«القدس العربي»: جنرالات «السيسي» في سوريا لتكريس محور إقليمي ضد «التحالف العربي»

السبت 5 نوفمبر 2016 03:11 ص

تأكيدا لما انفرد به موقع «الخليج الجديد» قبل أيام، أفادت مصادر إعلامية إيرانية وموالون للنظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي بأن مجموعة من ضباط الجيش المصري زارت القاعدة العسكرية الروسية في محافظة طرطوس على الساحل السوري.

ووفقا لصحيفة «القدس العربي»، قالت هذه المصادر إن بعض الجنرالات المصريين قاموا بجولة عسكرية عبر طائرات النظام المروحية على عدة جبهات عسكرية تتبع للثوار في عدة مناطق لم تأت على ذكر أسمائها.

ونقلت الصحيفة عن المصادر نفسها أن هؤلاء الجنرالات يتبعون للجيش المصري الميداني الثاني الذي يوجد مقره الرئيسي في الضفة الغربية من قناة السويس، وأن هذه الزيارة تأتي بعد أيام من وصول عتاد عسكري وذخائر مصرية خلال الأسبوع الماضي.

وجاءت هذه الزيارة إلى القاعدة الروسية بعد شهر تقريبا من زيارة اللواء «علي مملوك» رئيس مكتب الأمن القومي للنظام السوري إلى القاهرة التي التقى فيها بقيادات سياسية وأمنية مصرية، كما جاءت بعد فترة غير طويلة من دعم مصر القرار الروسي حول سوريا في «مجلس الأمن».
وقالت الصحيفة إن تواتر هذه الحوادث يكشف في الحقيقة ترابطا واضحا فيها ويبين أن نظام الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» لا يفعل غير أن يكشف علاقته الوثيقة مع النظام السوري تحت رعاية وتشجيع روسي وإيراني أديا، بضغط من موسكو وطهران، لحضور مصر الاجتماع الدولي الشهر الماضي في لوزان حول سوريا.

وأوضحت «القدس العربي» أن الحادثة الأخيرة تنتظم في نهج متكامل يتزايد حدة ويتمحور إقليميا ضد «التحالف العربي» الذي ينتظم دول الخليج العربي (باستثناء عمان) في اليمن، ويضم السعودية وقطر وتركيا في الشأنين السوري والعراقي، والمغرب في الشأن المغاربي (استقبال وفد البوليساريو)، وقد أضافت القاهرة على هذه السلسلة رعايتها مع روسيا لمؤتمر في مدينة غروزني التي استباحتها القوات الروسية بين 1994 و1999، حول الإسلام أخرجت بموجبه «الوهابيين» و«الإخوان المسلمين»، من حظيرة الإسلام»!.

وأضافت أن بالخطوة الأخيرة يكون النظام المصري قد جمع «المحاسن» وشكل حلفا عقائديا مع روسيا وإيران حول تعريف (من هم المسلمون؟) وسياسيا (عبر دعم القرار الروسي في مجلس الأمن واتخاذ خطوات استفزازية ضد السعودية وقطر وتركيا والمغرب) وانتهاء بالتدخل العسكري في الشأن السوري وهي نقلة غير خطيرة بكل المقاييس، وتلمّح إلى إمكانيات تصعيد وانخراط أكبر في المحور الروسي الإيراني ضد بلدان عربية «شقيقة».

وأشارت إلى أن التشجيع الإيراني والروسي لـ«مصر السيسي» يضرب عدة عصافير بحجر واحد، ولكن فائدته الكبرى تكمن في تغطية أهداف السيطرة الإيرانية (التي أججت أوار النزاع الشيعي السني) والروسية (التي تعزز نفوذها وتنقل معركتها من أوكرانيا وأوروبا الشرقية إلى سوريا وليبيا وتفتح جغرافيتها على البحر المتوسط)، موضحة أن بانضمام مصر يتوسع قوس الأزمة العربية لتصبح صراعا بين أغنى وأكبر دولتين «سنيتين» (وبالتالي يخف الضغط على مشروع الهيمنة الطائفية الشيعية لإيران)، ويضمن الروس رواجا لاستراتيجيتهم في المنطقة العربية.

وقال الصحيفة أن هذا التصعيد المصري يأتي في مطلع أزمة اقتصادية ومعيشية مفتوحة المصاريع بعد «تعويم» الجنيه وبدء رفع الدعم عن السلع الأساسية والوقود، وقد يكون المرتجى منه تصدير مشاكل مصر الداخلية عبر افتعال أزمات خارجية، أو هو ببساطة مجرد انسجام سياسي وعسكري مع النفس.

واختتمت بأن هذا الاتجاه قد يثبت في كل الأحوال، وبسرعة أنه خطأ كارثي حيث لا توجد حكمة من ربط أكبر دولة عربية بنظام وحشي دمر بلده وأصبح ألعوبة في يد دولتين أجنبيتين لا تكنان، بالتأكيد، أي خير للعرب.

  كلمات مفتاحية

مصر سوريا إيران روسيا السعودية عبدالفتاح السيسي النظام السوري السنة الشيعة