طالبة طب سورية تفاجأ بجثة أخيها المخطوف من النظام بدرس التشريح!

الأربعاء 2 نوفمبر 2016 04:11 ص

تعرضت فتاة سورية إلى موقف أغرب من الخيال، إذ تدرس الطب في إحدى جامعات سوريا، وفي آخر محاضرة حضرتها طلب منها أن تذهب إلى غرفة التشريح لتعاين جثة حديثة الوفاة، وتكتشف أنها لأخيها المختفي قسرياً من قبل النظام من 3 سنوات، ورغم ذهول الفتاة الشديد إلا انها لم تستطع فتح فمها خوفاً على نفسها وأسرتها وغادرت الكلية بل الجامعة صامتة مكتبئة بين ألميّ فقد أخيها على هذا النحو، والخوف من مجر إخبار أسرتها، أو وصول الخبر إلى النظام!

القصة أوردها موقع «أخبار الآن» التابع إلى قناة «الآن» الإماراتية، وهي تروي عن فتاة، ذات اسم افتراضي (خولة) وقفت في موقف نادر الحدوث إنسانياً متلقية صدمة عنيفة لم تكن تخطر لها على بال أدت إلى إغمائها، ومفارقتها كلية الطب، واكتئابها وعزوف نفسها عن الحياة.

تدرس «خولة» في كلية الطب في إحدى جامعات سورية في الصف الثاني، وصباح يومها الأخير في الدراسة، كان عليها أن تحضر درساً للتشريح، وهو الأمر الذي لا يحبه الطلبة، بخاصة الطالبات، لارتباطه برؤيتهن للمُتوفين بعد فترة طويلة تجعل الجسد مهترئاً، والتعرف إلى الأعضاء فضلاً عن تشريحها أمراً بالغ الصعوبة.

ورغم معاناتها ومأساتها الشديدة اشترطت الفتاة التي لا يعرف اسمها على وجه الدقة ولا مكانها، إلا أنها سورية، عدم ذكر أياً من التفاصيل لئلا ينتقم النظام السوري منها مثلما انتقم من أخيها.

وفي ذلك اليوم تهمس الفتاة العشرينية في ذهول واكتئاب وخوف شعرت بأن أمراً ما ينتظرها مع الجثة القادمة، فأردت الاستئذان من المحاضر الذي همس لها مداعيا: «سنقوم اليوم بتشريح أموات ثم أحياء، ثم بشرها بأنهم محظوظون إذ وردتهم جثة طازجة (ماباس تمها إلا أمها)»، كما يقول المثل السوري الدال على حداثة وطزاجة الامور.

ولم تكن الفتاة «خولة»، أو التي أطلق الموقع عليها هذا الاسم تعرف ان المأساة أكبر من احتمال سنيّ حياتها الماضية والمقبلة معاً، إذ جاءت الجثة ملفوفة في كفن أبيض، وهي ما لم تعتد وزملائها عليه.

ولكن فور الكشف عن الوجه راحت الفتاة في سُبّات حقيقي، أو ما يشبه الانفصام التام عن الحياة، لم تعد معه تدري ما تفعل، فهي لا تستطيع التحمل فضلاً عن البوح بسر الآلام التي لا تطاق.

لم تكن الجثة إلا لأخيها الذي يكبرها بسبع سنوات، والذي تم إلقاء القبض عليه عند حاجز في دمشق منذ ثلاث سنوات عجاف مرت على أسرتها، إذ فاوضهم النظام على مجرد رؤيته مقابل مبلغ كبير باعوا لأجله ما يمتلكونه، ولكنهم لم ينجحوا في رؤية أخيهان وهاهي تراه شهيداً.. فاقداً نصف وزنه، وهي يُغمى عليها حرصت على ألا تبوح بالسر لكيلا لا يقتلها النظام السوري المجرم، ويتعقب أهلها.

ومن يومها بقيت الفتاة السورية المنكوبة في البيت لا تستطيع البوح بالسر الرهيب حيال دعوات امها وأملها بعودة ابنها، وتوعد النظام السوري لمن ينطق في مثل هذه المآسي!

وباختصار فقد صار الوضع المأساوي في سوريا منذ الثورة على نظام «بشار الأسد»، في مارس/أذار 2011 يفوق الخيال، بخاصة بعد زيادة عدد الشهداء عن 600 ألف سورري، بحسب «الأناضول» اليوم، وبعد القصف الروسي على البلاد منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2015، مما زاد من عدد المُتوفين، وخلق أوضاعاً وقصص يعز على المنطق والعقل أن يدركها، وربما تفوق الخيال بمراحل، ويقف أمامها الكُتّاب والمؤلفون عاجزين.

  كلمات مفتاحية

خيال طالبة سورية تشريح أخوها

سيدة ألمانية تحتفظ بجثة زوجها في بيتها لعام ونصف