عكس المتوقع .. وظيفتك السيئة أخطر على عقلك من البقاء عاطلا

الثلاثاء 1 نوفمبر 2016 05:11 ص

يبدو أنه ليس كافيا أن تحصل على وظيفة. أجريت دراسة لنوعية الوظائف التي يقوم بها معظم الناس في المملكة المتحدة حيث تكشفت مشكلة سيئة متنامية في نوعية الوظائف، ففكرة كون العمل مؤقتاً وهشاً، تهدد الإنتاج، والقدرة التنافسية، وكذلك صحة العاملين، ومع إن الكثيرين يجادلون بأهمية «الوظائف المؤقتة» إذا أردنا سوق عمل مرن، لكن، ماذا عن تأثير ذلك على نفسية العاملين بهذه الوظائف؟

هل عملي يحفظ عقلي أم لا؟

جودة العمل النفسية تعتمد على ما إن كان هذا العمل يعزز شعور التحكم، والاستقلالية، والتحدي، والتنوع لدى الفرد، وهناك صلة واضحة بين «العمل الجيد» والصحة العقلية. المسح الذي أجرته دراسة في أستراليا تسمى «ديناميات الدخل والعمالة والمعيشة» ، قامت فيه بجمع بيانات تستطيع مقارنتها بسهولة بين وضع العمل الجيد والسئ والبطالة، وبغض النظر عن النظرة الاقتصادية البحتة الضيقة، فإن النتائج أظهرت كيف أن الناس قد يكونون أفضل حالاً بلا عمل.

من الحكم المتوارثة المحقة أن البقاء دون عمل شئ سئ، بالتأكيد سئ بالنسبة للدخل، والثقة بالنفس، والاندماج مع المجتمع، والعلاقات والصحة، لذلك فإن سياسة تشجيع عودة الناس للعمل، هي منطقية وقائمة على أدلة، لكن الحكم المتوارثة فيها جزء مخطئ عندما تخبرنا أن «أي عمل»، هو «عمل جيد»، وهو ما يصب باتجاه سياسة عمل جبرية، أو "برامج التشغيل الحكومية".

أي عمل .. أفضل من لا عمل؟

الناس يعتقدون أن البقاء في عمل مهما كان مملاً وروتينياً، ولا يستغل مهارات صاحبه الحقيقية، هو شئ جيد لأنه يبقي صلتك قائمة مع سوق العمل، ويحفظ عادة العمل لديك، إلا إن النتائج التي وصلت إليها الدراسة الأسترالية أظهرت بشكل لا لبس فيه أن الجودة النفسية والاجتماعية المتدنية للأعمال السيئة أسوأ من البقاء عاطلاً، فقد وجدت أن أولئك الذين انتقلوا إلى وظائف مثالية أظهروا تطوراً ملحوظاً في الصحة العقلية مقارنة بأولئك الذين بقوا عاطلين، لكن في نفس الوقت، الذين ذهبوا لوظائف سيئة النوعية أظهروا تدهوراً في صحتهم النفسية أكبر من أولئك العاطلين.

هذا المقال لا يشجع البطالة، ما يزال علينا أن نبذل كل ما نستطيعه لمساعدة الناس للعثور على عمل، لكن ما نستطيع أن نضيفه، هو أن العمل أفضل فعلاً من البقاء عاطلاً، لكن، فقط إن كان جيداً ومرضياً نفسياً واجتماعياً، علينا أن نعترف بالحقيقة غير المريحة: «أي عمل» ليس بالضرورة أمرا جيدا.

المصدر | ماشابل

  كلمات مفتاحية

العمل سوق العمل وظائف سيئة البطالة