مصادر مصرية: مسؤولون سعوديون زاروا القاهرة لوقف الحملات الإعلامية المتبادلة

الأحد 6 نوفمبر 2016 12:11 م

كشف مصدر مطلع لصحيفة الشروق المصرية أن هدف الزيارات المتتالية لعدد من المسؤوليين السعوديين لمصر خلال الأسبوع الماضي، هو وقف الحملات الإعلامية على المملكة كخطوة في طريق تحقيق التقارب بين القاهرة والرياض.

واستقبلت القاهرة يوم الاثنين الماضي وزير الدولة لشؤون الخليج «ثامر السبهان»، ويوم الخميس الماضي رئيس مجلس الشوري «عبدالله آل الشيخ»، حيث نجحت الاتصالات إلى حد ما في وقف الهجمات الإعلامية المتبادلة.

وأشار المصدر إلى أن المحادثات التي أجراها المسؤلان السعوديان في مصر، سواء كانت علنية أو سرية، مع مسؤولين مصريين، لم تتطرق لأوجه الخلاف بين البلدين والذي بدا علنيا في الملف السوري الذي يشهد تباينا في الرؤى ووقف الإمدادات البترولية لمصر والتي تم التعهد السعودي بها عبر اتفاق مبرم بين البلدين او الموقف من تيران وصنافير والمطروح حاليا أمام القضاء المصري.

وقال المصدر إن حالة الصمت بين البلدين بشأن حل تلك الخلافات جاءت لاعتبارات تتعلق بأهمية هذه الملفات والتي تستوجب مناقشاتها على مستويات أرفع، مشيرا إلى أن السعودية تسعى لتخفيف التوتر في تحالفاتها الإقليمية سواء كانت في بيروت أو في القاهرة، وبعد ضغوط دولية تعرضت لها في ملف اليمن وإصدار قانون جاستا الأمريكي ومساندتها لتركيا في التدخل العسكري شمالي العراق.

كما تستهدف الرياض حسب المصدر عدم إعطاء مساحة لإيران لاستغلال الوضع المتوتر بين القاهرة والرياض والتدخل لبث أخبار تؤجج العلاقات كإرسال مصر قوات إلى سوريا تساند نظام بشار الأسد» وهو ما تعارضه المملكة بشكل كامل.

في المقابل، أشار المصدر إلى تجاوب القاهرة مع تحركات المملكة لتحقيق التهدئة، حيث سارعت إلى إدانة محاولات ميلشيات الحوثيين في اليمن بقصف مكة بصاروخ طويل المدى كما بعثت بمساعد وزير الخارجية للشؤون متعددة الأطراف السفير «هشام بدر» في جدة تعبيرا عن تجاوز أزمة تصريحات أمين عام منظمة التعاون الإسلامي المقال إياد مدني السعودي الجنسية ضد الرئيس «عبد الفتاح السيسي».

وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة البترول المصرية «حمدي عبدالعزيز» إن شركة «أرامكو» السعودية لم ترسل شحنات الوقود الخاصة بشهر نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، ولم تبلغ مصر بموقف تلك الشحنات البالغة 700 ألف طن شهريا لسد احتياجات السوق المحلية من الوقود، وذلك للشهر الثاني على التوالي.

وأضاف المتحدث أن الشركة السعودية دأبت خلال الشهور الماضية على إبلاغ مصر بموعد إرسال الشحنات، التي كانت ترسلها بحد أقصى في الأسبوع الأول من كل شهر، لكنها لم تفعل هذه المرة، تماما مثلما حدث خلال الشهر الماضي.

وأضاف «عبدالعزيز» أن «هيئة البترول» بادرت بطرح مناقصة عاجلة لشراء 700 ألف طن من البنزين والسولار والمازوت بديلا للشحنات السعودية، لسد احتياجات المواطنين، مشيرا إلى أن العقد التجاري بين «أرامكو» و«هيئة البترول» لم يتم إلغاؤه بعد.

وتستورد مصر المنتجات البترولية من الشركة السعودية، بموجب اتفاق مدته 5 سنوات بتسهيلات كبيرة في السداد، تزامن توقيعها من زيارة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» لمصر في أبريل/نيسان الماضي.

وبموجب الاتفاق المصري السعودي، تشتري مصر شهريا منذ مايو/أيار الماضي من «أرامكو»، 400 ألف طن من زيت الغاز (السولار) و200 ألف طن من البنزين و100 ألف طن من زيت الوقود (المازوت).

وشهدت الأيام الماضية حالة من الارتباك للحكومة المصرية، بسبب توقف الإمدادات النفطية من السعودية ما دفع حكومة مصر للإعلان عن استقدام شحنات نفطية من السوق الدولية.

وذهبت التكهنات بشأن ما حصلت عليه مصر من منتجات نفطية بديلة إلى إيران، بسبب التماهي الذي اتسم به الموقف المصري مع محور إيران روسيا بشأن الأزمة السورية.

كما ذكرت أنباء أن القاهرة تسلمت شحنات من ليبيا بعد سيطرة قوات الجنرال «خليفة حفتر» على موانئ النفط أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.

وأثار توجه النظام المصري إلى بغداد للحصول على المشتقات البترولية جدلا واسعا، حيث رأى فيه خبراء ومراقبون تسارعا من مصر في توجيه بوصلتها السياسية والاقتصادية ناحية المعسكر الإيراني الروسي، خاصة في ظل ما نقلته وسائل إعلام عن مسؤول عراقي أن تزويد العراق لمصر بالنفط سيكون مقابل سلاح وذخيرة.

وكانت العلاقات الخليجية المصرية توترت مؤخرا على صعيد العديد من ملفات المنطقة، وكان آخرها تصويت القاهرة في «مجلس الأمن» لصالح مشروعي القرار الروسي والفرنسي بشأن سوريا في وقت واحد، وهو ما أثار استياء السعودية وقطر، وشنت وسائل إعلام مصرية هجمات شديدة على المملكة .

المصدر | الخليج الجديد + الشروق المصرية

  كلمات مفتاحية

مصر السعودية العلاقات السعودية المصرية