استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بيان البرادعي

الأحد 6 نوفمبر 2016 05:11 ص

أثار البيان الذي أصدره الدكتور محمد البرادعي بشأن موقفه مما حدث في 3 يوليو/تموز 2013 في مصر، وما تلاه حتى فضّ اعتصام ميدان رابعة العدوية في القاهرة، في 14 أغسطس/آب 2013، عاصفة من الردود بين الترحيب والرفض.

رأى الذين رحبوا البيان اعترافاً من البرادعي، ولو ضمنياً، عن خطأ حساباته، وربما سذاجته، في قراءة مشهد الانقلاب والمشاركة فيه، وهي أخطاء، بحسبهم، لا يجب أن تُقارَن بأخطاء أقرانه من السياسيين، ولا بخطايا الدولة الأمنية التي ارتكبتها بحق المخالفين سياسياً.

أما الرافضون، فيرون أن البرادعي يحاول غسل يديه من الانقلاب، ويسعى إلى تبرير صمته على الجرائم التي ارتكبها شركاؤه السياسيون خلال تلك الفترة، ولديهم قناعةٌ بأن الرجل قد وفّر غطاءً سياسياً لتلك الجرائم، وأن بيانه، بحسبهم، يحمل تناقضاً كبيراً بشأن حقيقة ما حدث يوم الانقلاب، خصوصاً في ظل شهادات لآخرين تذهب إلى عكس ما ذكره البيان. 

أسئلة كثيرة يثيرها بيان البرادعي (أو شهادته بالأحرى)، سواء من حيث التوقيت أو المحتوى أو الهدف من إصداره، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تلك الفترة الكئيبة التي مرت بها البلاد. بيد أن ما لا تخطئه العين أن البيان ألقى حجراً ثقيلاً في بحر السياسة الراكد في مصر، والذي يحاول النظام الحالي تجفيفه تماماً. ويبدو أن الرجل، على الرغم من ابتعاده عن المشهد منذ أكثر من ثلاث سنوات، لا يزال محل استقطاب وانقسام كبيرين، ما يكشف حجم المأزق الذي تعيشه النخبة المصرية التي لم تتجاوز خلافاتها، ما يسمح بإطالة حكم العسكر.

ربما كان على البرادعي، وهو يدلي بشهادته المقتضبة، أن يعتذر صراحةً عن خطأ حساباته، وأن يعتذر للذين دفعوا أرواحهم ثمناً لهذه الحسابات، إن لم يكن ذلك لأجل إراحة ضميره، فعلى الأقل من أجل التاريخ الذي لن يرحمه ما لم يفعل، وهو أمر يجب أن تقوم به كل القوى السياسية، سواء التي مهدت للانقلاب بأخطائها الفادحة، أو تلك التي دعّمته وشاركت فيه، وأجهضت آمال ثورة "25 يناير". 

ورغم ذلك، لا يخلو الهجوم على البرادعي، وتحميله مسؤولية كل ما حدث منذ "3 يوليو"، وتخوينه، خصوصاً من القوى المحسوبة علي الثورة والإسلاميين، من مراهقة ومزايدة ليس لهما ما يبررهما. بإمكان أي تيار أو حزب أو جماعة أو فرد أن يختلف كلياً مع البرادعي وأن ينتقد مواقفه، مثلما حال كاتب هذه السطور، بل وأن يرفض ما جاء في بيانه الجديد، لكن هذا لا يبرّر مطلقاً الحملة المسعورة التي يتعرض لها الرجل، وكأنه الوحيد الذي أخطأ، خصوصاً أنه واقع بالفعل تحت سهام التخوين والاتهام بالعمالة من الأذرع الإعلامية للنظام الحالي.

كما لا يمكن وضعه بأي حال في الخانة نفسها التي يقف فيها من تلوّثت أيديهم بالدماء، ومن رقصوا على أرواح خصومهم السياسيين، سواء من بقية النخبة التي دعمت الانقلاب، أو الجنرالات الذين نفذوه. فالرجل كان ضد استخدام القوة لفض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة، كما أنه قدّم استقالته في يوم المذبحة، في موقفٍ سيتذكّره التاريخ له. 

ليس هذا دفاعاً عن البرادعي أو تبريراً لأخطائه التي ارتكبها، بقصد أو بدون قصد، وإنما محاولة لفهم تداعيات بيانه على الحالة السياسية في مصر، وما يمكن أن يؤدي إليه.

ويبدو أن هذا البيان لن يكون الأخير للرجل، خصوصاً في ظل الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد، والحديث المتزايد حالياً بشأن كيفية الخروج منها.

* خليل العناني أستاذ العلوم السياسية بجامعة جونز هوبكنز الأميركية. 

  كلمات مفتاحية

مصر البرادعي النخبة المصرية انقلاب 3 يوليو مجزرة رابعة الأزمة المصرية السيسي الانقلاب

«البرادعي» يطالب بإطلاق سراح سجناء الرأي وإلغاء قانون «التظاهر»

«البرادعي» يعلن شهادته: فض «رابعة» بالقوة أجهض حلولا سياسية لاقت شبه اتفاق

«البرادعي» يقترح تشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن تيران وصنافير