لماذا يشعرنا العطاء بالسعادة والراحة النفسية؟

الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 05:11 ص

هل يمكن أن يوازي التطوع في أهميته أهمية التمارين الرياضية بالنسبة لصحة جسم الإنسان؟ هذا ما صرح به تقرير على جريدة «ذا أتلانتك» أكد فيه أحد الباحثين من الأطباء أن ثقافة التطوع تكاد تكون بنفس أهمية التمارين الرياضية، وذلك لتشابه تأثير كليهما الإيجابي على صحة الإنسان.

لقد ارتبط التطوع عند الباحثين بالصحة الجيدة عند كل من قرروا اتباع ثقافة التطوع في الأعمال الخيرية بشتى أنواعها في حياتهم. فهم ما دومًا يميلون إلى الاستمرار لمدة أطول من غيرهم في الحياة، وبصحة أفضل، بالإضافة إلى مزيد من شعور بالمسئولية في حياتهم، وايجادهم لهدف سام في تلك الحياة التي اختاروها.

يجب أخذ السبب الذي يتطوع المرء من أجله في الاعتبار. فقد أثبت الأطباء أن التطوع يعود بالفعل على المتطوع بنتائج إيجابية على صحته وكأنه اتبع نظاما غذائيا سليما. وذلك حال اتخذ التطوع كثقافة وأسلوب في حياته لأسباب غير نفعية لا تصب في النهاية في مصلحته الشخصية.

في تجربة خاصة يرويها الباحث في التقرير السابق، يقول أنه لا مثيل لشعور المرء بالإنجاز وتحقيق الذات إلا من خلال التطوع٬. يروي تجربته مع حالات الاكتئاب، فيقول بأنها كانت من أكثر التجارب التي حقق ذاته فيها، من خلال مساعدة شخص شديد البؤس ليخرجه من بقعة الظلام التي أغرق نفسه فيها ليساعده بخطوات بدائية للخروج إلى الحياة من جديد.

يقول الباحث بأن ما يشغله وما سيتناوله في التقرير هو محاولة فهم السؤال الوجودي حول ثقافة التطوع، ليدع تأثير التطوع الإيجابي على الإنسان من الناحية العاطفية ومن الناحية الصحية للأطباء، بينما يتناول هنا الأسباب التي من الممكن أن يجعلنا نشعر بتحقيق ذواتنا من خلال التطوع.

 يهدف التطوع إلى إثبات حقائق وجودية بالفعل نغفل عن وجودها، وهي بأننا لسنا منعزلين عن بقية البشر في العالم، وأننا لسنا وحدنا. كما أننا على النقيض الآخر لسنا مركز اهتمام الكون. نحن جزء من كينونة كبيرة جدًا لنثبت لأنفسنا من خلال الأعمال التطوعية أننا على استعداد لمنح تلك الكينونة الأكبر مهمة أعظم غير حقيقة وجودونا فيها. يمكنك أن تختار ذلك إما عن طريق إطعام المساكين، أو عن طريق تعليم الأطفال في المدارس، أو حتى عن طريق تنظيف الأنهار. هذا كله في النهاية يشعرنا بقيمة أنفسنا كجزء من الكل وليس العكس، ويعطينا منظورا مختلفا عن هدف وجودنا في هذا الجزء الأكبر.

ما يحدث من خلال التطوع عو أننا ننسى الأنا التي تحتل مكانا كبيرًا من حيز تفكيرنا، ونبدأ نفكر في الجميع، لنتحول من «أنا» إلى «نحن»، لنثبت في النهاية أن الجزء أقل أهمية من الكل، إلا إنه لا يستمر بدونه.

المصدر | سايكولوجي توداي

  كلمات مفتاحية

السعادة التطوع أعمال تطوعية ثقافة العطاء