«عسيري»: الصاروخ الذي استهدف مكة أطلقه الحوثيون من مسجد في صعدة

السبت 29 أكتوبر 2016 08:10 ص

أكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات التحالف اللواء «أحمد عسيري»، أن الصاروخ الباليستي الذي تم اعتراضه في أجواء منطقة مكة، أطلق من مسجد في مدينة صعدة اليمنية، وتم تدمير منصته.

وقال «عسيري» لصحيفة الشرق الأوسط إن الصاروخ الباليستي الذي تم اعتراضه مساء الخميس، أطلق من مسجد في صعدة، وتم تدمير منصته عبر طائرات التحالف، مشيرا إلى أن الحوثيين يحملون شعاراتهم (الموت لإسرائيل والموت لأمريكا)، وصواريخهم كانت موجهة إلى أطهر بقاع المسلمين، مكة المكرمة.

وأضاف: «حينما استهدفنا الموقع الذي انطلقت منه الصواريخ، وجدنا أنه عبارة عن مسجد، والقذائف تنطلق منه بشكل مهول، وهؤلاء أشخاص لا أخلاق ولا دين لهم، يستخدمون المساجد والمدارس والمستشفيات، لممارسة أعمالهم الإجرامية».

وأكد «عسيري» أن الصواريخ الباليستية في اليمن لم تنتهِ، وقال: «طالما هناك عمليات تهريب وتصنيع محلي وتخزين في أماكن مختلفة، فهذه كلها عوامل تساعد على ذلك، خصوصا وأن إيران نشرت تقنية تعديل الصواريخ والمتفجرات في المنطقة، وهي التقنية نفسها والتدريب اللذان تزود طهران (حزب الله) في لبنان بهما، الآن تنشر التقنية نفسها بين الحوثيين في اليمن، رغم أن القرار الدولي يجرم ذلك، ولكن هذا ديدن إيران».

وذكر اللواء «عسيري» أن عمل قوات التحالف لدعم الشرعية اليمنية يستمر على مسارين سياسي وعسكري، فالجانب السياسي يدعم جهود الأمم المتحدة، والمبعوث الأممي لليمن «إسماعيل ولد الشيخ للوصول إلى حل تسوية لدعم الشرعية اليمنية، أما الجانب العسكري، فقوات التحالف مستمرة في أعمالها للتصدي للميليشيات الحوثية.

وبحسب مختصين عسكريين، فإن الصاروخ الباليستي الأخير الذي كان متجها إلى مكة المكرمة أسقط، بعد اعتراضه قبل الوصول إلى الهدف، وذلك يعني أنه جرى التعامل معه في الجو بضرب الصاروخ وتفجيره كليا، وقد يضرب نصف الصاروخ ويتجه الرأس المفجر إلى منطقة أخرى وتسقط منه بعض الأجزاء في العراء.

وتعد هذه الصواريخ الباليستية قديمة وغير دقيقة في استهداف المواقع، وليس لها تأثير مباشر، إلا أن وجود الخبراء الإيرانيين المختصين في مثل هذه الأعمال لدعم الحوثيين، قد يسهم في تطوير أدائها بتعديل مسافة الصاروخ، والرأس المتفجر والقوة التدميرية لمثل هذه الصواريخ.

أسلحة مهربة من طهران

من جانبه، قال اللواء ركن دكتور «ناصر الطاهري»، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، إن الحوثيين استفادوا من الهدنة التي انطلقت في فترات متفاوتة خلال العام الحالي، في جلب أسلحة مهربة قادمة من العاصمة الإيرانية طهران ومنها صواريخ لاو، وصواريخ حرارية، وأسلحة متوسطة، وذخيرة متنوعة، وذلك بهدف تسليح ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

وضبط الجيش اليمني وفقا للواء «الطاهري، خلال الفترة الماضية العديد من الشحنات بالقرب من مدينتي مأرب، وشبوة وهذه الأسلحة جرى إخفاؤها بكميات من الأغذية والأدوية لتسهيل مرورها في نقاط التفتيش، كما أن هذه الأسلحة دخلت البلاد من خلال المناطق الصحراوية، ولم ترسل عبر قوارب ليتسلمها المهربون على السواحل اليمنية.

وقال نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، إن هذه الأسلحة لها تأثير في المواجهات المباشرة وتساعد في تقوية أي منظومة عسكرية، وهو ما تسعى إليه الميليشيا في هذه المرحلة بعد أن تداعت تحصيناتها العسكرية وبدأ العديد من أفرادها الفرار من المعارك.

وكانت القوات المسلحة اليمنية في منتصف سبتمبر (أيلول)، ضبطت شحنات من الأسلحة متنوعة الاستخدام «متوسطة وخفيفة»، قادمة من العاصمة الإيرانية طهران وهذه الأسلحة دخلت البلاد إبان الهدنة التي انطلقت بالتزامن مع مشاورات الكويت والتي استفادت منها الميليشيا بشكل كبير في تزويد مقاتليها بالسلاح.

وشدد نائب رئيس هيئة الأركان، على أهمية الدور الذي تقوم به القوات المسلحة والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، في ضبط هذه الأسلحة قبل دخولها إلى البلاد، فيما تلاحق الأجهزة المعنية المهربين، مطالبا بتكثيف عمليات التفتيش في المنافذ الحدودية للبلاد، كذلك تشديد الرقابة على مداخل المدن.

وهذه هي ثاني مرة يعلن فيها التحالف إطلاق الحوثيين صاروخ تجاه منطقة مكة المكرمة خلال الشهر الجاري؛ حيث قال التحالف إنه اعترض في التاسع من الشهر الحالي صاروخا في سماء محافظة الطائف (التي تتبع منطقة مكة) ودمرته.

ونفت جماعة الحوثي رسميا، الجمعة، الاتهامات الموجهة لها من التحالف العربي باستهداف مكة بصاروخ، معتبرة الاتهام «محاولة لتأليب مشاعر المسلمين».

وأثار إعلان التحالف عن إطلاق الحوثيين صاروخ تجاه مكة استهجانا واسعا داخل السعودية وخارجها.

ومنذ أواخر مارس/آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عربيا في اليمن يهدف إلى إعادة سيطرة الحكومة الشرعية والرئيس اليمني، «عبد ربه منصور هادي»، على مقاليد الحكم في البلاد، وإنهاء انقلاب نفذته ميلشيات موالية لجماعة الحوثي والرئيس اليمني المخلوع، «علي عبد الله صالح».

وتمكن التحالف في تحقيق بعض الانتصارات على الأرض من خلال مساندة قوات من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، لكنه يواجه انتقادات حقوقية متزايدة بشأن هجمات طالت مدنيين، كما مني بخسائر كبيرة في قواته.

وتتعرض المناطق الحدودية للمملكة العربية السعودية بين الحين والآخر لنيران مصدرها اليمن.

  كلمات مفتاحية

السعودية اليمن الحوثيين مكة صاروخ

ميليشيات إيران وانتهاك الحرمات الإسلامية