فرحة أسرته تحولت لذهول .. استيقظ من غيبوبته ليجد نفسه يتحدث لغة أخرى!

الثلاثاء 1 نوفمبر 2016 05:11 ص

بينما كان «روبن نسيموه» يلعب كرة القدم في مباراة لمدرسته بمقاطعة غوينيت في جورجيا الشهر الماضي، قذفه أحد اللاعبين بكرة قوية في الرأس، سقط على إثرها في غيبوبة، وبالرغم من شدة إصابة «روبين»، إلا إنه استرد وعيه بعدها ببضعة أيام فقط، لكن فرحة عائلته تحولت إلى ذهول، عندما فوجئوا بأن ابنهم نسي لغته، وبدأ يتحدث الأسبانية.

الصبي الذي كان يتحدث لغة واحدة فقط، وهي الإنجليزية، أصبح قادراً فجأة على تحدث الأسبانية بطلاقة، ولم يعد قادراً على تحدث الإنجليزية. «روبين» كان يسمع الأسبانية بشكل طفيف من أخيه وأصدقائه، لكن استخدامها لم يكن مريحاً له، ولم يكن ماهراً فيها أبداً من قبل.

هل هي خدعة .. أم إنها ألاعيب الذاكرة؟

خبير اللغويات العصبية «ميشيل باراديس» من جامعة ماكجيل في مونتريال، قال إنه بالرغم من الغرابة الشديدة التي تبدو عليها حالة الصبي «روبين»، إلا إن «حالته ليست بهذه الندرة». خبير اللغويات محق بأن الحالات التي يسترد فيها الأشخاص ثنائيو اللغة لغة واحدة فقط، ثم يستردون اللغة الأخرى فيما بعد، هي حالات غير نادرة، لكن الوضع هنا مختلف، لغة الصبي الأسبانية تحسنت بعد إصابة في المخ، فكيف هذا؟

الإجابة تكمن في الطريقة التي تخزن بها الذاكرة –متضمنة الذاكرة اللغوية- في المخ، ولابد أنك سمعت أحدا يقول لك أن الكلمة «كانت على طرف لسانه»، وهي ظاهرة، نشعر فيها أننا نعرف هذا الاسم أو الكلمة لكن ليس لدينا القدرة على تذكرها بشكل كامل، وكثيراً ما ينتهي الأمر بتذكر الكلمة أو الاسم الذي هرب منا للحظات.هناك أمثلة أخرى غريبة للأشكال التي تتخذها الذاكرة، قد تتفاجأ بقدرتك على تذكر كلمة مرور بريدك الإلكتروني كتابياً على لوحة المفاتيح، دون أن تكون قادراً على تذكرها في وعيك بشكل لفظي، ما يعني أن ذاكرة عضلات يدك ما تزال تتذكر في الوقت الذي لا يستطيع وعيك ذلك.

لماذا توجد عقول توهجت بعد إصابة الدماغ؟

العقل يخزن مفردات اللغة الجديدة والقواعد النحوية عن طريق توليد اتصالات عصبية جديدة، وعندما يتعلم الشخص هذه اللغة لأول مرة، فإن هذه الاتصالات العصبية تكون غير مستقرة وسهلة الذوبان، يقوم جزء من المخ يسمى hippocampus»» بإعادة تشغيلها مرة بعد مرة، حتى عندما لا تكون واعياً بذلك، وعندما لا تحدث هذه الإعادة، في حالة عدم استخدامك لهذه اللغة لوقت طويل مثلاً، فإن اتصالات المخ العصبية المسئولة عن معرفة هذه اللغة تختفي تماماً، لكن، هناك حالات تصبح فيها نائمة فقط، حيث تبقى الاتصالات موجودة، لكن، بلا إشارة فيها.

هناك بعض حالات إصابات الدماغ التي يطور فيها دماغ بعض الناس قدرات غير عادية بدلا من أن يتدهور، فبعد أن يصاب المخ، يموت عدد كبير من خلاياه، وتبث مواد كيميائية توقظ الاتصالات العصبية النائمة.

حالة غريبة قديمة

هناك حالة غريبة لمزارعة سابقة تسمى «لي إرتشيغ»، ذكرت في كتاب العقل البشري الخارق، فبعد أن سقطت من على تلة شديدة الانحدار، أصبحت قادرة فجأة على تذكر شذرات من لغات لم تسمعها إلا عندما كانت طفلة صغيرة جداً، ونحن نشك أن الشئ ذاته حدث مع «روبين نسيموه»، فتعرضه للغة الأسبانية الطليقة من قبل شقيقه وأصدقائه، كوّن دوائر عصبية نائمة، أيقظتها إصابة المخ. هذه الحالات تثير الفضول في العلماء، تخيل أن يكون العلم ذات يوم قادراً على إيقاظ لغة كامنة في دماغك، لم تكن تعلم بوجودها، ودون المرور بتجربة صدمة المخ القاسية؟

المصدر | سايكولوجي توداي

  كلمات مفتاحية

قدرات خارقة الدماغ إصابات الدماغ تعلم اللغات