تقرير: معارك الموصل تحتدم وأوضاع المدنيين تتدهور

الاثنين 7 نوفمبر 2016 07:11 ص

أوضح تقرير صحفي أن ضراوة معارك سيطرة القوات العراقية على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، شمالي العراق، من تنظيم «الدولة الإسلامية» تزداد يوما بعد آخر.

وبين التقرير أن أوضاع المدنيين تزداد تدهورا، في ظل حرب شوارع تدور في أحياء سكنية عدة شرقي المدينة، منها عدن، الإخاء، القدس، شقق الخضراء، الانتصار، الزهراء، والشيشان.

وبحسب التقرير، فإنه وبعد أن انهار خط الدفاع الأول لمسلحي «الدولة الإسلامية» في منطقة كوكجلي، باتوا يعتمدون على القناصة والسيارات الملغومة والعبوات الناسفة، في محاولة لإعاقة تقدم القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها.

من جهتها، تواصل القوات الحكومية وبإسناد جوي من «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة، تقدمها وسط أحياء سكنية، وهو ما يرد عليه «الدولة الإسلامية» بقذائف هاون كثيرا ما تخطئ هدفها، لتصيب مبان سكنية.

وتحدث التقرير عن أنه وفي ظل هذا الوضع الميداني، تكاد تنعدم المياه الصالحة للشرب شرقي الموصل، ويفتقد السكان للتيار الكهربائي؛ جراء تعرض أبراج نقل التيار لأضرار جسيمة، وامتناع أصحاب مولدات الكهرباء الأهلية عن تشغيلها وتزويد المواطنين بالطاقة؛ خشية التعرض للقتل.

وذكرت وكالة «الأناضول» أن من بين سكان الموصل المحاصرين في هذه المعارك عائلة «أبو أحمد» المكونة من 6 أفراد وتسكن حي القدس شرقي المدينة.

وتمكنت «الأناضول» بعد جهد كبير من التواصل مع «أبو أحمد» عبر إحدى شبكات الهاتف النقال، ليروي جانبا من المأساة، حيث قال الرجل الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملا خشية على حياة أسرته من ملاحقة التنظيم: «لا يوجد تيار كهربائي، فمنذ يومين ونحن نقضي الليل على أضواء المصابيح النفطية (الكيروسين) ولم نعد نرى الشارع ليلا».

وعن مدى قربهم من القتال الدائر، أوضح أن جميع من في المنزل يسمعون أصوات الانفجارات والطلقات النارية المتبادلة بين مسلحي «الدولة الإسلامية» والقوات العسكرية الحكومية.

وأضاف: «وضعت جميع أفراد أسرتي في غرفة واحدة.. أغلقت أبواب المنزل بإحكام، ووضعت أشرطة لاصقة على زجاج النوافذ؛ لعله لا يتهشم جراء الانفجارات والقصف المتواصل».

وعبر «أبو أحمد» عن خشيته من احتمال نفاد المواد الغذائية في منزله، حيث تعتمد العائلة على ما لديها من خزين غذائي في إعداد الوجبات اليومية، ولم يعد أي من أفرادها قادر على الخروج لشراء ما تحتاجه؛ بعد أن اشتد القتال في المنطقة.

وعن عدم نزوحه مع العائلات التي خرجت من الموصل في بداية المعارك، قال: «سمعت عن مأساة العائلات التي نزحت إلى مخيم الخازر، وما تواجهه من أوضاع صعبة للغاية في ظل التقلبات المناخية القاسية التي تمر بها المنطقة؛ لهذا فضلت البقاء في منزلي حتى وإن كان مصيري الموت».

واختتم «أبو أحمد» حديثه، قائلا: «نحن محتجزون في المنزل.. لا يوجد ما نخسره أكثر؛ فطيلة العامين الماضيين اللذين قضيناهما تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، كانت حياتنا معرضة للخطر كل يوم».

ووفق التقرير، روى «سامر» وهو أحد سكان حي الشهداء، وفضل الاكتفاء بذكر اسمه الأول، لدواع مماثلة جانبا آخر من مأساة المدنيين في الموصل.

وقال «سامر» (في العقد الرابع من العمر): «خرجت على دراجتي الهوائية من حي الشهداء إلى النور في الجانب الأيسر من الموصل، بحثا عن محل (متجر) لبيع الخبز، لكن وجدت كل المحال مغلقة، فعدت بلا خبز».

وعن كثافة مسلحي «الدولة الإسلامية» في المناطق التي مر بها أثناء رحلة بحثه عن الخبز، أشار إلى أنه لم يلتق بالكثير منهم كما في السابق.

ومع اقتراب واحتدام المعارك في الشوارع لم يعد ممكنا شراء المواد الغذائية من المحلات، فبحسب «سامر»، أغلقت جميع المحال التجارية أبوابها، وباتت الشوارع خالية من المارة، لتبدو المدينة وكأنها مدينة أشباح.

وبضيق وغضب، اختتم حديثه: «الظرف الحالي داخل المدينة صعب للغاية؛ فالجميع في انتظار الحسم والسيطرة على الموصل من مسلحي الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على المدينة منذ صيف عام 2014».

هذا، ويتراوح سكان الموصل بين 1.2 و1.5 مليون نسمة، وحتى اليوم نزح منهم قرابة 30 ألف شخص، توجه بعضهم إلى مخيم الخازر في إقليم شمال العراق، والذي يقول القائمون عليه إنه يتسع لأربعين ألف شخص.

ومنذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتواصل عملية عسكرية لاستعادة الموصل من «الدولة الإسلامية»، بمشاركة 45 ألفا من عناصر الجيش والشرطة العراقية، مدعومين بـ«الحشد الشعبي» (ميليشيات شيعية)، وحرس نينوى (سني)، إضافة إلى «البيشمركة»، وهي قوات إقليم شمال العراق.

وبحسب ورايات بعض السكان، فإن المشهد في الموصل يبدو قاتما، وربما ازداد تدهورا أكثر وأكثر خلال الأيام القليلة الماضية؛ مع استمرار توغل القوات الحكومية في أحياء سكانية جديدة.

وما يثير رعب المدنيين في الموصل هو احتمال تمكن مسلحي «الدولة الإسلامية» من الصمود طويلا؛ وهو ما يهدد بنفاذ المواد الغذائية والمستلزمات الصحية، وربما يدفع المدينة إلى كارثة إنسانية.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

العراق الموصل الدولة الإسلامية التحالف الدولي القوات الحكومية الحشد الشعبي البيشمركة