس للبلاد بعد نحو عامين ونصف العام على شغور المنصب.

وكانت الجلسات الـ45 السابقة التي انعقدت لهذا الغرض قد فشلت في انتخاب رئيس بسبب عدم اكتمال النصاب جراء انقسامات حادة بين القوى السياسية وسط آمال بتذليلها في الجلسة الـ46.

ولتحقيق ذلك يجب أن يكتمل النصاب لانتخاب رئيس أي أن يحضر ثلثا النواب وعددهم 86 نائباً من أصل 128.

وفي حال بقيت خارطة التحالفات بين القوى السياسية على حالها يصبح عون نظرياً رئيساً للبنان، خاصة وأنه حصل على دعم زعيم تيار المستقبل سعد الحريري ليتنافس على المنصب مع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.

  كلمات مفتاحية

السعودية ندعم الرئيس يتفق اللبنانيون