هل تصاب بالاكتئاب المفاجئ؟ احترس تلك العادة قد تكون السبب

الأحد 6 نوفمبر 2016 08:11 ص

هل جربت قبلًا أن تنجز الأعمال العالقة التي تكرهها فورًا و بدون تأجيل؟ الاتصالات الهاتفية التي لا تريد القيام بها لأنها تشكل عبئًا عليك، ربما رسائل الفيسبوك التي تتجنب فتحها حتى لا تضطر للرد عليها، أعمال مكتبية في نهاية الأسبوع؟

اذا كنت ممن يستطيعون فعل ذلك، فأنت لديك موهبة حقيقية، ربما واحدة من المهارات الأهم في الحياة. أما اذا كنت ممن يتفننون في اختراع الأعذار و المهام الوهمية التي لا تنتهي، فأنت بحاجة ماسة لقراءة هذا الموضوع.

استراتيجيات من نوع آخر

من يميلون إلى التأجيل لديهم مهارات من نوع آخر، مهارات اختراع استراتيجيات التجنب، الاستراتيجيات التي تجعل من أي شيء في الحياة مشوقًا إلا الشيء الذي يؤجلونه.

ولكن التأجيل بدون سبب قد يكون صعبًا للغاية، لذا فإن الأشخاص الذين يميلون للتأجيل يطورون مهارة المراوغة، وهي أن تربط ما تريد فعله بأي فعل آخر تنهيه أولًا، كأن تقرر تنظيف غرفة المعيشة أولًا، ربما تنظيف الطاولة من الغبار؟ ماذا عن مسح الأرضية؟ لينتهي بك الأمر وقد نظفت المنزل كله بدلًا من أن تنهي مكالمة هاتفية صغيرة، أو تنهي عملًا يحتاج أقل من ربع الوقت الذي قضيته في تنظيف المنزل لينتهي.

بل ان بعض الأشخاص يقومون بعمل لائحة لما يريدون إنهاءه، ويضعوا في أول اللائحة الأعمال التي يؤجلون بها، فمثلًا إذا كانوا يريدون الالتزام بموعد نهائي للتسليم، فان تنظيف المنزل وإطعام أسماك الزينة وتنظيف الشرفة التي لم تنظف منذ عقد سيأتون جميعهم في أول القائمة، و يضعون التسليم قبل الموعد النهائي في ذيل تلك القائمة.

الخلاصة هي أننا نميل إلى تأجيل الأعمال التي قد تشعرنا بأننا غير مرتاحين، أي شيء قد يتسبب بإصابتنا بالقلق، يحتاج إلى مجهود، ربما يثير الشعور بالذنب، أو يحتاج اهتماما زائدًا. أيضًا الأعمال التي تتطلب اعتذارًا، أو الأعمال التي تتضمن الحاجة إلى اتخاذ قراراتٍ حاسمة، وبالطبع الأعمال التي تتضمن التواصل مع أشخاص لا نرغب في التحدث اليهم، والأخطر، الأعمال التي قد تواجهنا بحقيقة وجود عجز في ميزانيتنا الشهرية. تلك هي الأوقات التي يبدو عمل أي شيء آخر في الحياة أكثر إثارة ومتعة، بدلًا من أن نواجه مخاوفنا أو قلقنا وجهًا لوجه ونضع حدًا لذلك.

الأمر صعب وسهل

المشكلة هي أن ما نؤجله يشغل حيزًا أكبر فأكبر تدريجيا من تفكيرنا، فيستهلك مساحة عقلية أكبر من المساحة التي يجب أن تخصص له بكثير، فلو أننا اكتفينا بإنهائه فورًا، لظل في حجمه الطبيعي، ولكننا نحاول وضعه في مكان بعيد عن تفكيرنا حتى ننتهي من حل الكلمات المتقاطعة، أو مشاهدة حلقة أخرى من مسلسلنا المفضل، فيتغذى ذلك العمل المؤجل على الطاقة التي نبذلها في تجنبه، ثم يتضخم ليتحول لشيء غاية في التعقيد والصعوبة.

مثلًا مكالمتك الهاتفية التي تؤجلها، بعد أن كانت مكالمة مع شخص لا ترغب في التحدث اليه، ستتحول إلى مكالمة متأخرة مع شخص لا ترغب في التحدث إليه. عبء إضافي زاد هنا. هذا ما يفعله التسويف، يجثم على أرواحنا، ثم تصبح العواقب سلبية، مثل ألا نوفي بمواعيدنا المحددة، أو نشعر بذنب ضخم لأننا لا نرد على رسائل أشخاص نحن نحبهم أو نقدرهم. استراتيجية التجنب تكلفنا أكثر من مجرد أعمال غير منتهية، أحيانا تكلفنا علاقاتنا مع الأشخاص الذين يعتمدون علينا، بالاضافة إلى أننا نخسر راحتنا وسلامنا النفسيين.

في الآونة الأخيرة، اكتشفت تكتيكًا يؤتي بثماره فعلًا وهو:فعل واحد كل يوم، أي أنني أقوم بعملٍ واحدٍ من الأعمال التي كنت أؤجلها كل يوم، فإذا كان عندي 7 أشياء مؤجلة، أنهيهم على مدار الأسبوع، هذا ساعد للغاية في تخفيف  تلك الكومة من الأعمال المؤجلة التي كانت ترهقني عصبيا ونفسيًا للغاية.

  كلمات مفتاحية

المماطلة التسويف تأجيل الأعمال المهام الصعبة المراوغة حيل نفسية

دراسة: النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب ونوبات الذعر من الرجال

دراسة تربط اكتئاب الأم بتعرض أطفالها للحوادث والإصابات

دراسة: نصف الناجين من فيروس كورونا يعانون من الاكتئاب