«أردوغان»: تلعفر التركمانية قضية حساسة بالنسبة لنا

السبت 29 أكتوبر 2016 08:10 ص

قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، مساء اليوم السبت: «إن مدينة تلعفر التركمانية (شمالي العراق) قضية حساسة بالنسبة لنا»، محذرا أنه في حال قيام «الحشد الشعبي» بأعمال إرهابية هناك، سيكون لتركيا رد مختلف.

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها «أردوغان»، خلال حفل استقبال أقيم في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، اليوم السبت، بمناسبة الذكرى 93 لإعلان الجمهورية في تركيا.

وتأتي تصريحات «أردوغان» وسط مخاوف من ارتكاب «الحشد الشعبي»، تجاوزات بحق المدنيين من التركمان السنة، ممن لم يتمكنوا من مغادرة المدينة بسبب منع التنظيم بشكل صارم خروج الأهالي، الأمر الذي ربما سيؤدي إلى اندلاع صراع طائفي جديد لا تحمد عقباه.

وأضاف «أردوغان»: «لدينا بالفعل حاليا وجود في مدينة دهوك (شمالي العراق)، وقواتنا متمركزة الآن في سيلوبي (قضاء بولاية شرناق جنوب شرقي تركيا)، كما أننا بصدد إرسال تعزيز إلى تلك المنطقة».

وتابع: «تلعفر (تابعة لمحافظة نينوى شمالي العراق) وسنجار مناطق حساسة بالنسبة لنا، ونواصل في هذه الأثناء التنسيق في هذا الصدد مع حرس نينوى (الحشد الوطني سابقا) والبيشمركة (قوات إقليم شمال العراق المسلحة) ».

وأوضح «أردوغان» في ذات السياق أن مدينة تلعفر يسكنها التركمان الشيعة والسنة جنبا إلى جنب، قائلا: «نحن لا نقيم الأمور استنادا إلى هذا التقسيم، لأنهم جميعا مسلمون في قلوبنا».

وحول سؤال عن مشاركة تركيا في عمليات محتملة لاستعادة السيطرة على مدينة الرقة (شمالي سوريا) من تنظيم «الدولة الإسلامية»، لفت «أردوغان»، أن بلاده لم تحصل حتى الآن على إجابة واضحة من الولايات المتحدة فيما يتعلق بهذه المسألة.

وعن سبب ذلك أضاف الرئيس التركي: «لأن منظمة حزب الاتحاد الديمقراطي (الامتداد السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني) لا تزال في خطط واشنطن المتعلقة بالرقة، ونحن بطبيعة الحال، لا نشارك في عمليات إلى جانب منظمات إرهابية».

وأشاد «أردوغان» بقدرات «الجيش السوري الحر» فيما يتعلق بمكافحة المنظمات الإرهابية، قائلا: «الجيش السوري الحر أثبت قدرته كقوة فعالة في الميدان، وهم قادرون على مكافحة الإرهاب إذا توفر لهم الدعم اللازم».

وخلال كلمة ألقاها في حفل الاستقبال، قال «أردوغان»: «لسنا بحاجة أبدا لتلقي تعليمات من أي طرف حيال أي تهديدات مصدرها العراق وسوريا، فلم يعد بوسعنا تحمل المزيد، ولن نقف مكتوفي الأيدي، وأريد من الجميع أن يعوا ذلك».

واستطرد: «على الجميع أن يعرفوا مواقعهم جيدا، مجددا التأكيد على الخطر المحدق ببلاده من دولتي الجوار سوريا والعراق على خلفية الأوضاع الأمنية المتردية بهما».

وتتعالى أصوات تحذيرات من أطراف سياسية عراقية وإقليمية من دخول ميليشيات «الحشد الشعبي» (شيعية) إلى الموصل، وأيضا إلى مدينة تلعفر، التي شهدت في الماضي اقتتالا طائفيا بين تنظيم «القاعدة» والعشائر التركمانية الشيعية بالمدينة بدءا من 2004، أدى إلى سقوط آلاف الضحايا.

وتأتي تلك المخاوف في ظل اتهامات وجهتها منظمة العفو الدولية في تقريرها مؤخرا، ضد ميليشيات شبه عسكرية والقوات الحكومية في العراق، بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بحق المدنيين الفارين من مناطق سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

العراق سوريا تركيا تلعفر الرقة الحشد الشعبي التركمان السنة الشيعة الدولة الإسلامية