وجه «أحمد عبد العزيز» مستشار الرئيس المصري الأسبق «محمد مرسي» رسالة إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السعودي «إياد مدني» الذي سخر من الرئيس الحالي «عبد الفتاح السيسي» خلال كلمته بافتتاح مؤتمر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) في تونس.

وأخطأ « مدني»، في ذكر اسم الرئيس التونسي، «الباجي قايد السبسي»، إذ استخدم عوضاً عن لقبه لقب «السيسي»، وقال في كلمته : «فخامة الرئيس الباجي قايد السيسي رئيس الجمهورية التونسية»، قبل أن يستدرك خطأه سريعا مضيفا: «السبسي أسف»، ويستكمل تعليقه ساخرا: «هذا خطأ فاحش».

ومواصلاً سخريته من الرئيس المصري، قال موجها خطابه للرئيس التونسي: «أنا متأكد سيادة الرئيس أن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء».

وكان «السيسي» قال، خلال لقائه مجموعة من الشباب في ندوة على هامش المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ الثلاثاء الماضي، «أنا واحد منكم.. والله العظيم قعدت 10 سنين تلاجتي كان فيها ميه بس ومحدش سمع صوتي».

وفي رسالته على صفحته موقع «فيسبوك»، قال «أحمد عبد العزيز» الموجود خارج مصر منذ الانقلاب العسكري على «مرسي» عام 2013 موجها حديثه لـ«مدني» «كنت ترى أن مجرد نطقك لاسم السيسي (خطأ فاحش)، فبم تصف وقوف بلادك خلف هذا السيسي؛ لكي ينقلب على إرادة الشعب المصري، ويختطف الرئيس المنتخب، ويقتل الآلاف، ويعتقل ويعذب عشرات الآلاف ويسجنهم في ظروف غير آدمية ؟».

وتابع «أنا شخصيا لم أضحك على كلامك، ولم أبتسم حتى، فالأمر لم يكن عفويا، وخطؤك (الفاحش) كان مقصودا تماما؛ لتعتذر عنه - في التو - من باب الإهانة لهذا المحتال الذي خدعكم، ولهف ملياراتكم، وتحالف مع خصومكم، ثم أخرج لسانه لكم !!»، في إشارة إلى المساعدات التي قدمتها السعودية لمصر منذ الانقلاب.

ومضى قائلا «الخطأ الفاحش - أيها الوزير - لم يكن في نطق اسم هذا السفاح. بل فيما اقترفه أولو أمرك بحق الرئيس مرسي، رئيس مصر المنتخب (بجد) الذي لم يخدعهم يوما، ولم يروا منه إساءة قط».

وأضاف «عبد العزيز»  «خطأ أولي أمرك الفاحش كان في حق آلاف الأسر المصرية التي فقدت أربابها، وأبناءها، وبناتها، بل وأطفالها؛ بسبب هذا الانقلاب الدموي الذي أيدوه ودعموه بالمليارات».

وتابع «خطؤكم الفاحش كان في حق أنفسكم - أيضا - عندما راهنتم على هذا الندل الذي أنهك مصر، وهوى بها، فأخرجها من دائرة التأثير؛ لتجدوا أنفسكم محاطين بنار المجوس من كل جانب».

ونصح مستشار «مرسي» الأمين العام للتعاون الإسلامي بالقول «الانتقام لبلادك - يا معالي الوزير - لا يكون بالتهكم على من خدعكم .. ولكن يكون بالتكفير عن (خطاياكم الفاحشة) التي اقترفتموها .. وأنتم خير من يعرف شروط التوبة منها».

وقال في نهاية الرسالة «ختاما .. تيران وصنافير مصريتان»، في إشارة إلى الجزيرتين اللتين تنازلت عنها السلطات المصرية الحالية للسعودية، ويجري جدل قضائي وقانوني حول تبعيتهما.

وقدمت مصر احتجاجا لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن الأسلوب الذي أشار به «إياد مدني إلى «السيسي»، 

وقدم «مدني» بعد ذلك اعتذارا لـ«السيسي»، قائلا إن حديثه كان على «سبيل المزاح والدعابة»، و«لم يقصد منها الإساءة».

وأثارت تصريحات «السيسي» وقتها عاصفة واسعة من السخرية تجاوزت مواقع التواصل الاجتماعي للمصريين إلى مختلف البلدان حول العالم، واحتل وسم «تلاجة السيسي» المرتبة الثالثة عالميا.